يتزايد الاهتمام بالمهرجانات السينمائية الكبرى في العالم، في ظل الثورات التي يشهدها الشرق الأوسط، والتي توثقها الصور واللقطات المصورة بالهواتف المحمولة· وقع الاختيار على ثلاثة أفلام عربية ضمن المنافسة الرئيسية لمهرجان (كان) السينمائي، الذي يختتم فعاليته اليوم، أحدها فيلم قصير للسوري بسام شخص والثاني (بعد الموقعة) للمصري يسري نصر الله، والأخير فيلم (خيل الله) للمخرج الفرنسي المغربي نبيل عيوش· وبينما يدور فيلم بسام شخص (فلسطين·· صندوق الانتظار للبرتقال) حول الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، يصور فيلم نصر الله الكفاح الذي يواجهه المصريون العاديون في التعامل مع تبعات الثورة المصرية التي أطاحت بالرئيس السابق محمد حسني مبارك، أما فيلم (خيل الله) لعيوش فيتناول قصة شقيقين من المناطق الشعبية وكيف تم ؤجبارهما على التحول إلى إرهابيين· وقال عيوش، في ملاحظات إنتاجية مصاحبة لفيلمه، إن عدم توافر فرص التعليم للأطفال كان إحدى النقاط الأساسية التي أراد أن يلقي الضوء عليها في فيلمه إلى جانب تفكك البناء الأسري· وعن استعانته بممثلين غير محترفين في فيلمه قال عيوش إن الشخصيات الرئيسية (الكاميكاز) أو (الانتحاريين) هم أطفال غير مسؤولين عن أفعالهم بل إنهم ضحايا لتلك الأفعال· يذكر أن الفيلم الذي تبلغ مدة عرضه 51 دقيقة هو أول فيلم سوري يصل إلى منافسات مهرجان كان· ويتناول الفيلم قصة اثنين من صناع الأفلام الفلسطينيين الشباب يجدان أن عليهما إعادة صياغة أحلامهما وطموحاتهما أمام حقيقة أعباء الميزانية القاسية التي يواجهانها· وقال شخص، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية إن جميع المخاوف المتعلقة بالقضية الفلسطينية انعكست في الفيلم الذي يتنافس ضمن عشرة أفلام على أكبر جائزة للأفلام القصيرة بمهرجان كان· لكن قبل كل شيء، يتعلق فيلم شخص بقضية الهوية، حيث يستخدم موضوع صادرات البرتقال كوسيلة لتقنين القضية الفلسطينية، فعندما يشتري أحد الأشخاص شيئا ما من الفلسطينيين يتقبل الكثير من الأمور عن فلسطين· وكان شخص الذي يقضي وقته حاليا بين هولندا والأردن، يخطط لإنتاج فيلم حول الصراع الدائر في وطنه الأم سورية، إلا أنه قرر إلغاء الفكرة، إذ إن العمل كان من الممكن أن يتحول بسهولة إلى شيء أقرب إلى الفيلم الوثائقي، وهو الأمر الذي لم يكن ليسمح له بالتعبير عما يريد قوله· أما نصر الله، فقد أنتج فيلمه خلال الاحتجاجات الشعبية الضخمة في القاهرة العام الماضي، لكن فيلم (بعد الموقعة) يذهب إلى ما هو أبعد من أيام الثورة بزخمها ويسعى إلى استكشاف ملامح المجتمع المصري والفوارق الطبقية في أعقاب الثورة· وقال المخرج، خلال مؤتمر صحافي في كان، إن الفيلم يتناول قصة رجل يحاول استعادة كرامته ونساء يحاولن إيجاد مكان في مجتمع متغير، لافتا إلى أنه أنتج هذا الفيلم لأن المصريين غير معتادين على الديمقراطية ويخطون أولى خطواتهم في هذا المضمار·