يعيش سكان حي 400 مسكن بعين النعجة ببلدية جسر قسنطينة حياة البؤس والتهميش والعزلة القاتلة، جراء طبيعة السكنات المهترئة التي يواجه فيها المواطنون ظروفا قاسية وصعبة للغاية، ناهيك عن جملة المشاكل التي يشهدها الحي، وحسب شهادات القاطنين أنه بالرغم من توجيه عدة شكاوي ومراسلات للسلطات المحلية والولائية بشأن التدخل الفوري لانتشالهم من تلك الوضعية إلا أن شكاويهم بقيت حبيسة الأدراج لتبقى في طي النسيان لمدة طويلة الأمد· واعتبرت العائلات المقيمة بذات الحي سياسة اللامبالاة والصمت المطبق إجحافا في حقها، حيث لم يكلف المسؤولون أنفسهم التدخل من أجل انتشالها من العزلة التي تتخبط فيها نظرا للنقائص العديدة إزاء غياب أدنى ضروريات الحياة· ويعاني هؤلاء السكان من غياب في شبكة الغاز الطبيعي هذه المادة الضرورية التي لم تعرف سبيلا لها بعد إلى الحي، منذ إنشائه، باستثناء خمس عمارات كان لها الحظ في ربطها بالغاز الطبيعي منذ أكثر من سنة، وهو الأمر الذي اعتبره هؤلاء إجحافا في حقهم نظرا للأهمية التي تكتسيها هذه المادة الهامة والتي يتزايد عليها الطلب خصوصا في فصل الشتاء، وأكدوا أن غيابها يثقل كاهلهم لكونهم يضطرون لقطع مسافات طويلة للحصول عليها· كما اشتكى هؤلاء السكان من خطر الاعتداءات والسرقات الذي يتعرضون لها من طرف فئة من الشباب المنحرفين الذين يغتنمون فرصة غياب الإنارة بالحي من أجل أن يقوموا بممارسة مهنة السطو والاعتداء لبلوغ غاية سرقة هؤلاء المواطنين، في ظل غياب الأمن بالحي، وأضاف هؤلاء أن تلك الجماعات من الشباب المنحرف حولوا مداخل العمارات إلى أماكن للالتقاء والتجمع بها، والقيام بالأعمال اللاأخلاقية على غرار تعاطي المخدرات وتناول الكحول، مؤكدين أن هؤلاء المنحرفين يستغلون عدم غلق بعض أبواب العمارات في الفترة الصباحية ومنتصف النهار، وانتهاء دوام عمل أعوان الحراسة الذين قام بتوفيرهم صندوق التوفير والاحتياط لحراسة الحي، للتسرب خفية إليها والسطو على كل ما يجدونه من أغراض، ناهيك عن التلفظ بالكلام البذيء، الذي يقع على مسامع السكان، الذين أعربوا عن تخوفهم من هؤلاء الشباب لكونهم يحملون أسلحة بيضاء، مما يجبرهم على القيام بتفادي الدخول معهم في مناوشات وتجنبهم من أجل تفادي قيامهم بجرائم لا يحمد عقباها· وعن مشكل النفايات فقد سجلنا ذات الشكاوي، حيث أن هؤلاء السكان أكدوا أن وضعية الحي الكارثية لم تعد تحتمل، فالأوساخ والنفايات يتسبب فيها تجار الأسواق المغطاة والجوارية الموجودة بالمنطقة، إضافة إلى انعدام الوعي لدى بعض السكان الذين لا يحترمون أوقات وأماكن رمي النفايات مما يتسبب في تراكمها وانتشارها في أركان الحي، وأضاف السكان القاطنون بذات الحي أن تراكم الأوساخ وانتشارها أدى إلى جلب العديد من الحيوانات الضالة والحشرات كالبعوض· ومن أجل إنهاء معاناتهم مع الأوساخ وغياب مادة الغاز وأزمة عيشهم في خوف دائم ناشد سكان الحي السلطات المعنية ووالولائية الالتفات إلى مطالبهم والرد على انشغالاتهم وذلك من خلال إدراج الحي بمشاريع تنموية من شأنها أن ترفع الغبن عنهم والمعاناة اليومية وهذا من خلال تزويدهم بالإنارة والغاز وضمان الأمن، ومحاربة التصرفات الطائشة لهؤلاء الشباب ومنعهم من التسبب في كوارث بشرية لا يحمد عقباها·