شارك نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ عبد الله بن بية في منتدى أمريكا والعالم الإسلامي، حيث طغى موضوع الثورات العربية أسبابا وتداعيات على الجلسة الافتتاحية للنسخة التاسعة من المنتدى، الذي افتتح بالعاصمة القطرية الدوحة وشاركت فيه نخبٌ أميركية وإسلامية بارزة. وعقد منتدى هذه السنة تحت شعار (أصوات جديدة.. توجهات جديدة)، في إشارة إلى الربيع العربي. رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني استعرض في الجلسة جذور المنغصات للعلاقات الأميركية الإسلامية، لم يذهب بالثورات بعيدا عن المظلمة التاريخية للشعب الفلسطيني، وما عانى منه العرب من إحباط جراء بعض المواقف العربية الرسمية التي اُعتبرت شعبيا متخاذلة بعد العدوان الإسرائيلي على غزة. وبحسب بن جاسم فإن الجمود الذي اعترى عملية السلام في الشرق الأوسط بعدما تحولت إلى (مسار للسلام وليس السلام، وأضحت العملية برمتها مؤتمرات بعد مؤتمرات وتصويرا وهكذا إلى ما شاء الله) هو ما أصاب الناس بالإحباط، هذا إلى جانب ما حصل بغزة الذي اعتبر بحق مفجِّر الربيع العربي، وكذلك لجوء بعض الرؤساء إلى توريث سلطاتهم. وبخصوص الثورة السورية، دعا بن جاسم إلى تعاون إسلامي أميركي فاعل (لحل القضية سلميا ولكن بشكل حاسم)، لأن (التعامل بازدواجية بين ملف وآخر يخلق نوعا من الشكوك لدى الشارع العربي والإسلامي). وفي جلسة الافتتاح كذلك اعتبرت رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة واجد التي حيّت ثورات العالم العربي، أن (غياب العدل يؤدي إلى خلق الفوضى وتراكم المشكلات). وأبرزت حسينة جوانب من الفقر في بلادها والذي اعتبرته (العدو رقم واحد) لأي دولة، خاصة إذا كانت تتلمس خطاها نحو تكريس دولة القانون والعدل. من جانبه اعتبر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو أن ثمة بالفعل تغييرا جذريا في العالم العربي، وأن ما حدث ليس ربيعا عابرا وإنما عملية مستمرة، مشيرا إلى ما أن حدث بعد حرق البوعزيزي نفسه (غيّر مسار التاريخ) في كل المنطقة. ويرى المسؤول الإسلامي البارز أن التحديات التي تواجه حكومات ما بعد الثورات هي (جلب الاستقرار وإحداث تنمية حقيقية في بلدانهم والحفاظ على الكرامة الإنسانية لمواطنيهم). ولم ينسَ أوغلو في نهاية كلمته أن يقول للأميركيين إن عملهم (كوسيط حقيقي) في عملية السلام بالشرق الأوسط، هو نقطة الارتكاز في أي علاقة مستقبلية بين الولاياتالمتحدة والمسلمين. وفي كلمة تقديمية قبل ذلك، كان مارتن إنديك مدير مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط بمؤسسة بروكنغز في الولاياتالمتحدة والتي تنظم هذه الندوة سنويا بالتعاون مع قطر، قد استعرض فكرة المنتدى نفسها التي برزت بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وما تلاها من غزو للعراق ومن شكوك متبادلة بين أميركا والعالم الإسلامي. وفي ندوة لاحقة شارك فيها كل من وزير العدل الموريتاني الأسبق ونائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ عبد الله بن بية، وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات واليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام لدورها في إلهاب الثورة اليمنية، لم تغب الثورات العربية ولا مآلاتها عن النقاشات. فبينما اعتبرها بن بية (جرافات يجب توجيهُها)، وصفتها كرمان بأنها (صحوة عالمية ستعم العالم بأكمله)، أما عريقات فدعا إلى أن تكون (ملهمة لتحرير فلسطين). وعلى هامش المنتدى تكلَّم نائبُ رئيس الاتحاد الشيخ بن بية مع رئيسة وزراء بنغلاديش حول سياستها القمعية مع الإسلاميين لاسيما الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، أنها سياسة غير مقبولة لدينا في الاتحاد لأنها ليست جيدة لبنغلاديش ولا للعالم الإسلامي، فطالب بن بية بوقف هذه السياسات القمعية.