ذكر تقرير صحافي أمس الثلاثاء أن تقديرات في إسرائيل تشير إلى أن الذراع العسكري لحركة حماس هو المسؤول عن إطلاق الصواريخ على مدينتي إيلات الإسرائيلية والعقبة الأردنية الاثنين، التي أسفرت عن مقتل مواطن أردني وإصابة أربعة آخرين بجروح. وقالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) إن مسؤولين في إسرائيل يقدرون أن "حماس هي المسؤولة عن إطلاق الصواريخ باتجاه إيلات والعقبة وليس خلية تابعة للجهاد العالمي". وأضافت الصحيفة إن إيلات ولكونها منتجعا سياحيا هاما فإنها تشكل هدفا بارزا لمنظمتين شرق أوسطيتين لديهما إستراتيجية منظمة وخطط طويلة الأمد، وهما الذراع العسكري لحماس وحزب الله. وتابعت الصحيفة إن هاتين المنظمتين تقولان منذ وقت طويل إن إيلات هي هدف مفضل في إطار الحرب الاقتصادية والنفسية التي تخوضانها ضد إسرائيل. ووفقا للصحيفة فان حزب الله اقتنى صواريخ (سكود) طويلة المدى من أجل ضرب إيلات، وأن الذراع العسكري لحماس ممنوع من ممارسة نشاط من داخل قطاع غزة في الشهور الأخيرة بسبب ضغوط تمارسها قيادة حماس السياسية التي تريد الحفاظ على الانجازات الدولية (المتمثلة بقوافل سفن كسر الحصار وتقرير غولدستون) ولذلك فإن الذراع العسكري يبحث عن آفاق عمل أخرى. وقالت (يديعوت أحرونوت) أنه على ضوء ذلك فإنه ليس أسهل من الخروج من القطاع إلى سيناء مع قذائف صاروخية ووضعها في مخابئ في الجبال الواقعة جنوب غرب منتجع طابا وإطلاقها من هناك باتجاه إيلات والعقبة والاختفاء، فالمصريون لا يسيطرون على سيناء والقوة المصرية في سيناء فاسدة وبالإمكان شراؤُها بالمال وهكذا فإن التسلل إلى سيناء بالنسبة لعناصر حماس ليس مقروناً بمخاطر. واعتبرت الصحيفة أنه بالنسبة لإسرائيل فإن هذا ليس الوقت المناسب لاتهام الذراع العسكري لحماس أو حزب الله، لأن ضرب مدينة كبيرة ومركز سياحي يحتم على إسرائيل "الرد بشدة وبصورة مؤلمة"، ومن لديه القدرة السياسية على اتخاذ قرار كهذا في الأيام التي ستبدأ فيها المحادثات مع الفلسطينيين؟. وخلصت إلى أنه أمر جيد أنه يوجد "الجهاد العالمي" لتحميله المسؤولية. كذلك ربطت صحيفة (هآرتس) بين إطلاق الصواريخ على إيلات والعقبة وبين قطاع غزة ولكن ليس مع الذراع العسكري لحماس وإنما مع تنظيمات صغيرة في القطاع قالت الصحيفة إنها تدور في فلك منظمات الجهاد العالمي. وأشارت (هآرتس) إلى وجود خمس منظمات كهذه في القطاع هي جيش الأمة، وجيش الإسلام، وجنود أنصار الله، وجيش المؤمنين المعروف أيضا باسم (القاعدة في فلسطين) والتنظيم الخامس هو كتائب سيوف الحق الإسلامية. وقالت الصحيفة: وصل نشطاء الجهاد العالمي إلى قطاع غزة في الماضي للتدرب والتسلح وعادوا إلى سيناء لتنفيذ عمليات ضد أهداف سياحية في سيناء ومصر ومن الجائز أن هذه الحالة تكررت هذه المرة أيضا. ومن جهة أخرى، أكد مسؤول أردني مقرب من التحقيق لوكالة فرانس برس أمس الثلاثاء أن الأردن لديه اثباتات بأن الصاروخ الذي سقط في مدينة العقبة الاثنين أطلق من شبه جزيرة سيناء المصرية. وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: يمكننا الآن القول ودون تردد أن صاروخ غراد الذي سقط في العقبة امس (الاثنين) جاء من سيناء، والتحقيق أوصلنا إلى اثباتات، وذلك عقب 24 ساعة على سقوط الصاروخ في مدينة العقبة المجاورة لايلات الإسرائيلية. واضاف إن الاردن لديه شكوك قوية جدا حول هوية المجموعة المسؤولة عن إطلاق الصاروخ، لكنه رفض كشف هوية المجموعة حاليا. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اتصل مساء الاثنين بكل من الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على خلفية إطلاق صواريخ على مدينتي إيلات والعقبة صباح الاثنين معتبرا أن الهدف من ذلك هو "عرقلة السلام". وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو انه قال لمبارك وعبد الله الثاني إن "جهات إرهابية" نفذت الهجوم الإجرامي على مواطنين أبرياء في إسرائيل والأردن، وهي تريد "عرقلة عملية السلام؟". واضاف إن على جميع الدول في المنطقة التي تتطلع إلى السلام "محاربة هذه القوى من أجل إبعاد الإرهاب وتقريب السلام". ومن جانبها، وصفت الولاياتالمتحدة إطلاق الصواريخ على إسرائيل والاردن ب(العمل المؤسف)، معتبرة أن الهدف من ورائه كما يبدو تقويض مسار المفاوضات الجديد للسلام في الشرق الأوسط. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي، هذا عمل مؤسف من جانب المسؤولين عنه. واضاف: في الوقت الذي نأمل فيه بالمباشرة في أسرع وقت ممكن بالمفاوضات المباشرة حول مواضيع جوهرية، ليس مفاجئا أن يتخذ آخرون تدابير لمحاولة تقويض هذا النوع من التقدم. وتأمل الولاياتالمتحدة في إعادة اطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين المجمدة منذ ديسمبر 2008 عقب الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. وبدأ الجانبان مفاوضات غير مباشرة برعاية أمريكية في ماي الماضي الا انها لم تؤت بثمارها حتى اليوم. وقال كراولي: نواصل محادثاتنا مع الأطراف.. نأمل أن يبدأوا بمحادثات مباشرة في اقرب وقت ممكن. وأضاف: من المؤسف أن نرى مجددا اطلاق صواريخ عشوائية على مدنيين أبرياء، موضحا أن الولاياتالمتحدة لها شكوك قوية حيال منفذي الاعتداء ولكنه لم يعط المزيد من التفاصيل.