مازالت العائلات التي تقطن بعمارة رقم 16 بساحة الشهداء ببلدية القصبة السفلى بالعاصمة تعيش مرارة الحياة بسبب خطر الموت الذي يحدق بهم جراء تلك الحالة الكارثية التي تتواجد عليها العمارة والتي تواجه خطر الانهيار في أية لحظة. وفي ذات السياق أبدى السكان في حديثهم مع (أخبار اليوم) تخوفهم من خطر الموت المحتوم الذي يواجهونه يوميا داخل تلك العمارة التي تعرف حالة متقدمة من الاهتراء نظرا لما آلت إليه من تشققات والتي انجر عنها تعرض أغلب أسقف وشرفات تلك العمارة التي يعود تاريخ إنشائها إلى العهد التركي لانهيارات عديدة على مستوى الشرفات والسلالم والأسقف جراء الزلازل والعوامل الطبيعية. وحسب شهادة هؤلاء السكان فقد تم تصنيف تلك العمارة في الخانة الحمراء منذ 20 سنة، ورغم الشكاوي والكتابات الموجهة للسلطات من أجل انتشالهم من وضعية الخطر التي يعيشون فيها في تلك العمارة وطلب ترحيلهم من أجل العمل على ترميم العمارة، إلا أن هؤلاء ما يزالون يعيشون إلى يومنا هذا بتلك العمارة أين يواجهون تلك الأخطار التي تحرم عليهم تذوق معنى الحياة وتحرمهم من طعم النوم والراحة، ناهيك عن تلك الوضعية الكارثية التي تتواجد عليها العمارة من حيث انتشار القذارة وغياب الإنارة ما يتسبب في تعرض السكان إلى حوادث خاصة الأطفال منهم، ولدى وقوفنا أمام حجم المعاناة التي يتخبط فيها هؤلاء السكان أعربوا لنا أن منازلهم تفتقر للكهرباء مما يجبرهم على جلب كوابل كهربائية للتزويد بهذه المادة الضرورية من المحلات المجاورة بطريقة عشوائية غير آمنة والتي أصبحت تدق ناقوس خطر الموت الأكيد. وفي حديثهم عن تلك المعاناة أكدت العائلات البالغ عددها ال 10 أن العيش بذلك المكان أضحى مستحيلا ولايطاق نظرا للوضعية الكارثية والخطيرة التي تتواجد عليها، فزيادة على اهترائها كليا فإن تلك المنازل تحتوي على غرف صغيرة الحجم والتي لا يتجاوز أغلبها المترين، مما خلق ضيقا واكتظاظا لدى تلك العائلات وخلق مشاكل داخلية لا تعد ولا تحصى. كما اشتكى هؤلاء السكان من الرطوبة التي انجرت عن غياب التهوية في تلك المنازل التي لا تعرف دخول الشمس على الإطلاق مما ضاعف من تعقيد الحالة النفسية بالدرجة الأولى، حيث وحسب شهادتهم فإن أغلب السكان أصيبوا بأمراض الحساسية والربو والروماتيزم، والتي زادت من حجم معاناتهم وأثقلت كاهلكم مع تدني خدمات مستشفياتنا، وتعدت المشاكل لتصل إلى فقر هؤلاء لمادتين ضروريتين للحياة ألا وهما الغاز الطبيعي ومياه الشرب، حيث أكد لنا السكان أنهم مازالوا يعتمدون على جلب المياه من المحلات المجاورة، ويعانون مع جلب قارورات غاز البوتان، دون أن ينسى هؤلاء السكان الحديث عن مشكل انسداد أقبية العمارة والذي يتسبب في انتشار المياه القذرة والروائح الكريهة، والتي انجر عنها انتشار عدة أمراض وسط السكان لاسيما الأطفال والرضع الذين يعدون من أكبر المتضررين من هذا الوضع المتردي الذي بات يهدد صحتهم، ناهيك عن تلك الحيوانات المؤذية التي تتقاسم معهم العيش في تلك العمارة. ووسط هذا التذمر والمعاناة المتواصلة ناشدت تلك العائلات السلطات المعنية التعجيل بالتدخل من أجل إنصافها وانتشالها من الموت المتربص بها سواء من جانب الانهيارات الجزئية التي تشهدها الجدران والأسقف والتي وصلت إلى حالة متقدمة من الاهتراء، أو بالنسبة لتلك الوضعية الخطيرة والتي تتسبب لهم في أزمات نفسية جراء هاجس الخوف والهلع الذي يلاحقهم منذ سنوات طويلة دون أن تعرف أي جديد يذكر.