تعيش العائلات التي تقطن بعمارة رقم 17 بساحة الشهداء ببلدية القصبة في أعالي العاصمة معاناة ومرارة الحياة بسبب خطر الموت الذي يحدق بهم جراء تلك الحالة الكارثية التي تتواجد عليها العمارة والتي تواجه خطر الانهيار في أية لحظة· حيث أعرب السكان في حديثهم مع (أخبار اليوم) عن تخوفهم من خطر الموت المحتوم الذي يواجهونه يوميا داخل تلك العمارة التي تعرف حالة متقدمة من الاهتراء نظرا لما آلت إليه من تشققات والتي انجر عنها تعرض أغلب أسقف وشرفات تلك العمارة التي يعود تاريخ إنشائها إلى العهد التركي لانهيارات عديدة على مستوى الشرفات والسلالم والأسقف جراء الزلازل والعوامل الطبيعية· وحسب شهادة هؤلاء السكان فقد تم تصنيف تلك العمارة في الخانة الحمراء منذ 20 سنة، ورغم مئات رسائل الاستغاثة الموجهة إلى السلطات المعنية والولائية من أجل انتشالهم من الوضعية المأساوية وترحيلهم من أجل العمل على ترميم العمارة إلا أن هؤلاء ما يزالون يعيشون إلى يومنا هذا بتلك العمارة أين يواجهون مصيرهم المحتوم، وتلك الأخطار التي تحرم عليهم تذوق معنى الحياة وتمنعهم من النوم والراحة، ناهيك عن تلك الوضعية الكارثية التي تتواجد عليها العمارة من حيث انتشار القذارة وغياب الإنارة مما يتسبب في تعرض السكان إلى حوادث خاصة الأطفال منهم، ولدى وقوفنا أمام حجم المعاناة التي يتخبط فيها هؤلاء السكان أعربوا لنا عن عمق المعاناة والخوف داخل تلك الشقق الشبيهة بالجحور جراء افتقارها للكهرباء مما يجبرهم على جلب كوابل كهربائية للتزويد بهذه المادة الضرورية من المحلات المجاورة بطريقة عشوائية غير آمنة تهدد حياتهم بالموت· وفي حديثهم عن تلك المعاناة أكد لنا هؤلاء السكان أن العمارة لا تصلح للعيش البشري نظرا للوضعية الكارثية والخطيرة التي تتواجد عليها والتي لا يتقبلها العقل، فزيادة على اهترائها كليا فإن تلك المنازل تحتوي على غرف صغيرة الحجم والتي لا يتجاوز أغلبها المترين، مما خلق ضيقا واكتظاظا لدى تلك العائلات· والأدهى والأمر هي الرطوبة العالية التي انجرت عن غياب التهوية في تلك المنازل، وهو المشكل الذي انعكس سلبا على صحة هؤلاء، حيث وحسب شهادتهم فإن أغلب السكان أصيبوا بأمراض الحساسية والربو والروماتيزم، والتي زادت من حجم معاناتهم وأثقلت كاهلكم، مع تدني خدمات مستشفياتنا· وتعدت المشاكل لتصل إلى فقر هؤلاء لمادتين ضروريتين للحياة ألا وهما الغاز الطبيعي ومياه الشرب، حيث أكد لنا السكان أنهم مازالوا يعتمدون على جلب المياه من المحلات المجاورة، ويعانون مع جلب قارورات غاز البوتان، دون أن ينسى هؤلاء السكان الحديث عن مشكل انسداد أقبية العمارة والذي يتسبب في انتشار المياه القذرة والروائح الكريهة، ناهيك عن تلك الحشرات التي تتقاسم معهم العيش في تلك العمارة· ووسط هذا التذمر والمعاناة المتواصلة ناشدت تلك العائلات السلطات المعنية التعجيل في التدخل من أجل إنصافها من خطر الموت المحتوم وانتشالها من تلك الوضعية الخطيرة والتي تتسبب لهم في أزمات صحية ونفسية جراء هاجس الخوف والأمراض التي تلازمهم·