شهدت أسعار الفاكهة بمختلف أنواعها، مؤخرا، انهيارا ملحوظا في الأسعار مقارنة بما سجلته أسعار الخضر خلال الفترة نفسها، ما جعل إقبال المواطنين على الفاكهة بشتى أصنافها، كبيرا، لا سيما وأن موسم الصيف مثلما هو معروف يشهد استهلاكا واسعا للفواكه. ومن خلال جولة ميدانية قادتنا إلى مختلف الأسواق في العاصمة، سواء النظامية منها، أم الشعبية كسوق باش جراح، والحراش وعين النعجة، ومارشي 12، وغيرها، فإن الملاحظة العامة تتركز على الأسعار المنخفضة والمناسبة للقدرة الشرائية للعائلات الجزائرية البسيطة التي سجلتها الفاكهة، فعلى سبيل المثال، فإن البطيخ الأحمر قد وصل سعره إلى 50 دج للكيلوغرام، فيما سجل سعر الأصفر منه سقف 60 دج، أما الفراولة التي كان سعرها يصل إلى حدود 250 دج، فانخفضت إلى حدود 100دج، كما سجل سعر الموز بدوره انخفاضا من 180 دج، إلى 100 دج حاليا، ما أتاح للكثيرين استهلاك الفاكهة الصيفية اللذيذة بشكل يومي تقريبا. ولأن فصل الصيف، هو فصل الفاكهة بلا منازع، فإن أسعار المشمش والخوخ سجلت بدورها انهيارا كبيرا، وصل إلى نحو 50 دج، أما الكيوي، الذي سجل انخفاضا لم يشهده في تاريخه، وانهيارا في الأسعار وصل إلى ما بين 15 و25 دج للحبة الواحدة، بعدما كان الجزائريون لا يعرفون الكيوي، إلا من خلال الومضات الإشهارية والأفلام الأجنبية. هذا الانخفاض المحسوس في أسعار الفاكهة مثلما سبقت الإشارة إليه، دفع المواطنين، إلى اقتنائها بشكل كبير، في هذا الإطار، قالت إحدى السيدات من العاصمة، إن هذا الموسم عرف خيرا كثيرا والحمد لله، وعوض الاكتفاء بصنف واحد من الفاكهة، فإن العائلة الجزائرية البسيطة وصلت إلى استهلاك حوالي نوعين أو ثلاثة أو أكثر أحيانا، دفعة واحدة وهو أمر لم تعرفه العائلات الجزائرية البسيطة ومحدودة الدخل منذ سنوات طويلة. وتتابع نفس المتحدثة كلامها قائلة، إن الأمر سيكون أكثر روعة لو استمرت الأسعار على المستوى الذي هي عليه الآن، خلال شهر رمضان الفضيل، الذي لم يتبق على قدومه إلا أقل من شهر ونصف تقريبا، وبما أنه سيكون في عز الصيف، أي في أواخر شهر جويلية القادم بحول الله، فإن الفاكهة ستكون سيدة المائدة الرمضانية بدون منازع، وهو ما عرفه الكثير من الجزائريين خلال السنوات الثلاث الأخيرة، التي صاموا فيها في فترة الصيف، واشتكى الكثيرون من عجزهم عن تناول الكثير من الأطعمة والأطباق التقليدية الرمضانية التي تتفنن ربات البيوت الجزائريات في إعدادها، خلال الشهر الفضيل، غير أن أجواء الصيف حالت دون تناولهم لها. التجار من جهتهم، أرجعوا انخفاض الأسعار إلى وفرة المحصول هذا الموسم، مؤكدين أن الأمر كان نفسه خلال العام الماضي، حيث بلغت أسعار الفاكهة مستويات غير مسبوقة، ووصل سعر المشمش على سبيل المثال إلى 6 دج، و100 للصندوق، وقد استغلت الكثير من ربات البيوت الأمر من أجل إعداد سلطات الفواكه، وأنواع المربى المختلفة، وغيرها من المنتجات الأخرى.