بعد أن انخفضت أسعار الفواكه خلال الأسابيع والأيام الأخيرة بشكل ملحوظ، ازداد إقبال العائلات الجزائرية على اقتنائها، خاصة وأنها تعتبر الأكثر استهلاكا في مثل هذه الفترة من الموسم، سواء ناضجة، أو بعد تحويلها إلى عصائر ومشروبات باردة، وحتى إلى مربى، حيث تفننت العديد من السيدات الجزائريات، في إعداد أنواع شتى ومتنوعة من مربى الفواكه في الآونة الأخيرة، إلى درجة أن بعضهن حضرت كميات كافية ربما إلى ما بعد شهر رمضان، انطلاقا من حفظها وفقا للشروط اللازمة لذلك. وعبر العديد من الأسواق الشعبية بالعاصمة، عرفت أسعار الفواكه نزولا صاروخيا إلى درجة أن بعض المواطنين لم يصدقوا فعلا الأسعار التي وجدوها، بعد أن وصل الصندوق الصغير من المشمش والخوخ إلى 50 دج، وسعر الكيلوغرام منها ما بين 17 إلى 25 دج، ويقاس ذلك على أنواع أخرى من فواكه الصيف لهذه السنة، حيث قال العديد من الباعة عبر سوق باش جراح الشعبي، أن وفرة الإنتاج، كانت سببا رئيسيا وراء هذا الانخفاض الملفت في الأسعار، فيما يأمل المواطنون أن تبقى الأسعار على ما هي عليه إلى غاية شهر رمضان الكريم، حيث يتوقع العديد أن يكون استهلاك الفاكهة كبيرا مقارنة بغيرها من المأكولات الأخرى التي اعتاد الجزائريون تحضيرها خلال شهر رمضان الفضيل، ويبدو أن رمضان هذه السنة، سيكون الأقل تبذيرا مقارنة بالسنوات الفارطة، لعلم وإدراك المواطنين المسبق أن درجات الحرارة المرتفعة لن تمكنهم من التفنن في إعداد وتناول مختلف أنواع الأطباق التي يشتهونها في شهر رمضان، وان معظمهم سيكتفي بالسلطات أو الأطباق الصيفية الخفيفة، وبشكل خاص الفاكهة والعصائر والمشروبات، نظرا لحلول الشهر الكريم هذه السنة في عز شهر أوت بأكمله، الذي يتوقع فيه المواطنون أن يكون مرتفع الحرارة دون شك. وتعكف الكثير من السيدات على تحضير وإعداد أنواع شتى من مربى الفاكهة، تقول إحداهن التي كانت بصدد اقتناء كميات كبيرة من المشمش والخوخ والفراولة، انه من غير المعقول أن تترك هذه الفرصة تفوتها، دون اقتناء ما يكفيها لإعداد أنواع من المربى، خاصة وان الأسعار معقولة وفي متناول كل "الزوالية"، وقد اقتنت صندوقا صغيرا من الفراولة بقيمة 100 دج فقط لا غير، وكانت مبتهجة به، حيث قالت أنها لم تر مثل هذه الوفرة و"الخير" في الفواكه منذ زمن، حيث كانوا يكتفون بالنظر إليها فقط، أما هذه السنة، فقد تمكنوا من استهلاكها بكميات كبيرة، بمختلف الأنواع، واعدت بها الكثير من أنواع المربى، والكعك والعصائر، الذي أعجب به أولادها كثيرا، وهي تقوم حاليا بإعداد أنواع من مربى المشمش والخوخ والفراولة، والدلاع أيضا، مادامت أسعار الأنواع الثلاثة لا تتجاوز ال50 دج، في الأسواق الشعبية على وجه التحديد.