اعتصم صباح أمس العشرات من المواطنين المقصيين من قائمة 104 مسكن اجتماعي ببوفاريك بولاية البليدة أمام مقرّ الدائرة احتجاجا على الأسماء الواردة في القائمة وطالبوا بإعادة النّظر فيها وإسقاط بعض المستفيدين الذين -حسبهم- لا تتوفّر فيهم شروط الاستفادة بالنّظر إلى أشخاص آخرين هم أحقّ منهم بهذه السكنات، والذين كانوا ينتطرونها بفارغ الصبر، ووصل الأمر ببعض المصدومين منهم إلى حدّ الدخول في نوبات إغماء استدعت نقلهم على جناح السرعة لتلقّي العلاج بمستشفى المدينة. كما طالب المعتصمون بإيفاد لجنة ولائية للتحقيق في التجاوزات المرتكبة أثناء توزيع السكن الذي لم يكن عادلا، حسبهم. وأوضح المعنيون أنهم لم يكونوا ينتظرون الأسماء المدرجة في القائمة بعد سنوات طويلة من الانتظار كلّلت بإقصائهم المجحف من قائمة المستفيدين، حيث علّقوا آمالا كبيرة على القائمة التي لم تكن في مستوى تطلّعاتهم، واتّهموا أيضا السلطات بالتحيّز إلى بعض المستفيدين ممّن ليسوا في حاجة ماسّة إلى السكنات الاجتماعية مقارنة بهم، ناهيك عن الظروف المزرية التي يكابدونها في مساكنهم المتميّزة بضيقها الشديد وهشاشتها. وهدّد المقصيون بتصعيد حركتهم الاحتجاجية إن لم تسارع السلطات إلى إعادة النّظر في القائمة الاسمية للمستفيدين وتسقط أسماء غير المستحقّين للسكنات الاجتماعية وتعويضها بمن همّ في أمس الحاجة إليها. وقد قام بعض المعتصمين بأعمال شغب وكسر لمقرّ الدائرة، الأمر الذي استدعى تدخّل رجال الأمن الذين طوّقوا المكان منذ الساعات الأولى من صباح أمس. وبدوره، رئيس دائرة بوفاريك قام باستقبال المواطنين المعتصمون، حيث أطلعهم على القوانين المعمول بها في إطار توزيع السكن الاجتماعي، كما استمع إلى انشغالاتهم واستلم منهم الطعون ووعدهم بإعادة النّظر في القائمة وإقصاء من لا تتوفّر فيه الشروط اللاّزمة للاستفادة من سكن اجتماعي.