كشفت جلسة محاكمة الإرهابي (أبو شهادة) عن مخطط كتيبة طارق بن زياد الناشطة في منطقة مفتاح بولاية البليدة لاستهداف عدد من المؤسسات العمومية عن طريق عمليات انتحارية والسطو على عدد من المحلات التابعة للخواص بغرض تمويل الجماعات الإرهابية ما ينذر بإفلاسه وإنقاذ موارده. محاكمة المتهم (ج. محمد) المكنى (أبو شهادة) التي دامت أكثر من 5 ساعات أماطت اللثام عن العجز الذي تعاني منه الجماعات المسلحة من جانب التمويل حيث لجأت إلى النهب والسطو على المحلات التجارية لتغطية حاجياتها المادية حيث ألقي القبض على المتهم والذي كلف بعملية السطو وترصد المؤسسات العمومية المستهدفة خلال اشتباك مسلح بين مصالح الأمن والمتهم عقب معلومات وردت للمصلحة الإقليمية للشرطة الإقليمية التابعة لدائرة الإستعلام والأمن بالجزائر، في إطار مكافحة الجماعات الإرهابية حول تواجد إرهابي (ج. محمد) المكنى (مصعب أبو شهادة) بالجزائر العاصمة، يستهدف مؤسسات الدولة والمحلات التجارية للسطو عليها، وفور انطلاق التحريات المعمقة في القضية تم التوصل الى المكان الذي كان يتردد عليه المتهم للمبيت فيه وهو بيت أحد أقاربه متواجد بعين النعجة، وبعد ترصده تم توقيفه بتاريخ 11 أفريل 2008 على مستوى منطقة تيجلابين بولاية بومرداس وبحوزته سلاح حربي ومخزنين ب 16 خرطوشة وقنبلتين يدويتين، إضافة إلى 67 صاعق ناري، وبندقية نصف آلية من صنع بلجيكي نوع (هرشال) و16 رصاصة، مخزنين وقنبلتين يدويتين قاذف صاروخي نوع جي 7،7 خراطيش عيار 12 مليمتر وكتب تحريضية أهمها رسالة في التفجير كانت بحوزة المتهم (ب. خالد) الذي توصلت إليه مصالح الأمن بناء على تصريحات المتهم في القضية. وخلال استجواب المتهم صرح أمام الضبطية القضائية أنه سافر إلى سوريا مطلع 2003 للانضمام إلى المقاومة في العراق ونشط ضمن الجماعات الإرهابية من سنة 2003 إلى غاية سنة 2008، ولكنه عاد إلى الجزائر بعد أن ساءت الأوضاع هناك، المتهم تاجر مواد غذائية بحي الدهاليز بالحراش، أكد أنه حضر إليه إرهابي إلى منزله وطلب منه منحهم مبلغ مالي الموجه للعناصر الإرهابية الناشطة بمنطقة مفتاح، لكنه رفض فقام باقتياده الى السيارة من نوع R4 ، وأخذه إلى منزل مهجور أين بقي لمدة أسبوع قبل أن يتمكن من الفرار، وهو الأمر الذي جعل رئيس الجلسة يواجهه بتصريحاته وهو أنه انضم إلى جماعة الفتح التي كانت تنشط بنواحي مفتاح والأربعاء ولكن وبعد أن سلم أحد الإرهابيين نفسه اضطرت الجماعة إلى تغيير مكانها وانتقلت للنشاط في نواحي بومرداس. كما تبين من خلال الملف القضائي للمتهم أنه كلف في بادئ الأمر من طرف الجماعات الإرهابية الناشطة بالجبابرة، بجلب المؤونة والحراسة وتم منحه السلاح وتدريبه في معسكر وقد شارك في عمليتين، إحداها وضع قنبلة تقليدية للدرك الوطني والثانية الهجوم على ثكنة للحرس البلدي بتيجلابين حيث كان هو كعنصر إسناد في الهجوم ووقع اشتباك بين الحرس البلدي والإرهابيين ليضطروا بعدها إلى الانقسام إلى مجموعات بعد أن اشتبكوا في الطريق مع عناصر الجيش، وقد فر الإرهابي المتهم في القضية رفقة سبعة إرهابيين آخرين، ولكن وبعد تشديد عملية التمشيط في تلك الليل ، قام بإخفاء سلاحه في غابة مجاورة للطريق السريع واتصل بأحد أقاربه الذي قام بإحضاره إلى العاصمة، وبعدها تحصل أعوان الأمن الوطني على معلومات تؤكد أن أحد الإرهابيين المبحوث عنهم متواجد في منطقة عين النعجة بالعاصمة، وتم ترصد حركاته إلى أن ألقي القبض عليه في حاجز للأمن بتجلابين وبحوزته سلاح من صنع بلجيكي وقنبلتين تقليديتين. من جهته ممثل الحق العام اعتبر الوقائع جد خطيرة والتمس تسليط عقوبة المؤبد قبل أن أقر هيئة المحكمة بعد المداولات القانونية بإدانة المتهم ب 10 سنوات سجنا نافذا.