لا ينعم الأطفال خلال هذه العطلة بحريتهم التي ستقيدها حتما ظاهرة الاختطاف التي عادت لتتوجس العائلات منها خيفة على أطفالها الذين باتوا عرضة للاختطاف والاعتداء الجنسي وقتلهم والتنكيل بجثتهم وبالتالي فالعطلة في هذه السنة ستكون على وقع تشديد الرقابة المستمرة على الأطفال لاسيما في بعض النواحي التي تشهد تلك الاعتداءات أين تتوفر الظروف الملائمة للقيام بتلك العمليات الإجرامية الشنيعة. لم تعد تأمن العائلات لا في الأفراح ولا في الأتراح على أبنائها بعد أن سخرت تلك العصابات الإجرامية أشخاصا يتربصون بالعائلات في تلك المناسبات التي عادة ما يتجمع فيها أطفال الأقارب في ساحات وفناءات المنازل من اجل اللعب أين تكن أمهاتهن منشغلات إلا انه وجب دق ناقوس الخطر بعد انعدام الأمن والأمان كما بينته أغلبية النسوة خاصة وان البلاء بات مسلطا عليهن حتى في عقر بيوتهن ولعل أن قصة الطفل ياسر تعبر اصدق تعبير عن خطورة الوضع بعد أن تم خطفه من بيت عم أمه بمنطقة برج الكيفان بالعاصمة المنطقة التي تكون في كم من مرة شاهدة على تلك الوقائع والماسي بحيث أقيمت مراسيم جنازة وفاة عمها لتفجع الأم بمصيبة أخرى كانت اشد وقعا على نفسيتها من الأولى بعد أن خطف الغادرون ابنها صاحب العامين من العمر. إحصائيات رهيبة وتشير الأرقام المحصل عليها انه تم تسجيل 28 حالة اختطاف في شهر واحد، كما تشير إحصائيات رسمية إلى اختطاف 800 طفل خلال الخمس سنوات الأخيرة، فقد أحصت الشرطة الجزائرية اختطاف 26 طفلا عام 2001 ليرتفع هذا الرقم إلى 112 طفل بينهم 71 طفلة سنة 2002، ثم 117 حالة عام 2003 ، أما عام 2004 فتتحدث مصادر عن اختطاف 168 طفل وهي أعلى نسبة مسجلة خلال 5 سنوات، في حين سجلت 48 حالة عام 2005، وتتراوح أعمار هؤلاء المختطفين بين 5 و16 سنة، ومعظم الحالات كانت مصحوبة بهتك الأعراض والاغتصاب. وغيرها من الممارسات البشعة، أما بالنسبة لعام 2007 والعياذ بالله، لم يكتف الخاطفون الجبناء بهتك الأعراض والاغتصاب بل تعدوها إلى القتل البشع والتنكيل بالجثث بكل برودة أعصاب. ولعل صورة الطفل ياسر صاحب الثلاث سنوات والنصف خير دليل على ذلك حيث تعرض للخنق ثم للاعتداء الجنسي والذبح من طرف وحش يبلغ عمره ثماني أضعاف عمر الطفل، ولم تتوقف درجة الوحشية عند هذا الحد بل تعدتها إلى نقل الطفل ووضعه أمام باب منزله والدق على الباب والهرب بكل بساطة. حيث أصبح الأطفال سلعة تباع وتشترى وأداة لإشباع الغرائز والنزوات الشاذة وتأشيرة لتحقيق مآرب الربح السريع إما عن طريق المتاجرة بهم أو بأعضائهم البشرية أو استغلالهم في تجارة الجنس أو اختطافهم والمساومة بهم، دون وضع أدنى اعتبار للتعليمات الدينية والشرائع السماوية والأحكام والأعراف القانونية والقيم الاجتماعية، التي تحرم في مجملها وتحضر مثل هذه الممارسات الدنيئة التي لا تمت بصلة إلى قيم الإنسانية. ياسر يذبح ثلاث مرات كان يوم 19 جانفي 2008 تاريخا اسود والمكان الأسود المدينةالجديدة (ماسينيسا) بالخروب بولاية قسنطينة والكارثة القاتمة السواد إقدام شاب في كامل قواه العقلية على اختطاف طفل بريء في الثالثة من العمر يدعى ياسر جنحي واقتياده إلى مسكنه المجاور وذبحه ثلاث مرات بعد الاعتداء عليه جنسيا، المأساة تحولت إلى حدث وطني ألهب قلوب الرأي العام الذي خاض في الحادثة.. ولكنهم جميعا عجزوا عن تفسير ما صار يحدث في مجتمعنا،كانت الساعة تشير إلى الخامسة مساء من زوال يوم الجمعة عندما شاهد المتهم م.علي من خلال شرفة الشقة التابعة لأهله والمقابلة لمسكن عائلة الضحية بالطابق الأرضي بالعمارة الضحية ياسربمفرده يدخل العمارة قاصدا شقة جده ليغتنم الفرصة، إذ فتح باب الشقة وأغراه بالدخول إليها للحديث معه ومنحه الحلوى والياغورت.وبحكم سابق معرفة الضحية للمتهم كونه جاره، دخل الصغير بيت المتهم ليغلق بابها عليه ومن ثم أخذه المتهم إلى غرفة نومه وشرع في نزع ثيابه وطمأنه بإعطائه علبة ياغورت والتي أكل منها ملعقتين، وبقي يمارس على الضحية طقوس شذوذه الجنسي، ثم أوهمه بأنه سيأخذه إلى أهله بعد أن نزع كل ملابسه، وقد أصيب البريء ياسربنزيف شديد جراء الاعتداء الجنسي الذي تعرض له من قبل المتهم وهذا ما جعله يصرخ من شدة الألم، ولمحاولة إسكاته وضع الجاني يديه على فمه ونقله مباشرة صوب الحمام ليغسله، لكنه يكون قد انزلق منه لترتطم جمجمته بالبلاط مما أدى إلى فقدانه للوعي. ياسين القضية اللغز التي حيرت الجميع في منطقة برج الكيفان دوما التي تقع شرق العاصمة تقطن عائلة بوشلوح الصغيرة التي لم تكن تدري بالمحنة التي ستقع لها يوما بحيث .. في وقت الظهيرة حيث تقل الحركة بل تنعدم يدخل ياسين (4سنوات فقط) الى البيت ليضع كرته التي كان يلعب بها ولا تفارقه الا نادرا، لكنه سرعان ما يعاود الخروج من البيت مسرعا دون كرته، وكأن أحدا كان ينتظره في الخارج طلب منه الاسراع في المجيء ليختفي بعدها والى الأبد.بعد 10 دقائق فقط من خروجه تبحث عنه الأم وتنادي عليه ولكن لم يكن أحد يرد عليها بدأت نبضات القلب تخفق بسرعة متزايدة، لتنزل الأم الى أسفل العمارة التي تقطن بها وتسأل الأطفال الصغار الذين كانوا يلعبون أسفل العمارة: هل رأيتم ياسين؟ الجواب: لا لم نره.. لتبدأ رحلة بحث لم يكن أحد يتصور أنها ستطول الى ساعات بل الى ليال وأيام. صورة الطفل ياسين كانت معلقة في كل مكان ومنشورة في كل الصحف الجزائرية بل حتى أنها علقت كذلك في أماكن خارج الوطن في فرنسا وألمانيا.. أمه تشارك عدة مرات في الحصة التلفزيونية الشهيرة 'وكل شيء ممكن' التي تعنى بالبحث عن المفقودين لكن لا أحد يملك الجواب من السادة المشاهدين، ومن يملكه منهم لم يعرف الى حد اليوم.. وبعد خمسين يوما من الاختفاء أو الاختطاف.. ياسين يعود الى البيت .. ولكن محمولا على آلة حدباء.. خرج من البيت حيا ليعود اليه ميتا وبأي طريقة؟ بعد ان فك الكلب "بيف" خيوط اللغز بحيث كانت الساعة تشير الى الرابعة مساء عندما انتشلت مصالح الحماية المدنية، جثة الصغير ياسين، التي عثروا عليها داخل بئر تقع بمزرعة لا تبعد الا 400 متر فقط عن مقر العمارة التي يقيم فيها، ولم تستطع جميع المصالح الأمنية فك هذا اللغز طوال خمسين يوما كاملا في الوقت الذي نجح في المهمة كلب صغير ووسيم يدعى 'بيف' في فترة لم تتجاوز ساعة من البحث، وهو كلب شارك في عمليات انقاذ سابقة خلال الزلازل والفيضانات، له قدرة رهيبة في التعرف على الجثث بل حتى على تعيين المكان الذي سار فيه الشخص المبحوث عنه.ولم تمرإلا دقائق معدودات حتى توقف الكلب فوق البئر وتم العثور على جثة المرحوم التي وجدت في حالة تعفن.. بحثوا عنه في كل مكان وهو ينام في بئر لا تبعد الا أمتارا عن بيته.. كاد الوالد ينهار وهو يشاهد رجال الحماية المدنية ينتشلون جثة ياسين من غيابات الجب.. رقابة صارمة خلال العطلة بعد المرافقة الدائمة للأبناء المتمدرسين خلال السنة الدراسية من والى المدرسة من طرف الاولياء تعول جل العائلات فرض الرقابة عليهم خلال العطلة وعدم اطلاق العنان لهم للتمتع بالحرية المطلقة خاصة وانه في فترة العطلة يكطثر اقبالهم على الشواطىء والمنتزهات التي تعرف اكتظاظا كبيرا مما يسهل الخطوة لهؤلاء المجرمين من اجل تنفيد مخططاتهم صوب البراءة التي لا حول ولا قوة لها ما وضحه اغلب الاولياء الذين اخذوا العبرة من المآسي التي تعرض لها اطفال في السابق اخرها كانت اختفاء الطفل ياسر ذو العامين الذي ترك غيابه فجوة والم وحسرة تكبدها والداه. ما وضحته السيدة فادية التي قالت انها لم تعد تامن على ابنائها الثلاثة فاكبرهم لا تتعدى سن التاسعة، لذلك تشدد رقابتها عليهم ولا يخرجون الا برفقتها خاصة وانها كانت دائما ترافقهم الى المدرسة وتبقى على نفس الحال في العطلة ، وغيرها نسوة كثيرات يتخوفن كثيرا من ان تكون مصائرهن مثل مصائر النسوة اللواتي فقدن فلدات كبدهن ولم يكن الموت فحسب بل غجر بعض الاداميين الذين فاقت وحشيتهم وهمجيتهم كل التصورات. شواطىء البحر هي الاخرى ليست في مناى عن تنفيد تلك المخططات لذلك وجب اتخاذ الحيطة والحدر من طرف الاولياء وحراسة ابنائهم لاسيما الصغار خاصة وان تلك المخططات الاجرامية باتت تمس كل الطبقات ولم تعد حكرا على الاغنياء الذي كان الغرض من استهدافهم طلب فدية منهم بل تمس حتى الطبقات المتوسطة لغايات واهداف تبقى مجهولة.