* في نهاية موسم 1964/1965 تمّ إسقاط المولودية إلى القسم الثاني بقرار وزاري، وبعد 3 مواسم عادت المولودية إلى القسم الأوّل بجيل جديد من اللاّعبين الذين صنعوا مجد الكرة الجزائرية كبتروني، كاوة، باشي وطاهير. * فريق مولودية العاصمة، أقدم نادي في الجزائر، شارك في جميع البطولات التي كانت تقام إبّان حقبة الاحتلال الفرنسي. * المولودية ليس مجرّد ناد، فقد كان النّادي الجزائري المسلم (الوحيد)، وهو ما خلق حركة رياضية مسلمة، إضافة إلى شعبيته التي كانت في تزايد مذهل أقلق المستعمر الفرنسي. * بعد الذي فعله (العميد) في أوّل موسم له خلال عشرية الثلاثينيات، راحت الصحافة الفرنسية تتفادى تشهير نتائج الفريق وأخباره خوفا من زيادة شعبيته * في سنة 1956 تمّ تجميد جميع نشاطات فريق المولودية مثل كلّ الأندية الجزائرية تلبية لنداء جبهة التحرير الوطني. * في موسم 1975/1976 حقّقت المولودية الثلاثية التاريخية (البطولة، الكأس وكأس إفريقيا)، وهو رقم قياسي لم يحطّم إلى يومنا هذا. * شكّل تتويج المولودية بكأس إفريقيا سنة 1976 منعرجا حاسما في تاريخ كرة القدم الجزائرية، وجاء هذا التتويج في ظلّ الصحوة التي شهدتها كرتنا في منتصف السبعينيات. * قبل تتويج المولودية بكأس إفريقيا للأندية البطلة على حساب حافيا كوناكري، كان المنتخب الوطني قد توّج بالميدالية الذهبية لألعاب البحر الأبيض المتوسط على حساب المنتخب الفرنسي بملعب 5 جويلية صانع أفراح الكرة الجزائرية. ابتداء من هذا العدد وإلى غاية الخامس من شهر جويلية المقبل سنتوقّف يوميا عند أهمّ الأحداث الكروية التي ميّزت تاريخ كرة القدم الجزائرية، وسنتناول بالأرقام والأحداث حكاية أشهر الأندية الوطنية، كما سنتوقّف عند أهمّ المحطّات التي صنعت مجد كرتنا. في عدد اليوم سنتطرّق إلى المسيرة الكاملة لفريق مولودية الجزائر، قد يتساءل البعض لماذا وقع الاختيار على هذا الفريق؟ الجواب بسيط جدّا كون فريق مولودية الجزائر يعدّ أوّل فريق كروي تأسّس في الجزائر، إذ يعود تأسيسه إلى سنة 1921، لكن للأسف ورغم تاريخ النّادي إلاّ أنه يعاني من مشاكل أنهكت قواه وجعلته حبيس العقلية الضيّقة لمسيريه. ترى من هو فريق المولودية؟ كيف رأى النّور في وسط الظلام؟ والظلام نعني به أيّام الاحتلال الذي كان فيها الجزائريون تحت ويلات المستعمر الفرنسي، وما هي أهمّ محطّات الفريق وأهمّ الأسماء التي صنعت مجد المولودية؟ تلكم من بين عشرات الأسئلة سنجيبكم عنها في ملف المولودية بمناسبة تتويجه بلقب البطولة الوطنية، فدامت أفراح (العميد) وكلّ يوم و(الشناوة) بخير. هذا هو "العميد" مولودية الجزائر هو نادي مقرّه العاصمة الجزائرية، قبل شهرين من الآن يمرّ على تأسيسه 91 سنة، لونه، الأحمر والأخضر والأبيض وهي ألوان العلم الوطني الجزائري. يعتبر فريق مولودية العاصمة أقدم نادي في الجزائر، شارك في جميع البطولات التي كانت تقام إبّان حقبة الاحتلال الفرنسي. يمتاز الفريق بالجمهور الضخم (الشناوة) أو الصينيين لكثرة عددهم، إذ يشجّعون النّادي بكلّ قوّة، وقد تمّ تصنيفه قبل خمس سنوات من الآن في المرتبة العاشرة عالميا متخطّيا العديد من الجماهير الأوروبية الكبيرة. مولودية العاصمة.. المولودية الشعبية الجزائرية الاسم الذي تأسّس عليه سنة 1921 وهو النّادي الثاني الأكثر تتويجا في الجزائر بعد شبيبة القبائل. تعود تسمية مولودية إلى المولد النبوي الشريف (مولود) لأن تاريخ تأسيسها (7 أوت 1921) تزامن مع احتفال الأمّة الإسلامية بمولد خير الأنام (محمد) صلّى اللّه عليه وسلّم ومن هنا جاءت تسمية المولودية. جاءت فكرة تأسيس ناد مسلم في 1918، وفي سنة 1921 دخل الأب الرّوحي عوف عبد الرحمن وبعض شباب القصبة (الحي التاريخي للعاصمة) في اتّصال مع نظرائهم من باب الوادي (من أكثر الأحياء شعبية في الجزائر) لتأسيس ناد جزائري مسلم لكرة القدم، وكان اللّقاء خلف مقهى (ياحي حاليا). وبما أن يوم 7 أوت 1921 تزامن مع المولد النبوي فقد تمّت تسمية النّادي مولودية الجزائر، ومن بين من حضروا الاجتماع كان هناك الحاج دريش. وفيما يخص ألوان النّادي: الأخضر: شعار الأمل ورمز الإسلام، الأحمر: شعار حبّ الوطن والتضحية من أجله وهي أيضا ألوان العلم الوطني الجزائري. المولودية.. مولودية كلّ الجزائريين أوّل موسم للفريق 1921/1922 لم يكن جيّدا فقد عرف تذبذبا في النتائج، وفي الموسم الموالي 1922/1923 انضمّت المولودية رسميا إلى (الفدرالية الرياضية المستقلّة لشمال إفريقيا) وهذا في القسم الرّابع. ورغم العروض الممتازة والمستوى الجيّد الذي ظهرت به المولودية، إلاّ أنها لم تستطع الصعود إلى القسم الأوّل حتى موسم 1930/1931. المولودية وقانون "بورد" ومواجهة "أولمبيك مارينغو" التاريخية بعد الذي فعله (العميد) في أوّل موسم له خلال عشرية الثلاثينيات، راحت الصحافة الفرنسية تتفادى تشهير نتائج الفريق وأخباره خوفا من زيادة شعبيته. بعد صدور قرار أو قانون (بورد) الذي يلزم كلّ الأندية المسلمة بلاعبين اثنين أوروبيين على الأقل في كلّ تشكيلة، وهذا من أجل الإنقاص من شعبية الفريق التي كانت في تزايد مستمرّ، وتمّ انتظار 14 موسما لرؤية المولودية في القسم الشرفي في موسم 1935/1936 بعد سيطرة مطلقة للفريق على البطولة التي انتهت بمباراة سدّ ضد النّادي الفرنسي (أولمبيك مارينغو)، والتي لعبت 3 مرّات بعد تعادلين، وهو ما كان سابقة في تاريخ الفدرالية الفرنسية. وفي المباراة الثالثة انتهت لصالح المولودية ب (2-1) وهو ما شكّل أوّل صعود إلى القسم الشرفي في تاريخ الفريق. في مواسمها الأولى في القسم الشرفي، لعبت المولودية الأدوار الأولى في الترتيب وكان الصعود يضيع دائما في الجولة الأخيرة، ما أدّى بالصحافة الفرنسية إلى تسمية النّادي ب (الملاحق الأبدي) بفعل أن الأمر تواصل ل 6 مواسم متتالية. الترتيب الجيّد للمولودية والمستويات الممتازة أهّلتها للعب كأس شمال إفريقيا التي أقصيت فيها في الدور ربع النّهائي أمام فريق الدارالبيضاء المغربي وكان ذلك موسم 1935/1936، وفي تلك الفترة لعبت المولودية عدّة مباريات ودّية أمام كلّ من لوكوموتيف موسكو، سريه فبينا النّمساوي ونيس الفرنسي. المولودية.. بطل الحرب العالمية الثانية في موسم 1939/1940 المسمّى موسم الحرب بسبب الحرب العالمية الثانية، ما جعل البطولة الفرنسية تعرف تأخّرا، إضافة إلى تقسيم القسم الشرفي (القسم الثاني) إلى 3 أفواج، سيطرت المولودية على فوجها (ج)، ثمّ قهرت أبطال الأفواج (أ) و(ب) (الغاليا والروا)، وهو ما جعل المولودية تفوز بلقب (بطل الحرب)، هذا أدّى إلى خروج الآلاف من مناصريه للاحتفال في شوارع العاصمة. فقد كانت لانتصارات الفريق أبعاد سياسية ثورية أكثر منها رياضية، وفي موسم 1944/1945 فازت المولودية بأوّل لقب في تاريخها، حيث أنهت البطولة في المركز الأوّل مناصفة مع أس سانت أوجان الفرنسي، وقد فازت المولودية أيضا بكأس الجزائر سنتي 1948 أمام أس سانت أوجان ب (5-3) و1951 ب (3-2)، إضافة إلى نهائي خسرته أمام أف سي البليدة 1952 ب (1-0). المولودية والثورة التحريرية كلّ هذه الإنجازات توقّفت المولودية مثل كلّ الأندية الجزائرية سنة 1956 تلبية لنداء جبهة التحرير الوطني. وقد شكّل نداء تلبية الواجب الوطني ضربة موجعة للاحتلال الفرنسي الذي رأى في تجميع جميع النشاطات الرياضية بما فيها الكروية بطبيعة الحال ضربة خنجر في صدر السلطات الاستعمارية التي كانت رأت في هذا التجميد الذي استجابت له جميع النّوادي والجمعيات الرياضية، حيث شكّل منعرجا حاسما في الثمرة التحريرية المجيدة بعد تفرّغ الشباب الجزائري الذي صوّرته، حيث احتضنها كما كان يحتضن فرقه الرياضية، فخلت الملاعب والقاعات الرياضة من الجمهور، ورغم بطش الاستعمار الفرنسي والخونة، إلاّ أن ذلك لم يجد نفعا. فقد قدّم فريق مولودية الجزائر العشرات من أبنائه المخلصين فداء للوطن، كما أن مسيّري الفريق راحوا يوجّهون نداءات ويقدّمون مناشير سرّية إلى المحبّين قصد اللّحاق بإخوانهم في مسيرة النّضال والكفاح، الأمر الذي زاد من بطش الاستعمار الفرنسي وراح يستعمل شتى أنواع العذاب ضد كلّ من يلقي عليه القبض. حيث لم يكتف الجيش الفرنسي الغاشم بالزجّ بمحبّي المولودية في دهاليز السجون، بل كان يتفنّن في تعذيبهم، لكن ذلك زاد الجزائريين ومحبّي النّادي العريق المولودية تشبّثا بالثورة التحريرية إلى أن طلع صوت الأحرار ينادينا تحيا الجزائر حرّة مستقلّة، ورفع العلم الوطني خفّاقا بنص ألوان المولودية، وكم كان المشهد عظيما في الخامس من شهر جويلية عام 1962، حيث امتزج الحبّ لفريق المولودية والحبّ للوطني، فمنهم من رفع علم المولودية بيد وعلم الجزائر بيد أخرى وهو يغنّي ويهتف بحياة الفريق وحياة الوطن الغالي. المولودية بعد الاستقلال.. أفراح وآلام فريق مولودية الجزائر أوّل موسم لكرة القدم في تاريخ الجزائر المستقلّة، وقد تمكّن من التأهّل إلى الدورة الرباعية التي ضمّت كلاّ من الجار اتحاد العاصمة ومديونية وهران واتحاد عنابة، علما أن البطولة الأولى في تاريخ الجزائر المستقلّة جرت على شكل بطولة جهوية. لكن لم يفلح شبّان المولودية في أوّل لقاء لهم أمام الاتحاد، حيث خسروا اللّقاء بنتيجة ثقيلة. في الموسم الموالي لم تستطع المولودية أن تفعل أفضل من التأهّل إلى أوّل بطولة جزائرية 1964/1965، وفي هذه السنة أسقطت المولودية إلى القسم الثاني بفعل قرار وزاري، وبعد 3 مواسم عادت المولودية إلى القسم الأوّل بجيل جديد من اللاّعبين الذين صنعوا مجد الكرة الجزائرية كبتروني، كاوة، باشي وطاهير، وكانت عودتها قوية خاصّة في المواسم الأولى فاحتلّت المركز الرّابع ب 46 نقطة في 68/69 والثاني ب 52 نقطة 69/70 والثالث ب 46 نقطة 70/71، وهو الموسم الذي فازت فيه المولودية بأوّل لقب بعد الاستقلال وهو كأس الجزائر أمام فريق اتحاد العاصمة، تلاها كأس الاتحاد المغاربي، وفي هذه الفترة تكوّن فريق كبير كتب اسم المولودية بأحرف من ذهب، وهو الفريق الذي دخل في الأسطورة بنيله البطولة 71/72 و74/75. الثلاثية التاريخية في موسم 1975/1976 حقّقت المولودية الثلاثية التاريخية (البطولة، الكأس وكأس إفريقيا)، وهو رقم قياسي لم يحطّم إلى يومنا هذا. وقد كانت أوّل كأس إفريقيا للجزائر، وهي الكأس التي شكّلت منعرجا حاسما في تاريخ كرة القدم الجزائرية، وجاء هذا التتويج في ظلّ الصحوة التي شهدتها كرتنا في منتصف السبعينيات. قبل تتويج المولودية بكأس إفريقيا للأندية البطلة على حساب حافيا كوناكري، كان المنتخب الوطني قد توّج بالميدالية الذهبية لألعاب البحر الأبيض المتوسط على حساب المنتخب الفرنسي بملعب 5 جويلية صانع أفراح الكرة الجزائرية. كان فريق المولودية يضمّ غداة تتويجه بالكأس الإفريقية نخبة من اللاّعبين الكبار جلّهم كان يلعب للمنتخب الوطني نخصّ بالذّكر كلاّ من باشي، بتروني، علي بن شيخ، زنّير، بلمو، الحارس محمد آيت موهوب والرّاحل عيسى دراوي وغيرهم من الأسماء التي لن تحمى من ذاكرة كلّ من عايش ذلك العصر الذهبي.