يبقى عمر بتروني واحدا من اللاعبين الكبار الذين أنجبتهم الكرة الجزائرية في السبعينيات، حيث لقب برجل الدقائق الأخيرة عندما ساهم في نيل الجزائر الميدالية الذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وإحراز فريقه مولودية الجزائر كأس إفريقيا، حيث يعود بنا بتروني إلى 48 سنة للوراء ليسرد ذكرياته الجميلة. بدايتي الأولى في المولودية كانت أمام تموشنت قال عمر بتروني أنه انضم إلى العميد عام 1962 ولم يكن سنه يتجاوز 12 سنة، حيث ''اكتشفني أحد المسيرين الذي يصطاد العصافير النادرة وعرض عليّ فكرة اللعب في المولودية، إذ انتظرت إلى عام 1967 وكانت مباراة مع الفريق الأول في تموشنت، حيث واجهنا الشباب المحلي وفزنا عليه بهدفين مقابل واحد، وكنا في ذلك الموسم نلعب من أجل العودة إلى القسم الأول. وأتذكر جيدا أننا واجهنا فريقا كان يملك أسماء كبيرة منهم سيكي رحمه الله ومزوار وأسماء كبيرة أخرى كان الفريق يزخر بها في ذلك الوقت. حققت كل شيء مع العميد كشف بتروني أن في العشر سنوات التي قضاها مع الفريق الأول لعب خلالها حوالي 365 مباراة وسجل منها حوالي 100 هدف. معتبرا أنه حقق كل شيء ''البطولات والكؤوس الوطنية والمغاربية لتبقى سنة 1976 الأحسنو الأجمل في مشواري الكروي، كوننا حصدنا ثلاثة ألقاب وشاركنا في العام الموالي في الدورة الدولية بإسبانيا بمشاركة ريال مدريد، حيث وصلنا إلى مستوى عال جدا كان من الصعب على أي فريق منافستنا، وهذا بفضل التركيبة البشرية التي كنا نمتلكها، حيث لعبنا فيما بيننا لمدة عشر سنوات، لكن الإصلاح الرياضي حطمنا وأوقف مسيرتنا الكروية في أوج عطاء الفريق''. حوحو أجبرني على الرحيل من المولودية رغم الإنجازات التي حققها مع فريقه مولودية الجزائر، إلا أنه لم ينس التتويج الذي لا يزال يحمل طعما خاصا عند بتروني والمتعلق بالميداليتين الذهبيتين اللتين أحرزهما مع المنتخب الوطني في ألعاب البحر الأبيض المتوسط والألعاب الإفريقية، والهدية التي تم مكافأته بها، يقول بتروني، هو ما قام به وزير الشباب والرياضة في ذلك الوقت بقرار تطبيق مرسوم بوقف اللاعبين الذين يتجاوز عمرهم 28 عاما، وهو ما جعله في عام 1979 يعتزل رغم أن عمره لم يتجاوز 30 سنة ليعود مجددا الى الميادين ولكن لتدريب أصاغر مولودية الجزائر. لعبت للغريم وتوجت معه بكأس الجزائر يروي بتروني تجربته القصيرة التي خاضها في النادي الغريم اتحاد العاصمة عام1981 بعد أن اقتنع بالعرض، حيث منح له الرئيس أجرة شهرية تقارب الألفين دينار في الشهر ''ولا أنسى ذلك الموسم الذي كان استثنائيا، حيث صعدنا وتوّجنا في نفس الوقت بكأس الجزائر لأول مرة، بعد أن وصل الفريق ثماني مرات وعجزنا على ذلك، حيث أبقى أتذكر الأجواء التي صنعها الأنصار، صراحة قضيت ثلاثة مواسم رائعة قبل أن أختار إنهاء المشوار في نادي مفتاح كلاعب ومدرب. لهذا السبب كان الداربي بين المولودية والاتحاد خاص عاد بتروني ليتذكر الذكريات والمواجهات مع الجار اتحاد العاصمة والتي كان يصفها بالقوية ''المباراة بين الاتحاد والمولودية تنطلق قبل موعدها بين المناصرين لأن أنصار الفريقين يعيشون في حي واحد بل وفي منزل واحد، فقد تجد في عائلة 3 يناصرون العميد وواحد أو اثنين يناصران الاتحاد، وهو ما يفسر التنافس بين الفريقين رغم أن الداربي العاصمي كان فيه التنافس حادا عندما نواجه شباب بلوزداد الذي كان يسيطر بالطول والعرض على الكرة الجزائرية في الستينيات، قبل أن نخطف المشعل في بداية السبعينيات. أسرّ لنا عمر بتروني أنه في بداية السبعينيات واجه ميلان بنجومه الكبار في شاكلة رفيرة، مالديني في 5 جويلية ''وبعد نهاية اللقاء عرضوا عليّ اللعب في ميلان لكن القوانين حرمتني من ذلك، وحتى في عام 77 وبواسطة لاعب المنتخب الوطني زيتوني عبد الغاني الذي عرض عليّ اللعب في نيس الفرنسي، حيث تنقلت إلى فرنسا وتدربت مع الفريق، لكن القانون مرة أخرى حرمني والوزارة لم تسرّحن رغم أنني أعطيت كل شيء للكرة الجزائرية، لكنها رفضت أن أحترف في الخارج''. لا أنسى فرحة بومدين عندما قهرنا فرنسا وتبقى أحسن ذكريات بتروني هي الأحداث التاريخية التي عاشها في ألعاب البحر الأبيض المتوسط عندما توج المنتخب الجزائري بالميدالية الذهبية، وكيف أعاد الراحل هواري بومدين إلى المنصة الشرفية بعد أن عدّل النتيجة في الثواني الأخيرة وكذا صعوده إلى المنصة لاستلام الميدالية وفرحة الرئيس الذي كان يتجنب أن يرفرف العلم الفرنسي في حالة فوزه، كما لم يفوّت الفرصة للتذكير أنه كان يتمنى المشاركة في مونديال 78 الذي جرى بالأرجنتين ''لو اعتمدنا على نصف تشكيلة العميد التي كانت تسيطر بالطول والعرض في البطولة مؤكدا أنه لعب 85 مقابلة دولية وسجل 15 هدفاً.