أصبح الهلع والخوف من يوميات سكان حي سيدي يوسف التابع إقليميا إلى بلدية بوزريعة، فبالإضافة إلى أنهم يقطنون بالبيوت القصديرية يعانون أيضا من حياة الشقاء والتهميش جراء الحالة الكارثية التي يتواجد عليها حيهم والذي يفتقر إلى ضروريات الحياة الكريمة، حيث يعاني هؤلاء المواطنون من غياب أدنى شروط العيش من ماء الشرب، كما أن الحي يعاني مع اهتراء الطرقات وانعدام الأمن والإنارة العمومية، إلى جانب تلك القاذورات والأوساخ التي تتراكم في الحي مما تسبب في انتشار الروائح والأوبئة، لاسيما وسط الأطفال والرضع. وقد أعرب هؤلاء السكان في اتصال ب(أخبار اليوم) عن استيائهم جراء المعاناة والتهميش الذي يعيشونه والذي يعود إلى20 سنة، دون أن تلقى شكاويهم ومطالبهم أي رد أو اعتبار من طرف السلطات المحلية، حيث أكد لنا هؤلاء أنهم قاموا برفع مطالبهم واشتكوا من معاناتهم اليومية وحالتهم المأساوية التي وصفوها ب (المزيرية) دون أن يتغير الوضع الذي بات هاجسا أثقل كاهلهم ونغص عليهم حياتهم، وحسب شهادات هؤلاء المواطنون فإن ما أثار غضبهم هو كون المادة الحيوية التي تعد ضرورية للحياة ألا وهي الماء لا تعرف طريقها إلى بيوتهم وهذا ما يجبرهم على رحلة البحث عن قطرة ماء لاسيما ونحن في فصل الحرارة التي عرفت ارتفاعا ملحوظا خصوصا في الآونة الأخيرة، كما أجبر البعض الآخر على القيام بكراء صهاريج المياه وتقسيمها على الحي، ناهيك عن معاناتهم مع مشكل اهتراء طرقات الحي الذي أصبح هاجس السكان، فقد أكد لنا هؤلاء أن الحالة التي تتواجد عليها تلك الطرق تعرقل حركة المرور بالنسبة للراجلين وأصحاب السيارات، وأضافوا أن وضع تلك الطرقات يتأزم في فترة الشتاء، حيث تتحول تلك الحفر إلى برك من المياه الراكدة ومستنقعات، تؤدي إلى تراكم الأوحال، لتتواصل معاناتهم مع غياب الأمن بالحي جراء افتقاره إلى الإنارة العمومية وهذا ما جعل سكان الحي عرضة للسرقة والاعتداءات التي قالوا إنهم يتعرضون لها في الغالب عن طريق السلاح الأبيض من طرف بعض الشباب المنحرفين، والتي تصل حسب هؤلاء إلى حد اقتحام البيوت لسرقة أغراضهم المنزلية، وممتلكاتهم، ناهيك عن قيام هؤلاء الشباب بالاعتداء من أجل سرقة أدنى الأشياء كالهواتف النقالة والمجوهرات، مما خلق لديهم مخاوف خصوصا لدى خروجهم في الليل لقضاء حاجاتهم. ومما زاد من تفاقم الوضع انعدام النظافة بالحي الذي يعرف تراكم النفايات والأوساخ في كل أركانه مما يتسبب في انتشار الروائح الكريهة وتعرض السكان لخطر الإصابة بالأمراض والأوبئة، خصوصا أن الحي يعرف انتشار الحشرات والبعوض. والحيوانات المؤذية التي تتقاسم المكان مع تلك العائلات على غرار الجرذان والقوارض التي حرمت النوم على هؤلاء، حيث عرفت انتشارا واسعا في ظل الحرارة المرتفعة .. ووسط هذه المعاناة التي يتخبط فيها السكان منذ 20 سنة رفع هؤلاء ندائهم للسلطات المعنية والولائية من أجل الالتفات إليهم والعمل على إنهاء معاناتهم وترحيلهم إلى منازل لائقة تصون كرامتهم وتوفر لهم حياة محترمة بعيدا عن التعرض للاعتداء والظلم..