لازال سكان حي النخلة في الشراربة، ببلدية الكاليتوس، قابعين ببيوت قصديرية مشيدة من الباربان والصفيح يتخبطون في معاناة الحياة القاسية والشقاء والعزلة، جراء الحالة الكارثية التي يتواجد عليها حيهم والتي وصفوها " بالميزيرية" نظرا لافتقارهم لأدنى ضروريات العيش الكريم يعاني المواطنون في هذا الحي، من الغياب التام لمتطلبات الحياة المريحة من الماء الصالح للشرب بالإضافة إلى اهتراء الطرقات والمسالك الداخلية، وانعدام الأمن والإنارة العمومية، مما أدى إلى تصعيد السرقة والاعتداءات على المواطنين والسطو على المنازل، ما اجبر العديد من العائلات على رفع عدة شكاوي للسلطات المعنية للحد من هذه الظاهرة التي باتت هاجسا اقلق راحتهم ليضاف إليها مشكل آخر زاد من تفاقم معاناتهم، وهو القاذورات والأوساخ التي تتراكم في الحي و أضحت تعطي لمسة مخزية للمنطقة، مما انجر عنه انتشار الروائح الكريهة التي تحبس الأنفاس وانتشار مختلف الأمراض والأوبئة. وقد عبر هؤلاء السكان في اتصال لهم ب"أخبار اليوم" عن استيائهم البالغ جراء المعاناة والتهميش الذي يعيشونه، والتي تعود إلى أكثر من ستة سنوات دون أن تلقى شكاويهم ومطالبهم آذانا صاغية أو اعتبارا من طرف المسؤولين المحليين حيث أكد لنا هؤلاء أنهم قاموا في العديد من المرات بمطالبة المسؤولين بالوقوف على حجم المعاناة والوضعية المزرية التي يعيشونها، دون أن يكلف هؤلاء أنفسهم عناء التنقل للمنطقة ومعاينة الوضع الكارثي الذي يعيشه السكان و تغيير ما يمكن تغييره ليبقى الحال على حاله لحد كتابة هذه الأسطر. وحسب شهادات هؤلاء المواطنين فإن ما أثار غضبهم هو كون المادة الحيوية التي تعد ضرورية للحياة ألا وهي الماء لا تعرف طريقها إلى بيوتهم ولا تزور حنفياتهم وهذا ما يجبرهم على اتخاذ رحلة البحث عنها أو القيام بتخصيص ميزانية خاصة لكراء صهاريج المياه وتقسيمها على سكان الحي، ناهيك عن معاناتهم مع مشكل إهتراء طرقات الحي الذي أصبح هاجس السكان فقد أكد لنا هؤلاء أن الحالة التي تتواجد عليها تلك الطرق تعرقل حركة المرور بالنسبة للراجلين وأصحاب السيارات، وأضافوا أن وضع تلك الطرقات يتأزم في فترة الشتاء حيث تتحول تلك الحفر إلى برك من المياه الراكدة ومستنقعات، تؤدي إلى تراكم الأوحال، لتتواصل معاناتهم مع غياب الأمن بالحي جراء افتقاره إلى الإنارة العمومية وهذا ما جعل سكان الحي عرضة للسرقة والاعتداءات المتكررة و التي قالوا أنهم يتعرضون لها في معظم الأحيان بإشهار السلاح الأبيض في وجوههم من طرف بعض الشبان المنحرفين، والتي تصل حسب ما هؤلاء إلى حد الهجوم على البيوت لسرقة أغراضهم المنزلية، ناهيك عن قيام هؤلاء الشبان بالاعتداء من أجل سرقة بعض الأشياء كالهواتف النقالة والمجوهرات، مما خلق لديهم مخاوف خصوصا لدى خروجهم في الليل لقضاء حاجاتهم. ووسط هذه المعاناة التي يتخبط فيها السكان منذ أزيد من 6 سنوات، جدد هؤلاء مطالبهم للسلطات المحلية والولائية من أجل التكفل بمشاغلهم والعمل على إنهاء معاناتهم وترحيلهم إلى منازل لائقة تصون كرامتهم وتوفر لهم الحياة المحترمة.