نواصل في الجزء الثاني والأخير من موضوع أهم المباريات التي أفرحت الجزائريين، فبعد أن تعرفنا في الجزء الأول الصادر في عدد أمس، عن العديد من اللقاءات التاريخية التي خاضها منتخبنا الوطني منذ فجر الاستقلال إلى غاية الفوز التاريخي على المنتخب الألماني في مونديال إسبانيا عام 1982، وفيه بدأنا الحكاية عن أول لقاء خاضه (الخضر) بعد الاستقلال، وكانت بدايته مسكاً بفوز الجزائر على منتخب بلغاريا بهدفين لواحد بملعب 20 أوت، العناصر سابقا، تلاه تأهل تاريخي الى نهائيات أمم إفريقيا عام 1986، وفيه حقق منتخبنا الوطني فوزا كاسحا على المنتخب الأوغندي برباعية كاملة سجل منها حسان لالماس ثلاثية بمفرده وهو الوحيد للإشارة الذي وقع ثلاثة أهداف للجزائر في نهايات أمم إفريقيا. بعد هذا الفوز، انتظر الجزائريون سبع سنوات كاملة ليعيشوا انتصارا أكثر من تاريخي، كيف لا وقد تحقق على حساب منتخب بلاده احتل أرضنا الحبيبة لأكثر من 132 سنة، ويتعلق الأمر بالمنتخب الفرنسي، حيث هزمه شبان الجزائري بقيادة عمر بتروني بثلاثة أهداف لهدفين، في نهائي دورة الألعاب المتوسطية التي احتضنتها بلادنا عام 1975. أربع سنوات من بعد، كان الجزائريون على موعد مع فوز تاريخي على المنتخب المغربي في ذهاب الدور الأخير لتصفيات اولمبياد موسكو 1980، حيث عاد زملاء بلومي من الدارالبيضاء المغربية بفوز كاسح 5/1، سنة من بعد، وبنفس العدد تقريبا، وصل المنتخب الجزائري إلى نهائي كأس أمم إفريقيا بنيجيريا 1980، سنة من بعد، بلغ منتخبنا الوطني نهائيات كأس العالم 1982 بألمانيا بفوزه ذهابا وإيابا على نيجيريا، وفي مونديال بلاد الأندلس حقق منتخبنا الوطني فوزا تاريخيا لن ينسى ولن يمحى من ذاكرة الجزائريين بقهرنا للمنتخب الألماني بهدفين لواحد. في عدد اليوم، سنتحدث عن أهم المباريات التي فاز بها منتخبنا الوطني منذ عام 1982، ولنبدأ من سنة 1985، السنة التي بلغ فيها المنتخب الجزائري للمرة الثانية نهائيات كأس العالم التي جرت في مثل هاته الأيام من سنة 1986 بالمكسيك. تونس بوابة الجزائر إلى مونديال المكسيك بسباعية كاملة بعد أن ظل المنتخب التونسي الشبح المخيف لمنتخبنا الوطني، فقبل أن توقعهما عملية القرعة في لقاء فاصل لتحديد هوية الصاعد إلى مونديال المكسيك لعام 1986، كان المنتخب التونسي قد ألحق الكثير من الهزائم التي أسالت أكثر من مرة دموع الجزائريين، لكن الجيل الذهبي لعشرية الثمانينيات بقيادة بلومي وماجر وعصاد، تمكنوا من زلزلة الأرض من تحت أقدام التونسيين في يوم لن ينساه هؤلاء. في ال6 أكتوبر من عام 1985، استضاف المنتخب التونسي منتخبنا الوطني بملعب المنزه أمام حوالي 40 ألف متفرج وتحت قيادة الحكم البلجيكي سشورتر. شهد اللقاء في ربعه الأول سيطرة كلية للتونسيين جسدها اللاعب المتألق الركباوي بهدف جميل هزّ به شباك الحارس دريد نصر الدين إثر قذفة قوية من بعد 20 مترا، وياليت التونسيون لم يفتتحوا باب التسجيل، ففور هذا الهدف انقلبت المباراة رأسا على عقب، وتحولت السيطرة جزائرية محضة، أمام دهشة التونسيين من المدرجات، فبعد ست دقائق من هدف الركباوي، قندوز وبعد استرجاعه الكرة داخل منطقة العمليات يمررها إلى قاسي السعيد وبدوره يمررها إلى بلومي الذي وجد نفسه داخل منطقة 18 مترا ويقذف بقوة لكن الحارس سباعي يتصدى لها، لكن الكرة تفلت منها لتجد قدم رابح ماجر الذي أسكن الكرة بسهولة في شباك التونسيين معدلا النتيجة، وقبل دقيقة من نهاية الشوط الأول، ماجر ينطلق كسهم من الجهة اليمني ويراوغ التونسي بن يحيى ويمرر إلى مناد الذي سدد كرة قوية لم يتمكن الحارس التونسي من صدها وتسكن الجهة اليسري من شباكه في الدقيقة 44، وبالرغم من نهاية الشوط الأول بتفوق منتخبنا الوطني، إلا أن الجمهور التونسي بقي متفائلا واعتقد الجميع أن المرحلة الثانية كفيلة بالعودة في حدث لم يكن يتصوره التونسيون حيث شهد تسجيل هدفين آخرين الأول والثالث لمنتخبنا كان في الدقيقة 67 بواسطة بلومي، فيما سجل الهدف الثاني وهو الرابع لمنتخبنا الوطني جمال مناد بعد تلقيه كرة بطبق من ذهب من صالح عصاد، سرعان ما أعلن الحكم البلجيكي شورتو صافرة النهاية بفوز ساحق للجزائر، فوز مهد للمنتخب الجزائري بلوغ المونديال للمرة الثانية، بعد أن أكد تفوقه على المنتخب التونسي في لقاء الإياب 0 - 3 . الثلاثية في شباك الفراعنة في كأس أمم إفريقيا بالجزائر ومن بين أهم الانتصارات المنتخب الوطني ذلك الذي حققه في دورة كأس أمم إفريقيا التي جرت في بلادنا عام 1990، بفوزه الساحق على المنتخب المصري بثلاثة أهداف دون رد. بالرغم من شكلية اللقاء الذي لعب في الثامن مارس بملعب 5 جويلية بحضور حوالي 80 ألف متفرج، بعد أن كان المنتخب الوطني قد ضمن بلوغه للدور نصف النهائي، فيما أن المنتخب المصري كان قد أقصي من البطولة لكن الجزائريين دكوا شباك المصريين بثلاثة أهداف كاملة. خاض أشبال المدرب كرمالي المباراة بالتشكيلة التالية: عصماني - سرار- مغارية، بن حليمة -ادغيغ - صايب - عماني- - شريف الوزاني، مناد - ماجر، (رحيم). لم يجد عناصر المنتخب الوطني أدنى صعوبة في انتزاع الفوز الثالث على التوالي في الدورة بنتيجة هدفين لصفر، سجل هدفي اللقاء كل من عماني في الدقيقة ال 39 وموسى صايب في الدقيقة ال 43، وبما أن الفريق الوطني كان قد كسب ورقة عبوره إلى الدور الثاني، قبل هذا اللقاء فقد اضطر المدرب كرمالي دخول اللقاء بالتشكيلة التالية: كمال قادري، أيت عبد الرحمن، عجاس، لعزيزي، سرار، شريف الوزاني، مفتاح، عماني، عوضه جحنيط في الدقيقة ال 60، صايب، محمد راحم، مناد عوضه ناصر بويش من شبيبة القبائل في الدقيقة ال 73 وهي النتيجة النهائية للقاء. التتويج بالكأس القارية سنة 1990 آخر لقاء نتوقف عنده في هذه النافذة التاريخية الذي يستحق التذكير هو نهائي كأس أمم إفريقيا الذي خاضه منتخبنا الوطني أمام المنتخب النيجيري. ففي تمام الساعة الرابعة من عصر يوم السادس عشر من شهر مارس عام 1990 وبملعب 50 جويلية وأمام أكثر من 80 ألف متفرج، التقى المنتخبان الجزائري والنيجيري في اللقاء النهائي للدورة السابعة عشر من كأس أمم إفريقيا. الفريق الجزائري الذي لعب اللقاء بالأسماء التالية: عصماني وادغيغ وبن حليمة ومغارية وسرار وشريف أوزاني وشريف وجاني وعماني الذي عوضه محمد راحم في الدقيقة ال 79 وماجر وموسى صايب ومناد: المدرب كرمالي. اللقاء أداره الحكم الغابوني ديامبا، شهد مستوى متوسط، لكن ونظرا لأهمية اللقاء ولمعرفة الفريقين لبعضهما البعض جديا، حيث سبق لهما وأن التقيا في اللقاء الافتتاحي، كان الحذر سيد الموقف، وكان بإمكان كل فريق الوصول إلى شباك منافسه، لكن إرادة اللاعبين بانتزاع الكأس الإفريقية الغالية جسدها اللاعب شريف وجاني في الدقيقة ال38 بهدف من أروع ما سجله الذي أسكنها في شباك الحارس النيجيري أولسين، وبهدف دون رد انتهت المرحلة الأولى. المرحلة الأولى، كانت في غالبية دقائقها للمنتخب النيجيري، حيث حاول زملاء رشيدي ابكيني الوصول إلى شباك الحارس نطر عصماني لكن براعة هذا الأخير وقوة دفاعه بقيادة العائد من إصابة رشيد ادغيغ حالت دون تعديل النيجيريين للنتيجة، لتنتهي المباراة بفوز مستحق للفريق الجزائري، وهو الفوز الذي جعل الكرة الجزائرية سيدة القارة الإفريقية، ويصبح كما يقال (للملك تاج) بعد أن ظل هذا التاج محل بحث عنه خلال الدورات الست السابقة التي شارك فيها منتخبنا الوطني. الخسارة التي أبكت أبيدي بيلي بمدينة تلمسان في زمن (الانكسار) الذي شهدته الكرة الجزائرية إبان عشرية التسعينيات، حقق المنتخب الوطني بقيادة ثنائي التدريب عبد الرحمن مهداوي ومزيان ايغيل فوزا رائعا في شهر رمضان من سنة 1993 في الجولة الأخيرة من المرحلة الأولى لتصفيات كأس العالم 1994 الذي احتضنته أمريكا. اللقاء الذي جرى بملعبي العقيد لطفي بمدينة تلمسان، ورغم قوة المنافس والمتمثل بالمنتخب لاغاني، إلا أن المنتخب الوطني تمكن بقيادة ابن مدينة تلمسان إبراهيمي ولاعبي النصرية زكري ناصر وبلال دزيري من هزم المنتخب الغاني بهدفين لصفر، فوز أهل المنتخب الوطني الى المرحلة الأخيرة، لكنه فشل في بلوغ النهائيات، بعد أن حلّ ثالثا في مجموعته التي ضمت كل من كوت ديفوار ونيجيريا، علما أن الأخير هو الذي انتزع ورقة بلوغ المونديال. وإذا عدنا الى مباراة الجزائر - غانا بملعب تلمسان، يرى الكثير من اختصاصيي اللعبة في الجزائر أن مستوى هاته المباراة خاصة من الجانب الجزائري لم يسبق وأن ظهر بها منتخبنا منذ مونديال 1982، أداء راق ومستوى فني مرتفع، هزيمة أبكت كثيرا نجم المنتخب الغاني آنذاك (أبيدي بيلي)، الذي كان يرى في لقاء العودة بوابة لبلوغ الدور الثالث والأخير. ثلاثية "تشاطكر" التي دوخت المصريين وبما أن المنتخب الوطني كان وسيظل الشبح الأسود للمصريين رغم أنف الحكم البنيني كوفي كودجيا، فليكن في علم هذا الحكم المرتشي أنه قبل أقل من سنة من الآن من تاريخ 7 جوان الماضي وبملعب البليدة، تمكن أشبال الشيخ رابح سعدان من هزّ شباك الحارس المصري عصام الحضري ثلاث مرات تداول على توقيعها كل من مطمور وغزال وجبور، وهذا برسم الجولة الثانية من إقصائيات كأس العالم وإفريقيا 2010، وهي الثلاثية التي أذلت (المصاورة) ومهدت الطريق لمنتخبنا قصد العبور إلى نهائيات كأس العالم. قنبلة عنتر يحيى التي أدخلت 80 مليون مصري إلى جحورهم ومن بين أهم الانتصارات التي سيبقى المصريون رغم فرحتهم (المزيفة) بفوز منتخبهم على منتخبنا الخميس الماضي بفعل الحكم كوفي كودجيا، إلا أن الفوز الذي حققه أبناء المليون ونصف المليون شهيد بأرض السودان الحبيب يوم 18 نوفمبر الماضي في اللقاء الفاصل من أجل التأهل إلى المونديال، سيبقى شاهدا على مدى العبقرية الجزائرية، فهدف عنتر يحيى الذي سجله بطريقة الكبار، لم يسجل مثله المصريون منذ تأسيس منتخبهم، ويكفينا شرفا أن هذا الهدف دوّن في سجل أرشيف المونديال، كما يكفينا شرفا أن هذا الهدف قاد منتخبنا إلى العرس العالمي بجنوب إفريقيا، ويكفينا شرفا أن الجزائر البلد الوحيد الذي مثّل العرب في العرس العالمي الأخير. الثلاثية التي قتلت فيلة كوت ديفوار لم تمض إلا أشهر قليلة من بلوغ منتخبنا الوطني إلى نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010، حتى فجر المنتخب الوطني فوزا مهما بقهره للمنتخب الإيفواري في ربع نهائي كأس أمم إفريقيا سنة 2010. فرغم تقدم المنتخب الإيفواري بهدفين لواحد، إلا أن شبان الجزائر بقيادة عنتر يحيى وكريم زياني لم يفقدوا الأمل في تعديل النتيجة، ففي الوقت الذي بارح فيه الملايين من الجزائريين بيوتهم بعد أن تأكد لهم استحالة تبديل النتيجة، وعلى أن المنتخب الوطني قد خرج من الدور ربع النهائي، إلا أن (ألماجيك) بوقره فعلها، نعم فعلها بطريقة الكبار، ووقع هدف التعادل، بعد أن تقدم المنتخب الإيفواري في النتيجة مرتين، بهدف لصفر ثم بهدفين لواحد، علما أن الهدف الأول لمنتخبنا الوطني وقعه اللاعب مطمور، منهيا به المرحلة الأولى بهدف لمثله. فور تعديل المنتخب الوطني للنتيجة، أعلن الحكم صفارة الوقت القانوني، ليلجأ المنتخبان إلى الوقت الإضافي، وفور بدايته، استطاع اللاعب الجزائري المحترف في البطولة الإنجليزية عامر بوعزة من إضافة الهدف الثالث، هدفا، كان كافيا لينهي به المغامرة الإيفوارية، في البطولة، وعقب نهاية المباراة خرج الملايين من الجزائريين إلى الشوارع فرحين بهذا الفوز بل بالتأهل إلى نصف النهائي، تأهل طال انتظاره، لأكثر من 20 سنة. المنتخب الوطني لإشارة فشل في بلوغ المبارة النهائية، عقب خسارته (المهينة) أمام منتخب مصر برباعية نظيفة، وفي اللقاء الترتيبي أمام منتخب نيجيريا خسر المنتخب الجزائري المبارة بانهزامه بهدف لصفر. تلكم باختصار أهم المباريات التي أفرحت الجزائريين، أهما على الإطلاق الفوز التاريخي على المنتخب المصري بمدينة أم درمان السودانية.