كم هي رائعة مباريات كرة القدم وكم هي أروع تلك الانتصارات التي أسالت دموع فرح الشعب الجزائري وكم من لقاء انسى الملايين همومهم ومتاعبهم اليومية وكم من لقاء حول الليل إلى نهار حتى وإن سالت الدماء أحيانا . 46 سنة هي مسيرة عمر منتخبنا الوطني وبعد بحث عميق استوقفني 10 تواريخ جعلت ملايين الجزائريين يخرجون إلى الشوارع ويفرحون بما يقدمه المنتخب الجزائري ولنبدأ من أول يوم احتفل الجزائريون بنشوة فوز المنتخب الوطني. هو أول لقاء للخضر بعد الاستقلال حيث واجه الخضر بقيادة المدرب إسماعيل خباطو المنتخب البلغاري بملعب 20 أوت.كان المنتخب البلغاري هوالسباق للتسجيل في المرحلة الأولى لكن في الشوط الثاني سيطر الخضر كلية على المباراة جسدها لاعب أولمبي العناصر عبد الغني زيتوني بهدفين سمحا للمنتخب بإنهاء اللقاء لمصلحته. ليلة أول يوم من رمضان التي هزمنا فيها فرنسا وكانت المناسبة نهائي دورة الألعاب المتوسطية التي لقيمت في الجزائر أمام حوالي 80 ألف متفرج وتحت قيادة رشيد مخلوفي.حيث أعاد هدف بتروني الرئيس الراحل هواري بومدين إلى ملعب 5 جويلية بعد أن غادره حتى لا يقف وقفة إجلال للنشيد الفرنسي ليأتي الهدف في الوقت الضائع ليمنح المنتخب الجزائري أول ميدالية ذهبية في الألعاب المتوسطية وأول تتويج للكرة الجزائرية بعد الاستقلال. الخماسية التي أذلت المغاربة في كزابلانكا ودلك صمن الدور التصوفي الأخير لأولمبياد موسكو1980 بملعب محمد الخامس جاءت الأهداف عن طريق كل من بن ساولة 3 اهداف-رضوان هدف-عصاد هدف ويبلغ المنتخب لأول مرة الدورة النهائية للاولمبياد. جرت المقابلة بملعب 17 جوان بقسنطينة في إياب الدور التصوفي الأخير لمونديال إسبانيا 1982 ضمت التشكيلة كل من الحارس مهدي سرباح في الدفاع لرباس صالح-فوزي منصوري-نورالدين قريشي-محمود قندوز وفي الوسط محمد قاسي سعيد-محيوز-بلومي وفي الهجوم قموح-ماجر-جمال زيدان المدربون كل من الراحل رغفوفومعوش وصوكان. سجل بلومي الهدف الأول في الدقيقة 6 بعد تمريرة من زيدان ثم عدلت نيجيريا النتيجة بهدف ايسماوفي د40 . في المرحلة الثانية سيطر النيجيريون على المباراة لكن إرادة الجزائريين كانت اكبر وعند هتاف الجزائريين ب 1 2 3 فيفا لالجيري سجل ماجر هدفا رائعا في الدقيقة 87 ليتأهل بدالك الخضر إلى المونديال لأول مرة في التاريخ. في تمام الساعة الرابعة والربع من عصر يوم الأربعاء أعطى الحكم البيروفي لابو إشارة الانطلاقة بملعب خيخون أمام 20 ألف متفرج. كان يقود المنتخب الجزائري كلا من رشيد مخلوفي ومحي الدين خالف اللذين تمكنا من إنهاء الشوط الأول بدون أهداف . في الشوط الثاني ومع عزيمة اللاعبين تمكن ماجر من افتتاح النتيجة بعد 15 د من اللعب وبعدها بعشرة د تمكن رومينيغيه من تعديل النتيجة لكن فرحة الألمان لم تدم سوى دقيقة حيث تمكن أحسن لاعب جزائري لكل الأوقات لخضر بلومي من هز شباك الحارس الألماني شوماخر مرة أخرى وانتهت المبارة ب 2-1 لصالح المنتخب الجزائري ليخرج الملايين إلى الشوارع للاحتفال. استضاف المنتخب التونسي منتخبنا الوطني بملعب المنزه أمام 40 ألف متفرج.بعد سيطرة كلية للتونسيين خلال الربع 1 تمكن هدا الأخير من فتح باب التسجيل عن طريق الركباوي في مرمى دريد نصرالدين لكن بعد هذا الهدف انقلبت المباراة رأسا على عقب وتحولت السيطرة إلى الجزائر ما أسفر عن تسجيل 4 أهداف متتالية كان منها هدفين في الشوط الأول سجلهما كل من رابح ماجر ومناد أما أهداف الشوط الثاني فسجلها كل من لخضر بلومي في د 67 ثم مناد في آخر دقائق المباراة. هدا الفوز الذي فتح باب المونديال مرة أخرى وأكد المنتخب تفوقه على التونسيين في مباراة الإياب بنتيجة 3-0 وهوما أهلنا إلى المونديال للمرة الثانية على التوالي. الموعد كان مع الفوز التاريخي بأول وآخر كاس لأمم إفريقيا عام 1990 بالجزائر.في تمام الساعة الرابعة من عصر 16 مارس وبملعب 5 جويلية وأمام أكثر من 80 ألف متفرج التقى المنتخبان الجزائري والنيجيري في اللقاء النهائي للدورة 17 من كاس أمم إفريقيا.لعب منتخبنا بالتشكيلة التالية: عصماني وادغيغ وبن حليمة ومغارية وسرار وشريف الوزاني وشريف وجاني وعماني الذي عوضه محمد راحم في د79 وماجر وموسى صايب ومناد. إرادة اللاعبين بانتزاع الكأس القارية الغالية جسدها اللعب شريف وجاني في د 38 لتنتهي المباراة ب1-0 وهو الفوز الذي جعل الجزائر سيدة القارة الإفريقية كما اخرج الجزائريين إلى الشوارع احتفالا بهدا التتويج الغالي. خرج الملايين من الجزائريين إلى الشوارع فور انتهاء المباراة التي جمعت بملعب "تشاكر" بالبليدة كل من المنتخب الجزائري والمنتخب المصري التي انتهت بفوز مستحق لأشبال رابح سعدان بثلاثية لن ينساها المصريون ساهم فيها كل من مطمور وغزال ورفيق جبور.وهوالفوز الذي يفتح أمام المنتخب أبواب المونديال بعد تصدره للمجموعة ب 4 نقاط . وما احلى الانتصار بعد زمن الانكسار. جاء الفوز على المنتخب الزامبي بملعب"الموت" بمدينة تشيلا بومبي الزامبية بنتيجة 2-0 ساهم في تسجيل الأهداف كل من مجيد بوقرة ورفيق صايفي رغم الظروف الصعبة التي أحاطت بالمباراة.هوالفوز الذي جعل منتخبنا يقترب من مونديال جنوب إفريقيا ولما كان للفوز طعما كبيرا خرج الملايين إلى الشوارع يحتفلون بنشوة الفوز الغالي. هي آخر فرحة بنشوة الانتصار وليست الأخيرة بإذن الله. كانت في سهرة 18 نوفمبر حيث راح زملاء زياني فوق المستطيل الأخضر يقدمون واحدة من أحسن اللوحات الكروية في التصفيات بهدف واحد وصاروخية عابرة للقارات من تنفيذ عنتر يحيى حسم به منتخبنا معركة "أم درمان" لصالحه.ليتأهل بدلك المنتخب للمرة الثالثة إلى المونديال بعد غياب دام 24 سنة.هوالأمر الذي اخرج الملايين إلى الشوارع وستبقى الصور التي صنعها الجزائريون من مطار هواري بومدين إلى العاصمة راسخة في الأذهان بعد أن استقبلوا الأبطال استقبالا أسطوريا.