اتهم السودان الذي يرفض العودة إلى طاولة المفاوضات مع جنوب السودان على رغم دعوات المجموعة الدولية إلى الهدوء، جوبا بأنها تريد ”زعزعة استقراره” من خلال استمرارها في دعم المتمردين على أراضيه. وكان جنوب السودان اتهم من جانبه الخرطوم، بقصف أراضيه من جديد مما أسفر عن مقتل شخصين، وهو ما نفاه السودان. وأعلنت وزارة الخارجية السودانية في بيان أن ”مناشدات حكومة السودان ومحاولات المجتمع الدولي المتكررة لإثناء دولة جنوب السودان عن وقف سلوكها العدواني باءت جميعها بالفشل بسبب الإصرار الأعمى على زعزعة استقرار وأمن السودان”. وتتهم الخرطوم باستمرار جوبا بدعم حركات التمرد الناشطة في منطقة دارفور (غرب) التي تشهد حربا أهلية، وفي ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان الحدوديتين، الأمر الذي ينفيه جنوب السودان. وذكرت وزارة الخارجية تحديدا مدينة تلودي في جنوب كردفان التي أعلن متمردو الشمال من الحركة الشعبية لتحرير السودان مساء الأحد السيطرة على قسم منها. وأكدت الخارجية السودانية في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السودانية، ”الحق الشرعي للسودان وللقوات المسلحة في الدفاع عن النفس وفي تعقب المعتدين أينما كانوا”. وقال رئيس جنوب السودان سالفا كير إن نظام الخرطوم ”أعلن الحرب” على بلاده، وذلك خلال لقاء في بكين مع الرئيس الصيني هو جينتاو الذي تعتبر بلاده حليفة قديمة للسودان. وقال كير في وقت تدور معارك بين الشمال والجنوب إن زيارته ”تأتي في وقت حرج بالنسبة لجمهورية جنوب السودان لأن جارنا في الخرطوم أعلن الحرب” على الجنوب. وكان الرئيس السوداني عمر البشير أعلن الإثنين، أنه لن يتفاوض مع جنوب السودان وذلك على رغم النداءات الملحة من قبل الأممالمتحدة والولايات المتحدة. وصرح البشير ”لا تفاوض مع هؤلاء” في إشارة إلى حكومة جنوب السودان التي كان وصفها ب”الحشرة” الأسبوع الماضي. وأضاف بعد استعادة السيطرة على هجليج التي احتلتها قوات الجنوب طيلة عشرة أيام ”لا نتفاوض معهم، نتفاوض بالبنادق والرصاص. هؤلاء الناس لا يفهمون ونحن نريد أن يكون هذا الدرس الأخير وسنفهمهم بالقوة”. وأكد حاكم ولاية الوحدة الجنوبية تعبان دينق أن طائرات سودانية شنت الإثنين غارة جديدة على بنتيو عاصمة ولاية الوحدة في جنوب السودان على مسافة ستين كلم جنوب هجليج وأطلقت قنابل عدة على جسر استراتيجي وسوق. وقال إن القصف أدى إلى مقتل طفلين على الأقل. وأفادت مراسلة وكالة فرانس برس التي كانت في سيارة في المنطقة التي استهدفتها الغارة، أن بضع قنابل ألقيت قرب جسر استراتيجي وسوق قريبة منه، مما أدى إلى مقتل طفل واحد على الأقل. لكن مسؤولا في وزارة الخارجية السودانية ”نفى القيام بأي عملية قصف داخل حدود جنوب السودان”. ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الإثنين الغارات الجوية التي تشنها الخرطوم على جنوب السودان، داعيا رئيسي البلدين إلى ”استئناف الحوار بشكل عاجل” حسب ما جاء في بيان للأمم المتحدة.