وزير الدفاع: متمردو جنوب كردفان يخططون لجعلها ”بنغازي أخرى” يرى مراقبون أن بؤرًا ساخنة ستبقى مستعرة في شمال السودان حتى بعد انفصال الجنوب، ابتداء من جبال النوبة، ودارفور، وولاية النيل الأزرق، وولاية كسالا، على امتداد وادي النيل وصولاً الى الحدود المصرية، حيث تتصاعد مشاعر السخط على حكومة البشير المعزولة في الخرطوم. وقال إي. جي. هوغندورن، الذي يعمل مدير مشروع في مجموعة الأزمات الدولية، أن الرئيس السوداني ”يواجه ضغوطًا شديدة، وهناك عدد من المناطق التي يمكن أن تتمرد مجددا، وان الحملة العسكرية في جبال النوبة قد تؤجج النقمة، وتوحد حركات المعارضة المسلحة من حيث لا تدري الخرطوم”. ويقدر مسؤولو الأممالمتحدة في ولاية جنوب كردفان، التي تضم جبال النوبة، أن عشرات قُتلوا في عمليات القصف الجوي وعشرات آخرين في اعمال قتل خارج إطار القانون. ويقول مسؤولون نوبيون أن القتلى بالمئات. هذا وبدأ الجيش السوداني والميليشيات الموالية له حملة واسعة لسحق حركة التمرد في جبال النوبة وسط السودان بقصف القرى وإعدام وجهاء وحرق كنائس، وبذلك دفع منطقة اخرى من مناطق السودان الى أزمة، كما أفاد مسؤولون في الأممالمتحدة وقرويون نازحون. ورفض عشرات الآلاف من المتمردين إنذار حكومة الرئيس عمر حسن البشير بإلقاء السلاح متحصنين في تلال المنطقة الوعرة. وتطالب حركة التمرد بالإصلاح السياسي والحكم الذاتي، الذي بات لازمًا في المناطق المهمشة من السودان، حيث انفجرت تمردات في دارفور في الغرب، والشرق والجنوب. وضرب الجيش السوداني طوقا حول المنطقة، مهددًا بإسقاط مروحيات الأممالمتحدة. وقالت المنظمة الدولية يوم الاثنين إن القوات السودانية تحتجز اربعة من جنودها لحفظ السلام وأخضعتهم لعملية إعدام وهمية رميًا بالرصاص، واصفة أساليب الترهيب هذه بأنها جزء من استراتيجية لجعل عمل وكالات الغوث والمراقبين متعذرًا. وإزاء الغليان الذي تواجهه الحكومة السودانية على جبهات متعددة، وخاصة انفصال الثلث الجنوبي في الشهر المقبل، تبدو الخرطوم عازمة على سحق التمردات، ومنعها من تشجيع مناطق أخرى على الانتفاض. ولا تنفي الحكومة السودانية قصف قرى نوبية قائلة إن الميليشيا المحلية رفضت نزع سلاحها، كما كان مطلوبا. وتوقع مسئول سوداني أن الحرب يمكن أن تستمر ”بضع سنوات”. وتعهد قادة المتمردين النوبيين بمواصلة القتال ”حتى تغيير النظام” في الخرطوم أو نيل الحكم الذاتي للنوبة. و تهم وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين المقاتلين المناهضين للحكومة يوم الاثنين بمحاولة جعل ولاية جنوب كردفان على الحدود مع الجنوب ”بنغازي ثانية”. وقال إن الجيش يواصل جهوده لتطهير المنطقة.ومدينة بنغازي الساحلية هي مقر المعارضة التي تحاول الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي. ويقاتل جيش شمال السودان مجموعات متحالفة مع الجنوب في جنوب كردفان الولاية الشمالية الغنية بالنفط منذ أكثر من أسبوعين، الأمر الذي زاد حدة التوتر بينما يستعد الجنوب للانفصال في التاسع من جويلية. ويعتبر المحللون جنوب كردفان منطقة تفجر للاضطرابات قبيل الانفصال لأن بها ألاف المقاتلين الذين حاربوا في صفوف قوات الجنوب ضد الشمال في الحرب الأهلية.