تضمنت اللائحة الأولى التي أعلن عنها المدير الفني الجديد للكتيبة البرازيلية مانو مينيزيش عناصر جديدة أثبتت عن جدارة واستحقاق أهليتها للدفاع عن ألوان منتخب السامبا في التحديات المقبلة. ويأتي لاعب خط الوسط إيدرسون، البالغ من العمر 24 سنة، والذي يلعب في صفوف ليون، الفائز بسبعة ألقاب في الدوري الفرنسي، على رأس هذه اللائحة التي تضم كذلك عناصر لم يألفها جمهور سحرة أمريكا الجنوبية من قبيل باولو هينريكي جانزو ونيمار ورافاييل. على الرغم من أن الأغلبية الساحقة من عشاق السيليساو تجهل الشيء الكثير عن إيدرسون، إلا أن هذا اللاعب الموهبة أبلى البلاء الحسن سنة 2003 حين استدعاه المدرب ماركوس باكيتا ليلعب بالقميص رقم 10 في صفوف المنتخب البرازيلي تحت 17 سنة، ونال حينذاك لقب كأس العالم تحت سنة 17 بعد التغلب في النهائي على المنتخب الأسباني الذي كان يعج بلاعبين لا يقلون موهبة على غرار سيسك فابريجاس ودافيد سيلفا. وبعد هذه العودة المتأخرة وغير منتظرة لصفوف الكتيبة البرازيلية، يطمح إيدرسون لمفاجأة عشاق كرة القدم في البرازيل، حيث صرح في حوار مع موقع "الفيفا": "سأبذل الغالي والنفيس لإرضاء الجماهير البرازيلية". صرح مانو مينيزيش بأنه اتصل بكل اللاعبين قبل تحديد اللائحة. هل حدث نفس الشيء معك؟ وماذا كان مضمون المكالمة؟ لقد اتصل بي فعلاً للاطمئنان على حالتي البدنية في مرحلة تستعد فيها الأندية الأوروبية لدخول غمار منافسات الموسم الكروي الجديد. ولم نتطرق في تلك المكالمة لإمكانية استدعائي لتعزيز صفوف المنتخب. لقد تلقيت خبر استدعائي بعد الإعلان الرسمي عن اللائحة. وقد كنت حينها في لندن، وكان أخي هو الذي أخبرني عن طريق الهاتف بخبر استدعائي للمشاركة مع السيليساو، وكان الجميع يحتفل في مسقط رأسي باراباو بهذا الخبر. لقد فرحت لذلك. لقد أثبت مانو معرفته بقدراتك، وصرح في مقابلات حديثة قائلاً إنك "لاعب وسط تقليدي وماهر ويجيد اللعب في الجهتين اليمنى واليسرى، ولكنه يفضل اللعب بقدمه اليمنى، تماماً كاللاعب جانزو". هل توافقه الرأي؟ من الواضح أنه ملم بتفاصيل كرة القدم ويتابع عن كثب تطوراتها على الصعيدين المحلي والدولي. وقد صرح كذلك بأنه يعرفني منذ كنت ألعب بصفوف نادي إر إس فوتبول (النادي الذي بدأ به مشواره الكروي)، والذي اكتسبت فيه مكانتي مبكراً في الفريق الأول في سن 16 أو 17، في وقت كان يدرب فيه مانو نادي 15 نوفمبر. يفضل مانو عادة اللعب بلاعبي وسط حرين وينوي جعل المنتخب يلعب بخطة 4-2-3-1. هل تجد نفسك مستعداً لتكون عنصراً في فريق يلعب بهذه الخطة؟ لا أجد صعوبة في التأقلم في كلتا الجهتين مع نادي ليون، الذي يلعب عادة بخطة 4-3-3، مع العلم بأن الفريق يغير من وقت لآخر خطة لعبه ويلجأ لخطة 4-2-3-1، وعندما يحدث ذلك أتقدم إلى وسط الميدان خلف المهاجم. لقد تعلمت الكثير على المستوى التكتيكي منذ وصولي لأوروبا، وأصبحت أدرك تلقائياً واجبي داخل رقعة الميدان حين يفقد فريقي الكرة والمكان الذي يجب أن أتخذه لاسترجاعها. ليس من الصعب علي التأقلم، لكني أفضل اللعب في المكان الذي أحبذه وهو مركز وسط الميدان الهجومي. لم يمر الكثير من الوقت بين هزيمة السيليساو أمام هولندا والإعلان عن اللائحة الجديدة للمنتخب. هل خطر ببالك يوماً أن تلعب بصفوف السيليساو في الوقت الراهن؟ بكل صراحة، لم أكن أفكر في السيليساو حالياً، فقد كان جل اهتمامي مركزاً على ليون وعلى المباريات التي نجريها قبل انطلاق الموسم. لكني أدرك أن باب الاستدعاء مفتوح أمام المواهب. ولقد سبق لي أن عشت تجربة رائعة رفقة منتخب تحت 17 سنة وأمني النفس بإعادة هذه التجربة. صحيح أن الفرصة لم تتح لي لتعزيز صفوف ملوك السامبا في فئة تحت 20 سنة ، إلا أني أظن أن الفرصة ملائمة الآن لإبراز ذاتي. على الرغم من أنك لم تظهر بشكل لافت في الأندية البرازيلية التي لعبت لها ولم تعزز صفوف المنتخبات البرازيلية بعد مشاركتك في كأس العالم، إلا أنك صقلت موهبتك في الخارج وتمكنت من الاحتراف في نادي نيس سنة 2005. هل عاد عليك ذلك بالنفع؟ لقد فتح لي المونديال أبواب الاحتراف، لاشك في هذا، ولكني كنت صغيراً في السن ولم أكن راغباً في الرحيل. وتعرضت بعد ذلك لعدة إصابات مع نادي جوفنتودي، قبل أن يبتسم لي الحظ وأغادر صوب النادي الفرنسي نيس. لقد تحسن أدائي تدريجياً وعاد علي الاحتراف بالنفع. قدمت عروضاً جيدة وتم التعاقد معك من طرف ليون. لكن مانو مينيزيش يرى أنك "لم تكسب مكانتك بشكل تام". ما تفسيرك لهذا الرأي؟ هل تشعر بضغط لكونك "بديلاً" لجونينيو؟ أظن أني ظهرت بشكل جيد في موسمي الأول مع ليون. لعبت جنباً إلى جنب مع جونينيو وشكلنا ثنائياً خطيراً. شاركت في 40 مباراة وتأقلمت في خمسة مواقع على رقعة الميدان وهذا ما جعل المسؤولين عن النادي يلتفتون إلى مهارتي الشاملة. أما في الموسم الثاني، فقد كانت الأمور أكثر تعقيداً بسبب الإصابة التي ألمت بي والتي أبعدتني لشهرين ونصف عن الملاعب، ولم أخض مباريات كثيرة لأن المدرب كان يبحث عن مجموعة متكاملة من اللاعبين. وعدت فقط في آخر السنة. وهل تعتقد أن الوقت قد حان لترتدي القميص رقم 10 في صفوف النادي الفرنسي؟ من الضروري أن يشارك المرء في المباريات ويحافظ على نفس الإيقاع ليكسب مكانة رسمية داخل الفريق. المهم الآن هو كسب الثقة في النفس والعمل على كسب ثقة المدرب. التدريب لا يقارن باللعب في المباراة. أنا مرتاح نفسياً وراض عن العروض التي قدمتها في المباريات التحضيرية أمام ناديي يوفنتوس وميلان الإيطاليين. سجلت ثلاثة أهداف وساهمت في بناء عمليات هجومية كللت بأهداف. أرغب في الاستمرار على نفس الإيقاع هذه السنة وإبراز جدارتي وجودة أدائي الكروي. وماذا عن السيليساو؟ كل لاعب يحلم بخوض كأس العالم برفقة السيليساو في النسخة المقبلة التي ستقام في البرازيل. لكن الوقت مبكر للحديث عن هذا. المهم الآن هو تقديم عروض جيدة مع ليون، وتحقيق الألقاب وبذل جهود مضاعفة في كل موقعة. هذا هو هدفي على المدى البعيد، أما الباقي فسيتحقق بشكل طبيعي. تكن لك الجماهير الفرنسية الكثير من الاحترام وأنت محبوب هناك. هل تظن أنك ستصل إلى نفس هذه المكانة في البرازيل؟ لا تعرف الجماهير البرازيلية الكثير عني لأني غادرت الوطن في سن مبكرة. لكني أعي أن أفضل وسيلة لنيل حب الجماهير في البرازيل هي اللعب بشكل جيد وإثبات أنني أتمتع بمهارات جيدة. سوف أظهر للجماهير ما يمكنني فعله بالكرة عندما أحصل عليها.