التقليد أحد أهم الفنون وأصعبها، إذ يتطلّب موهبة وعفوية وبعداً عن التصنّع والتفلسف... كثر قلدوا النجوم، البعض برز وحفر اسمه على الساحة الفنية والبعض الآخر فشل كونه خرج عن أدبيات المهنة ووقع في فخ المبالغة المبتذلة أو التجريح أو الخروج على قواعد الآداب العامة. كيف ينظر النجوم إلى مقلديهم وإلى أي مدى يرحبون بالفكرة أو ينزعجون منها؟ (الجريدة) استطلعت آراء البعض منهم. (ظاهرة فنية) لقب أطلق على الفنان باسم فغالي نظراً إلى المواصفات الفنية الاستثنائية التي يتمتع بها. انصب عمله على تقليد الفنانين وتجنب تقليد السياسيين اعتقاداً منه بأنه لن يضيف جديداً على الذين سبقوه في هذا المجال، إلا أنه لم يكتف بتقليد فيروز وصباح وسميرة توفيق ومادونا وهيفا وهبي وإليسا ونانسي عجرم ويارا وميريام فارس... بل قلّد شاكيرا وليدي غاغا وشير وغيرهن من نجمات عالميات. يؤكد فغالي أنه يعمل على تطوير موهبته ومهنته وأنه يكنّ احتراماً للشخصيات التي يقلدها... لا يخفي انزعاج فنانين من تقليده لهم ومبادرة آخرين إلى تهنئته على رغم تقليدهم بقسوة، يقول: (أسعدني حضور الفنانين مسرحيتي الجديدة Monroe ave فقد اعتادوا أسلوبي وهم يعلمون أنه لولا المبالغة في التقليد لما وصلت الشخصية بشكل جميل ومضحك إلى الناس... في النهاية هذا عملي، يحصل أحياناً بعض العتب، لكن لا تلبث الأمور أن تسير على ما يرام). موهبة حقيقية لطالما عبّرت الأسطورة صباح عن عدم انزعاجها من تقليدها معتبرة أن التقليد فن بحد ذاته وأن محبة الناس لها تدفع المقلدين إلى تقليدها، متمنية التوفيق لكل من يملك موهبة حقيقية في هذا المجال. بدورها تؤكد مادونا أن تقليدها لا يزعجها ما دام لا يخرج عن الاحترام ونابعاً من محبة وبعيداً عن التجريح والإساءة، فهو دليل على أنها فنانة مشهورة ومحبوبة من الناس، تقول: (منذ انطلاقته يقلدني الفنان باسم فغالي بشكل دائم وأنا أشجعه وأقدّره لأنه يعرف حدوده ولا يتخطاها سواء معي أو مع غيري، وهو فنان محترف وحقيقي). لا تنكر مادونا أن ثمة مسرحيات تندرج ضمن إطار (الشانسونييه) تشعرها بالاشمئزاز لسخافة المواضيع المطروحة والطريقة البشعة في تقليد الفنانين، والتي تعتمد على إيحاءات وكلام مبطّن لا يعبر عن موهبة بل عن ابتذال ورخص. فن جميل كثر قلدوا ميريام فارس نظراً إلى الشخصية الفريدة التي تتمتّع بها على الساحة الفنية، من بين هؤلاء باسم فغالي الذي قلدها بطريقة اعتبرها البعض مبالغاً فيها، وسرت إشاعات عن انزعاجها، إلا أنها ما لبثت أن نفت ذلك في حديث لها، مؤكدة إعجابها بفغالي كونه يقدم فناً جميلاً وراقياً، ولفتت إلى أن المبالغة مطلوبة ليكون المشهد الذي يريد إيصاله كوميدياً. تضيف: (أحترم الفنان الجريء الذي يحافظ على الآداب العامة، وفي حال خرج التقليد عن إطاره الأخلاقي والمهني تحول إلى ابتذال، ولا يصح حينها أن نطلق عليه عبارة أنه أحد الفنون). التقليد بالنسبة إلى الفنانة نيللي مقدسي أحد أهم الفنون في حال رصد المقلّد ملامح نافرة في الشخصية التي يقلّدها ووضعها في إطار جميل يدخل البسمة إلى القلوب، شرط ألا يتعدّى حدود الآداب العامة ويتحول المشهد من تقليد إلى تجريح وسخرية، تذكر: (يقلّد البعض وجوهاً فنية بطريقة مبالغ فيها لا تضيف إلى المشهد بل تشعر المشاهد بالقرف والاشمئزاز، صحيح أن المبالغة مطلوبة ولكن بطريقة ذكية وراقية وبعيدة عن الابتذال). بدورها تعتبر الفنانة دوميتيك حوراني أن التقليد فن جميل وتستمتع بمتابعة المقلدين الذين يعرفون قيم هذه المهنة ومبادئها ولا يتخطون حدودهم على غرار باسم فغالي. تضيف حوراني أنها لا تشمئز من تقليدها، فلكل شخصية بارزة مواصفات معينة. والمقلد الذكي هو الذي يبني مشهده على هذه المواصفات ويبالغ فيها شرط ألا يخرج عن نطاق الآداب العامة.