على الرغم من أن الكثيرين يدركون المخاطر الكبيرة التي تترتب عن تراكم وانتشار النفايات وأكياس القمامة بأنواعها، على الطرقات وأرصفة الشوارع وداخل الأحياء السكنية، إلا أن الظاهرة تبقى منتشرة بصورة كبيرة عبر مختلف أحيائنا وشوارعنا العاصمية، في الوقت الذي تشهد فيه درجات الحرارة ارتفاعا جنونيا. ويزداد الأمر خطورة بالنسبة للأحياء الواقعة بقرب الأسواق الشعبية التي لا تجد مكانا لإلقاء نفايات التجار من باعة الخضر والفواكه واللحوم والدجاج وغيرها، إلا بالقرب من الأحياء السكنية، ما جعل العديد من المواطنين يشتكون من هذه الوضعية الصعبة، التي جعلت أيامهم ولياليهم الصيفية على وجه الخصوص جحيما لا يطاق. فبحي باب الواد الشعبي، وبالضبط، على مستوى حي الساعات الثلاث، الذي يتواجد به واحد من أكبر الأسواق الشعبية في العاصمة، فإن السكان، يشتكون من الروائح الكريهة، المنبعثة من السوق، والتي تزداد حدتها ابتداء من ساعات الليل، حيث يصبح إبقاء النوافذ مفتوحة ضربا من الجنون، ما يسبب الكثير من الضيق والمعاناة والألم، خاصة الذين لا يتوفرون على مكيفات هوائية تمنحهم الشعور بالبرودة والانتعاش، وفي هذا الصدد، قالت السيدة سهيلة التي تقطن بذات الحي، إنه ومنذ نحو سنتين أو ثلاث، صار الوضع لا يطاق، فبالنهار النفايات متراكمة في كل مكان تقريبا، يضاف إليها مخلفات سوق الدلالة المتواجدة بالشارع الرئيسي، أما في الليل فإن الروائح الكريهة المنبعثة من السوق، لا تحتمل، وإلى جانب كل ذلك فإن البعوض يساهم كذلك في قض مضاجع السكان، وإفساد راحتهم، والمشكلة أنه من النوع الكبير الذي ينتشر في كامل البيوت، ولا يسلم منه السكان مع كل المبيدات الحشرية التي يستعملونها. نفس الأمر اشتكى منه سكان حي باش جراح، خاصة القاطنون بالقرب من السوق نظرا لأن غالبية التجار، وعلى رأسهم باعة اللحوم والدجاج، يقومون بإلقاء النفايات والفضلات خارج محلاتهم بمدخل السوق، وفي مقابل العمارات، وكثيرا ما تتراك تلك النفايات أياما كثيرة، أو لأسبوع، قبل أن تقوم المصالح المعنية بإزالتها، وأيضا بالنسبة للمواطنين القاطنين بحي (لاكناب) بعين النعجة، مقابل السوق الشعبي لذات الحي، الذين يعانون الأمرين في الصيف والشتاء، وأغلبهم قام بإلغاء نوافذ منزله المطلة على السوق، تجنبا للروائح الكريهة والمناظر المزعجة، وأيضا لتسلل الحشرات والبعوض، في معاناة تتكرر في كل فصل صيف، وتجعل المواطنين مستائين للغاية، ومتذمرين من الحرارة الشديدة، ومن القمامة والنفايات المنتشرة، مع أن المسؤولية هي مسؤولية الجميع في الأول والأخير، ومن المفترض أن تتظافر كل الأطراف لمواجهة هذه الظاهرة عبر تنظيم حملات النظافة على مستوى الأحياء، وأيضا الأسواق، موازاة مع الجهود المبذولة من طرف مصالح النظافة في كل بلدية، من أجل صيف خال من الأمراض والمعاناة للجميع.