قال الكاتب الصحفي المصري الشهير محمد حسنيين هيكل انه - في يوم من الأيام قبل قرابة تسعين سنة كانت في "الشام" ثورة حقيقية، أطلقوا عليها وصف الثورة العربية الكبري، وكان ثوار الشام علي حق، لكنهم وقعوا في فخ الاستعانة بالشريف "حسين" وأبنائه قائدا لها، واعتمد الشريف "حسين" بدوره علي الكولونيل "لورانس" الذي ادعي لنفسه دور قيادة الثورة العربية، وانتهي بالطبع إلي تسليمها بالكامل لمطامع بريطانية، ووضعها تحت سلطة الماريشال اللنبي "القائد العام للقوات البريطانية" سيطرت فرنسا وإنجلترا علي الشام ووقعت في أسر اتفاقية "سايكس بيكو" القديمة. هيكل طالب الجميع أن يقرأوا كتابا عن الثورة الليبية نشره في باريس أخيرا "برنارد هنري ليفي"، وهو الصديق وثيق الصلة بالرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي"،والعاشق للدولة الصهيونية حسب قوله هو -وكتاب "ليفي" الجديد عنوانه "الحرب بدون أن نحبها" ، وقد شرح فيه "برنارد ليفي" دوره العملي فيما جري في ليبيا، وهو بالضبط كتاب "أعمدة الحكمة السبعة" ل "لورانس"، مع اختلافات واسعة في الجنسيات وفي الكفاءات، وبعض ما يرويه "ليفي" في كتابه "مرعب"، فهو يقول بصراحة إنه صانع ما جري في ليبيا ومدبره، وإنه هو الذي كتب بيانات المجلس الانتقالي في ليبيا، وأنه هو الذي حرَّك دفعات المال وشحنات السلاح من كل مكان إلي ليبيا، وهو الذي دعا إلي حشد القوات. وأردف هيكل :" لقد بلغت صراحه ليفي حدا غير معقول عندما وجَّه اللوم إلي رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون" لأنه لم يقبل بالمشاركة في العمليات إلا بعد أن أخذت الشركات البريطانية نصيبا من بترول ليبيا مقدما!". وقال ليفي أيضا إنه هو الذي نصح بتوظيف جامعة الدول العربية لتكون جسرا لوضع ليبيا في سلطة مجلس الأمن كي يطبق فرض حظر جوي انتهى بالطريقة التي رأيناها.