إن الدور الذي يلعبه اليوم اليهودي الفرنسي بيرنارد هنري ليفي فيما سمي بالربيع العربي الذي أطلق على ''الثورات العربية'' لا يعادله إلا ما لعبه ضابط المخابرات البريطاني توماس ادوارد لورانس (لورانس العرب) في بداية القرن العشرين، حيث انخرط في الثورة العربية ضد الامبراطورية العثمانية، وما ترتب عن ذلك من تفكيك لأوصال الوطن العربي، وهو التفكك الذي يفعل مفعوله اليوم في زيادة ضعف القوة العربية بما يمكن لإسرائيل توفير أجواء السيطرة لها اقتصاديا وتكنولوجيا وعسكريا. ويبدو مع ظهور ال''بي أش أل'' (برنارد هنري ليفي) في الثورات العربية أن ونستون تشرشل قد أخطأ عندما قال عن لورانس العرب أنه ''لن يظهر له مثيل مهما كانت الحاجة ماسة إليه''، لأن الواقع اليوم يكذب هذه المقولة. وإذا افترضا أن لورانس العرب قد لعب في وقته على عاطفة العرب وحاجتهم إلى التحرر من سلطة الباب العالي فقد أدى انقيادهم له إلى غرس الكيان الصهيوني في قلب الأمة العربية، فإن الانقياد اليوم إلى ال'' بي.أش، أل'' غير مبرر لأن درس لورانس ما يزال حيا حاضرا. وإذا كان العرب في مشرق الأرض ومغربها يعرفون من هو بيرنارد هنري ليفي وعلاقته بالكيان الصهيوني، عكس عرب لورانس، حيث لم تكن وسائل الاتصال متوفرة، فإن انقيادهم له وتنفيذ المخططات التي يقترحها عليهم يعتبر خيانة للأمة ولحضارتها وتدنيسا لتاريخها، وعمالة خطيرة للغرب الصهيوني. فال''بي أش أل'' منخرط في المشروع الصهيوني فكرا وثقافة وفلسفة وسياسة، وهو أحد المرشحين لرئاسة الكيان الصهيوني وعراب السياسة الفرنسية الاستعمارية.