أعطى الفيلسوف والكاتب الفرنسي، من أصول يهودية، الصهيوني برنارد هنري ليفي، منذ أيام، موافقته مسؤولي الحركة المسماة ''رشاد''، المتواجد أعضاؤها بالخارج، خصوصا بفرنسا، على المشاركة في تجمّع احتجاجي أمام مقر السفارة الجزائرية بالعاصمة الفرنسية باريس، يوم 11 جانفي المقبل. وقال مصدر مطلع ل ''النهار'' أن الصهيوني برنارد هنري ليفي المقرب من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والمعروف أيضا بكونه أحد عرّابي اللوبي الصهيوني المتنفذ في فرنسا، تلقّى منذ أيام دعوة رسمية من قادة حركة ''رشاد'' المشكَّلين في أغلبهم من قياديين سابقين وناشطين في ''الفيس'' المحظور، إلى جانب مسؤولين فارين من الجزائر، بعد تورطهم في قضايا القانون العام وقضايا فساد، للمشاركة في اعتصام احتجاجي سينظَّم يوم 11 جانفي المقبل أمام مقر السفارة الجزائرية بباريس. نفس المصدر أوضح أن الهدف من الاعتصام الذي وافق ليفي على المشاركة فيه، هو إحياء ذكرى إلغاء الانتخابات التشريعية في بداية التسعينيات، وتحديدا في 11 جانفي 1992. ويأتي اختيار هذا التاريخ بالضبط من طرف قادة حركة ''رشاد'' وبمباركة من الصهيوني ليفي، للاحتجاج على ما يسمى ''توقيف المسار الانتخابي'' بالجزائر، وكدلالة على دعم عراب ما يسمى ب ''الثورات العربية'' للحزب المحظور، ووقوف الأطراف الفرنكوصهيونية التي يمثلها وراء محاولات إعادة ''الفيس'' إلى الواجهة بالجزائر بطريقة أو بأخرى. وأشار نفس المصدر الذي تحدّث إلى ''النهار''، أن قبول ليفي المشاركة في اعتصام حركة ''رشاد'' أمام مقر سفارة الجزائر بباريس، هو بمثابة إشارة مباشرة على أن السلطات الفرنسية سترخص بتنظيم الاحتجاج، في وقت شددت السلطات الفرنسية على إجراءات منح التراخيص بتنظيم الحركات الاحتجاجية والمسيرات والمظاهرات. وربط المصدر بين قبول ليفي المشاركة في الاعتصام والتكهن بمنح حركة ''رشاد'' ترخيصا لتنظيمه، للنفوذ الكبير الذي يتمتع به ليفي في أوساط اللوبي الصهيوني المتنفذ داخل دوائر صنع القرار في فرنسا. كما كشف المصدر أن الاعتصام المقرر تنظيمه أمام مقر سفارة الجزائر بباريس، ليس هو الموضوع الأول الذي جرى بشأنه الاتصال بين حركة ''رشاد'' واليهودي الصهيوني برنارد هنري ليفي، حيث سبق أن شهد الطرفان اتصالات بينهما، انتهت بتوسط ليفي لدى حركة ''رشاد'' لاستقبال عدد من قاداتها في ليبيا نهاية سبتمبر الماضي من طرف مسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي، وهي الزيارة التي لم تكن لتتم لولا التأثير الذي مارسه ليفي على ''أصدقائه'' في صفوف قادة ليبيا الجدد، لتوجيه دعوة رسمية لوفد حركة ''رشاد''. وكان من بين عناصر وفد ''رشاد'' الذي زار العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي، المدعو محمد العربي زيطوط، الذي سبق له أن اشتغل في السفارة الجزائريةبطرابلس، قبل أن يفر إلى أوروبا إثر ملاحقته من طرف السلطات الجزائرية بتهمة اختلاس وتحويل أموال من السفارة. كما سجل المصدر وجود رابط بين اعتزام ليفي المشاركة في اعتصام 11 جانفي تضامنا مع ''الفيس'' وبين قيام نجل عباسي مدني الرجل الأول سابقا في الحزب المحظور، بإطلاق قناة فضائية بمساعدة من جهات أجنبية.