عالجت محكمة جنايات العاصمة مؤخرا واحدة من قضايا القتل العمدي التي راح ضحيتها تاجر يقطن بحي الوئام ببئر مراد رايس دفعه غضبه إلى الاعتداء على حرمة منزل جاره وتهديد جميع أفراد العائلة بالقتل بواسطة سكين دون أن يدرك أن هذا الفعل سيقضي على حياته بعدما قرر فردان من العائلة الانتقام ووضع حد لحياة المعتدي على منزلهما. التمس ممثل الحق العام بمحكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة عقوبة الإعدام ضد شقيقين توبعا بارتكاب جريمة القتل العمدي مع سبق الاصرار والترصد والتي راح ضحيتها تاجر وأب لطفلين، والتمس تطبيق القانون ضد (كلونديستان) توبع بارتكاب جنحة عدم الإبلاغ عن جناية وتعمد الحيلولة دون القبض على الجاني أو البحث عنه، وهي تفاصيل الجريمة التي احتضنها حي الوئام بتاريخ 25 جانفي 2009، على الساعة ال19.20 والتي انكشفت خيوطها عندما تلقت مصالح الأمن بالمنطقة نداء مستعجلا، مفاده وقوع شجار أدى إلى وفاة أحد المتشاجرين بإحدى عمارات الحي، حيث تم التنقل إلى عين المكان ونقل الضحية الذي تلقى عدة طعنات قاتلة على مستوى البطن والظهر إلى المستشفى، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، فيما تم فتح تحقيق في القضية التي توبع فيها كل من المتهم (س. م) وأخوه (س. ا) والمتهم الثالث (م. ف) وهو متهم غير موقوف، حيث ألقي القبض على المتهم الأول وهو بمحطة نقل المسافرين ببئر مراد رايس، فيما تم القبض على المتهم الثاني بمنطقة تيقصراين في منزل أخته. المتهم الرئيسي اعترف بطعنه للضحية الذي يعتبر جاره، انتقاما لحرمته بعدما قام هذا الأخير بالصعود إلى منزلهم العائلي وهو يحمل سكينا مخبأ في جواربه بعد نزاع نشب بينه وبين شقيقه المتهم الثاني في القضية بعدما اعترض طريقه وأسمعه وابلاً من الشتائم، مصرحا أنه لم تكن لديه نية قتل الضحية بل كان في لحظة دفاع عن شرف عائلته. أما المتهم الثاني فقد صرح أنه يوم الواقعة وبينما اعترض طريقه عند مدخل العمارة الضحية وهو معروف بسلوكه السيء ففر منه، إلا أن الضحية لحقه إلى المنزل وبدأ يطرق الباب بطريقة جنونية في الوقت الذي كان فيه المتهم الرئيسي يحضِّر وجبة العشاء، ليتفاجأ بالضحية ومعه السكين فقام مباشرة بإحضار سكين من النوع الكبير من مطبخ البيت وقام بطعن الضحية عدة طعنات على مستوى الظهر والبطن وبعدها قام رفقة أخيه بالذهاب إلى منزل (الكلونديستان)، وطلبا منه إيصالهما إلى منطقة تيقصراين (منزل أخته) مقابل مبلغ مالي، وأكد المتهم أن سائق السيارة لم يكن على علم بالجريمة وأنهما فرا خوفا من أصدقاء الضحية، ليصلهما فيما بعد خبر وفاته. من جهته ممثل الحق العام طالب بتسليط عقوبة الإعدام ضد المتهمي،ن مشيرا إلى أن الوقائع خطيرة وأن التهمة ثابتة في حق المتهم الرئيسي الذي حاول إعفاء أخيه من التهمة، خاصة وأن تقرير الخبرة الطبية أكد أن المتهم تلقى 7 طعنات قاتلة على مستوى البطن والظهر، وقال إنه قام بمفرده بطعن الضحية دفاعا عن شرفه ولم يقصد قتله، وقد أجّل النطق بالحكم إلى وقت لاحق.