فتحت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة قضية اهتز لها الحضور في الجلسة، بالنظر إلى بشاعة الصور التي عرضتها هيئة المحكمة أمام الحضور، حيث قضت بإعدام المتهمين. القضية متمثلة في القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد وارتكاب الأعمال الوحشية والسرقة، كان قد راح ضحيتها شيخ في ال74 من عمره، وجهت له أزيد من 43 طعنة معظمها في الظهر، وضربات بالساطور إلى القلب وعدة ضربات بالمقلات على الرأس وطعنات عديدة في الفخد والصدر والبطن. ممثل الحق العام شبه المتهمان في قضية الحال بالمجرمين الذين يملكون مايسمى قانونيا بالكمون الإجرامي، ويملكون حسا إجراميا قويا، جعلهم يستعملون اسلحة بيضاء ثقيلة وكأنهم سيدخلون في حرب عصابات، لذلك فإن ما ارتكبوه يدخل في دائرة الاغتيال وهو اخطر من القتل حسبه بعد ان باغتوا الضحية بأربعة سكاكين من مختلف الأحجام، احدهم عبارة عن سيف وساطور وفرشاة ومقلات ... كل هذه الاسلحة لقتل صاحب حانة المنصورة الواقعة بحي لاكولون بحيدرة، مقابل سرقة 140 الف دينار جزائري. ليلتمس ممثل الحق العام بكل ارتياح عقوبة الإعدام للمتهمين اللذين لا يتجاوز سنهما الثلاثين من العمر. وقائع الجريمة تعود -حسب قرار الإحالة- إلى شهر فيفري من 2007، حينما اهتز سكان العاصمة على وقع جريمة شنعاء بالنظر إلى التشويه الذي تعرضت له جثة الضحية، وحسب ما دار في الجلسة فإنه بعد 15 يوما من الواقعة ذهب المتهم الأول المسمى (ب.س) إلى مصالح الأمن الحضري بالمنطقة للاعتراف بارتكابه لجريمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد إلى جانب المتهم الرئيسي المسمى (ب.ف) الذي بدا واثقا من نفسه امام هيئة المحكمة وحاول التنصل من المسؤولية ببساطة كبيرة، بعد أن نفى كل تصريحاته الأولية ولفقها إلى المتهم الثاني. فيما اعترف المتهم الثاني وهو دهان يقطن بنفس العمارة المتواجدة بها الحانة إلى جانب المتهم الرئيسي بشارع البشير الابراهيمي زلاكولونس بحيدرة واكد انه ضحية ضغوطات صادرة من المتهم الأول الذي خطط لقتل الضحية قبل اسبوع من الواقعة، لأنه كان بأمس الحاجة إلى الأموال لإتمام مراسيم زفافه واختار شريكه في الجريمة، بعد أن هدده بكشف أنه كان يمارس عليه الجنس عندما كان صغيرا، الأمر الذي لم يتقبله المتهم الثاني، وفعلا رضخ لأوامره واختارا يوم الجمعة بحكم أن الحانة والمطعم خالية على عروشها، حيث أحضرا خنجر من المنزل وقصدا الحانة على الساعة ال18.00 مساءا، حينما تاكدا أنها خالية من الزبائن، طلبا من صاحب الحانة إحضار كحول زالروجس اضافة إلى تحضير بعض المأكولات الخفيفة، الضحية دخل إلى مطبخ الحانة لأجل اعداد الطعام، قبل أن يباغته المتهم الرئيسي مباشرة، حيث بدأ بتوجيه طعنات على مستوى الرجل لإسقاطه، قبل أن يتدخل المتهم الثاني، الذي شارك معه في القتل، حيث احضر مقلاة وضرب بها الضحية، إضافة إلى طعنه ب19 طعنة على مستوى الظهر بواسطة سيف، وعدة طعنات اخرى بلغت 34 طعنة بالبطن والصدر، إلى جانب ضربات بالفرشاة و3 ضربات بالساطور وجهت إلى قلب الضحية، اردته قتيلا. المتهمان قاما بمسح كل اثار الجريمة حسب النائب العام، الذي اكد أن مصالح الشرطة العلمية مكثت ساعتين في الحانة دون أن تحصل على أي بصمة لأن المتهمان قاما بمسح اداة الجريمة ومسح ارضية الحانة، قبل ان يقوما بسرقة مبلغ 140 الف دينار جزائري كانت في خزانة الحانة، وتوجها بعدها مباشرة إلى منطقة بئر مراد رايس، حيث رما أدوات الجريمة في مكان مهجور وعميق، حيث تطلب تدخل أعوان الحماية المدنية لأجل استخراجها.. المتهم (ب.س) الذي قام بالابلاغ هو من اقتادهم إلى مكان الاسلحة البيضاء. أما المتهم الرئيسي فقد نفى كل التهمة الموجهة إليه وحاول إفهام المحكمة أنه تعرض للتعذيب بواسطة الكهرباء من قبل مصالح الأمن، إلا أن ممثل الحق العام واجهه بتصريحاته التي اكدها عند قاضي التحقيق وأن الشهادة الطبية تؤكد عدم تعرضه للتعذيب، والتمس في حقهما عقوبة الإعدام.