استعرضت محكمة جنايات العاصمة أمس واحدة من أبشع جرائم قتل الأصول راح ضحّيتها شيخ في السبعينات، أقدم فلذة كبده بعد أن تجرّد من أحاسيسه وأعمى الغضب بصيرته على إزهاق روحه بتوجيه له 4 طعنات قاتلة بواسطة سكين (بوشية) لتدخّله المستمرّ في شؤونه الخاصّة. وهو الملف الذي أقرّت فيه هيئة المحكمة بعد المداولات القانونية بإحالة الجاني على مستشفى الأمراض العقلية بالبليدة (فرانتز فانون) بعد أن كشف تقرير الطبيب الشرعي أنه يعاني من نوبات جنون حادّة، هذا في الوقت الذي طالبت فيه النيابة العامّة بتسليط عقوبة الإعدام عليه واعتبرت التزامه الصّمت وتظاهره بالجنون وسيلة للنّجاة من السجن، خاصّة وأن تقرير الطبيب أكّد أن الجنون الذي أصيب به المتّهم هو جنون من نوع (اضطهادي)، أي بعد ارتكابه الجريمة معتمدا على تصريحاته التي أدلى بها في محاضر الضبطية القضائية، أين اعترف بأنه لم يكن ينوي وضع حدّ لحياة والده بل تخويفه حتى يتوقّف عن ضربه والتدخّل في شؤونه الخاصّة. وبالعودة إلى الجريمة البشعة التي احتضنها حي (العقيد شعباني) بالدار االبيضاء ليلة 29 ماي 2010 فقد تمّ اكتشافها بعد تلقّي مصالح الأمن نداء مفاده تعرّض شيخ في السبعينات من العمر للضرب بواسطة سلاح أبيض. وعليه تنقّلت مصالح الأمن إلى عين المكان وتمّ نقل الضحّية إلى مستشفى الرويبة أين لفظ أنفاسه متأثّرا بجروح عميقة جرّاء إصابته في أنحاء مختلفة من جسده وتسبّبت له في نزيف داخلي حادّ. وبعد استجواب الأشخاص الذين كانوا في مكان الجريمة تبيّن أن الفاعل هو (أ. رشيد) الابن البكر للضحّية ذو مستوى جامعي، وقد أصيب بمرض عقلي سنة 1988 بعدما فشل في جميع علاقاته العاطفية، كما أنه كان معروفا بعشقه للنّساء، الأمر الذي استدعى تدخّل والده المسنّ لردعه عن تصرّفاته فلجأ إلى ضربه وتوبيخه. غير أن الجاني فقد صوابه ليلة الواقعة بعدما دخل والده غرفته ووجّه له عدّة طعنات. وقز حاول الضحّية في تلك الأثناء الفرار من بطش ابنه، غير أنه لحق به إلى الشارع واسترسل في قتله. المتّهم عند مواجهته بجناية قتل الأصول رفض الحديث، وبعد إلحاح من القاضي صرّح بأنه فعل ذلك انتقاما من والده الذي كان يعتدي عليه بالضرب ولم يشفع له أنه مختلّ عقليا ويعاني من عشقه المفرط للنّساء.