* لعفاب يحذّر من أجندات أجنبية تشكّل خطرا على الجزائر عبّر جون إيف لودريان وزير الدفاع الفرنسي أوّل أمس الثلاثاء عن تمسّكه باللّجوء إلى الحلّ العسكري في شمال مالي مبديا استعداد بلاده للعمل إلى جانب دول الاتحاد الأوروبي لمحاربة من وصفهم بالجماعات الإرهابية التي تسيطر على المنطقة، ومن جانبه حذّر محمد لعفاب أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإعلام والعلوم السياسية من المؤامرات الخارجية التي تحاك ضد الجزائر لجرّها إلى مواجهات عسكرية بمالي، مستبعدا من جانب آخر حدوث تدخّل عسكري أجنبي بمنطقة الساحل. أبدى وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان في حديث له مع الصحافة أوّل أمس الثلاثاء تمسّك بلاده بالحلّ العسكري في شمال مالي، معربا عن استعدادها للعمل مع بلدان الاتحاد الأوروبي لمحاربة الجماعات المسلّحة التي تنشط بالمنطقة. ومن جهته، استبعد الأستاذ الجامعي محمد لعفاب حصول تدخّل أجنبي في منطقة الساحل، داعيا السلطات الجزائرية إلى التنبّه والعمل على تأمين الحدود، كما حذّر في سياق آخر من أجندات دولية أجنبية تحاول جرّ الجزائر إلى مواجهات مع الجارة مالي بهدف تشتيت المنطقة والاستفادة من خيراتها. فرنسا تتمسّك بالحلّ العسكري في مالي لم يخف وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان في حديث له مع الصحافة الفرنسية أوّل أمس الثلاثاء استعداد باريس للمشاركة في تدخّل عسكري في شمال مالي لمواجهة من أسماهم بالجماعات الإرهابية التي تسيطر على المنطقة، حيث أشار في ردّه على سؤال لصحفي بجريدة (لوباريزيان) الفرنسية إلى أهمّية القرار الذي صادق عليه مجلس الأمن نهاية الأسبوع الماضي بشأن الوضع المالي، والذي حمل رقم (2056)، معتبرا إيّاه خطوة مهمّة بالنّظر إلى الوضع في المنطقة. في سياق آخر، تطرّق لودريان إلى الوضع المالي الذي رأى أنه قد أسيء تقديره، مشيرا إلى أن الوضع السياسي يعيش هشاشة نتيجة سقوط نظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، والذي أدّى إلى رحيل جزء من مليشياته إلى مالي. وفي هذا الصدد دعا وزير الدفاع الفرنسي مجلس الأمن إلى ضرورة فرض عقوبات على المتمرّدين المتحالفين مع ما يعرف بتنظيم القاعدة في شمال مالي التي حذّر الوزير من تحوّلها إلى معقل للجماعات الإرهابية في إفريقيا. ودعا وزير الدفاع الفرنسي في ذات السياق دول الاتحاد الإفريقي إلى ضرورة إيجاد حلّ سريع للأزمة المالية بتحديد الطرق والسبل المناسبة، وأعرب من جانب آخر عن استعداد الاتحاد الأوروبي لمساعدة الاتحاد الإفريقي للخروج من هذه الأزمة قائلا: (إذا كانت هذه المبادرة الإفريقية بحاجة إلى دعم من الجهات الفاعلة الأخرى فمن الأفضل أن يكون ذلك من قبل أوروبا). وتتزامن تصريحات وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان مع توافق الاتحاد الأوروبي مع وجهة النّظر الجزائرية التي تدعو إلى ضرورة الاعتماد على حلّ سياسي لإنهاء الأزمة في شمال مالي دون اللّجوء إلى التدخّل العسكري الذي تؤيّده فرنسا وتنادي به بلدان الاتحاد الإفريقي. حيث أعرب جيل دو كيركوف منسّق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب أوّل أمس الثلاثاء لدى لقائه بالوزير المنتدب المكلّف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل عن تأييد الاتحاد الأوروبي لخيار الحوار السياسي لحلّ الأزمة المالية، حيث صرّح قائلا: (مقاربات الاتحاد الأوروبي والجزائر تتوافقان بخصوص البحث عن حلّ للأزمة في مالي). لعفاب: "على الجزائر التزام الحياد" في تعليقه على تصريحات وزير الدفاع الفرنسي استبعد محمد لعفاب الأستاذ الجامعي بكلّية الإعلام والعلوم السياسية حدوث تدخّل عسكري أجنبي في مالي كون الظروف غير مهيّأة لذلك، مشيرا إلى أن التصريحات الفرنسية غير سليمة، وأن جميع المؤشّرات تعارض حصول التدخّل الأجنبي، لا سيّما مع انشغال الولايات المتّحدة الأمريكية بالتحضير للانتخابيات الرئاسية، وهو ما سيمنع الرئيس الأمريكي من المشاركة أو تأييد الفكرة للحفاظ على سمعته وشعبيته، إضافة إلى فقدان فرنسا لعدد من جنودها في أفغانستان مؤخّرا، وهو ما أثار بلبلة وصخبا كبيرين لدى الأوساط الشعبية، إلى جانب تأييد الاتحاد الأوروبي لفكرة الحلّ السياسي وهو ما سيمنع فرنسا من القيام بأيّ تدخّل في الأراضي المالية، لا سيّما وأنها اشترطت أن يكون تدخّلها بالاشتراك مع أطراف أخرى. في سياق آخر، حذّر محمد لعفاب ممّا أسماها بأجندات دولية لقوى استعمارية تسعى إلى جرّ الجزائر إلى مواجهات عسكرية في مالي قصد تشتيت المنطقة وتقسيمها للاستفادة من طاقاتها وخيراتها، معتبرا أن الزجّ بالجزائر في مواجهات بأدغال مالي أمر جدّ خطير، خاصّة وأن العقيدة العسكرية الجزائرية تشدّد على عدم تدخّل الجزائر ولو بجندي واحد في أراضي أجنبية. وأضاف الأستاذ الجامعي في ذات السياق أن تدخّل الجزائر سيكسر هذه القاعدة وسيدفع بالقوى الاستعمارية إلى طلب المزيد كالدّعم المالي واللوجيستيكي، وهو ما سيشكّل خطرا على الجزائر التي تعتبر دولة في طريق التنمية. كما أشار لعفاب في سياق آخر إلى العلاقات الطيّبة التي تجمع البلدين، مبيّنا أن الجزائر ساهمت في الدّفع بعجلة التنمية بمالي عن طريق المساهمة في صندوق التنمية في مالي، إلى جانب لعبها دور الوساطة في الكثير من المناسبات. أمّا عن التهديدات التي أطلقتها الجماعة التي تعرف بحركة التوحيد والجهاد، والتي قيل إنها انشقت عمّا يعرف بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بنقل المواجهات العسكرية من شمال مالي إلى صحراء الجزائر فقد اعتبرها أستاذ العلوم السياسية أمرا عاديا كون هذه الجماعات ليست غريبة عن الجزائر التي تعتبر من أولى الدول التي شرعت في محاربة ما يعرف بالجماعات الإرهابية، ودعا إلى ضرورة تأمين الحدود وحمايتها والدفاع عنها بكلّ قوّة دون التورّط في القضايا الداخلية لأيّ بلد. وللتذكير، فقد نقلت مصادر إعلامية في وقت سابق بيانا عن حركة التوحيد والجهاد لم يتسنّ لنا التحقّق من صحّته، حمل تهديدا للجزائر بتنفيذ عمليات إرهابية ضد مصالحها ونقل المواجهات العسكرية من مالي إلى صحراء الجزائر في حال استعمالها القوّة لتحرير الرّهائن السبعة الذين اعتبرهم البيان أسرى حرب، وشدّد البيان في هذا السياق على تمسّك الحركة بطلبها فدية تقدّر ب 15 مليون أورو.