تعرف بعض الأسواق عرض مواد عرفت باستهلاكها الواسع في رمضان بأثمان بخسة على عكس ما تعرفه في هذه الآونة بالذات على مستوى المحلات من لهيب، إلا أن ذلك ليس رأفة بالزبون والأخذ بيده من أجل التحضير للشهر الكريم خاصة وأن الكل على يقين من استعداد المواطنين لرمضان باقتناء بعض المواد فراحوا إلى عرض مواد منتهية الصلاحية عبر طاولات البيع لإسالة لعاب الزبائن، لكن ما إن يتفقد الزبون تاريخ صلاحيتها حتى يظهر له أنها غير صالحة للاستهلاك واستنفدت صلاحيتها. ويتكرر السلوك في أغلب الأسواق خاصة وأن أغلب التجار راحوا إلى إخراج سلع السنة الماضية وعرضوها على الزبائن، وهي مواد لا يستهلكها الزبائن بكثرة إلا في رمضان على غرار الفواكه الجافة التي عرفت الظاهرة، وتم عرض أكياس منها ويظهر من تاريخها أنها استنفدت صلاحيتها، وبعد أن يسيل الثمن لعاب الزبائن كونه حدد تبعا لقدمها ونجده ينزل بكثير عن السلع الصالحة للاستهلاك، إلا أنهم يفرون مباشرة بعد تفحص تاريخ إنتاجها ونفاد صلاحيتها ولا ننفي أن بعضهم سقطوا في ورطة بعد أن غرهم الثمن ووجدوا أنفسهم يقتنون سلعا منتهية الصلاحية ونحن على أبواب شهر رمضان المعظم الذي يتطلب التحلي أكثر بمكارم الأخلاق التي غابت وللأسف عن بعض التجار. وفي زيارة لنا عبر بعض الأسواق على غرار مارشي 12 وباش جراح وساحة الشهداء قابلتنا مختلف الطاولات التي عرضت تلك المواد منتهية الصلاحية منها البرقوق الجاف أو كما يعرف بالعينة، وكذلك الزبيب إلى جانب المشمش الجاف بحيث عرضتها بعض الطاولات وهي فاسدة، والطامة الكبرى أن بعض الزبائن تهافتوا عليها بعد أن وقعوا في فخ الأثمان خاصة أن الكثيرين لا يتفقدون تاريخ الصلاحية فالمهم هو استفادتهم من ثمن بخس لاسيما مع اللهيب الذي تشهده تلك المواد قبيل رمضان، بحيث لفحت أثمانها جيوب المواطنين مما أدى بهم إلى البحث عن فرص يقل فيها الثمن فوقعوا في مصيدة السلع الفاسدة التي تؤثر على صحتهم. ما أعلمنا به المواطنون على مستوى سوق مارشي 12 بالعاصمة ذلك السوق الذي يعرف إقبالا كبيرا في أغلب المناسبات الدينية، إلا أن الزبائن اصطدموا بعرض سلع منتهية الصلاحية بأثمان بخسة على مستوى الطاولات مما يؤثر على الصحة العامة، إلى جانب المكر والخداع الذي تميز به بعض التجار، ما وضحته إحدى السيدات على مستوى السوق، بحيث قالت إنها وقفت شخصيا على الموقف وراح أحدهم يعرض أكياس البرقوق الجاف المستعمل بكثرة في رمضان بسعر ينزل عن الأثمان التي أعلنتها المحلات النظامية، إلا أنه وبعد تفقد التاريخ وجدت أن تلك السلعة قد نفدت صلاحيتها في شهر أفريل من السنة الجارية مما يجعلها غير صالحة للاستهلاك، وما إن أدركت الأمر حتى وضعت الكيس وفرت من هناك من دون أن تناقش الموضوع مع التاجر الذي سوف يبرر فعلته حتما. وفي زيارة لنا إلى ذات السوق وقفنا بالفعل على سلع منتهية الصلاحية عرضت للمواطنين قبل رمضان بعد تيقن التجار بالإقبال الكبير عليها، منها الفواكه الجافة على غرار البرقوق الجاف الذي عرض بسعر 150 دينار لكيس يزن رطلا على خلاف ما هي عليه وتيرة الأسعار في المحلات الأخرى، بحيث وصل سعر الكيلوغرام إلى 400 دينار إلى غيرها من الفواكه التي تظهر عليها آثار القدم كالزبيب الذي ظهر في أغلبه مخضرا مما يدل على فساده وحتى المشمش الجاف.