كثّفت مصالح وزارة التجارة من مراقبتها لأسواق الجملة لبيع المواد الغذائية، بعد أن عثرت فرق الرقابة، بعدة محلات، على كميات معتبرة من الفواكه الجافة منتهية الصلاحية والمتعفنة، التي يعاد عرضها للبيع بسعر أقل، وإغراق السوق بهذه المواد المستوردة عشية شهر رمضان. أوضحت مصادر مسؤولة ل''الخبر'' بأن ''الكميات المعتبرة من الفواكه الجافة، التي يتم عرضها، منذ أيام، يتم التدقيق في تاريخ صلاحيتها، وعرض عينات منها على مخابر التحليل''، كما تبين وجود كميات منها منتهية الصلاحية، وأصابها العفن بعدد من المحلات، خاصة في الجزائر العاصمة. ويقوم عدد من التجار بتحضير أطنان من الفواكه الجافة، التي يكثر عليها الطلب قبل وخلال شهر رمضان، لتحضير الأطباق التقليدية، بإغراق المحلات بها، خصوصا العنب المجفف والبرقوق والمشمش، حيث يتم إخضاعها للشمس أو للبخار لتبدو صالحة للاستهلاك، في حين أن سعرها يقل بكثير عن السعر المعروف، والمقدر ب400 دينار للكيلوغرام الواحد. وحذّر الأمين العام للاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، صالح صويلح، من عدم فرض رقابة صارمة على عدد من التجار الطفيليين الذين يقتنون الفواكه الجافة ويستغلون فترة الصيف ورمضان لطرحها في السوق، بسبب تزايد الطلب عليها على مائدة الجزائريين في الأعراس وموائد الإفطار. وقال المتحدث بأن ''فضيحة من هذا النوع سجلت في بعض المحلات رمضان الماضي. ونحن لا نستبعد أن يتكرر نفس المشهد هذه الأيام، وتزايد حالات التسمم الغذائي في الأفراح بسببها''. أما رئيس فيدرالية جمعيات المستهلك، زكي حريز فصرح، فقال بأن ''الرقابة يجب أن تكون صارمة في الأسواق والمحلات، خصوصا وأن الفواكه الجافة التي تسوّق لا يتم تخزينها في ظروف مناسبة، فتتخمر وتنبعث منها رائحة الكحول، وهو ما يعرف ب''التخمر الكحولي''، لأنه مادة سكرية''. ولا يمكن للتجار الذين يستوردون كميات معتبرة منها أن يقوموا بإتلاف هذه البضاعة، عن طريق تحويلها إلى علف للمواشي والأبقار، ويقومون بعرضها في الأسواق بأسعار أقل، تصل حدود 200 دينار للكيلوغرام الواحد، بسبب جهل المستهلك بحقيقة هذا المنتوج. وتتسبب هذه الفاكهة في وقوع تسممات، بسبب الفطريات التي تتكون فيها، وتزيد خطورتها خلال فصل الصيف، في غياب الثقافة الاستهلاكية، وأمام تزايد جشع مافيا المواد الغذائية قبل رمضان، خصوصا وأن كساد هذا النوع من المواد يمتد على طول السنة تقريبا.