لقي ما لا يقل عن 112 جزائري مصارعهم غرقا خلال فترة لم تتعدّ ال 45 يوما، وحسب ما يمكن استنتاجه من الأرقام الرّسمية المقدّمة بهذا الخصوص فإن الجزائر تشهد غرق مواطن واحد على الأقل كلّ عشر ساعات، وهو معدل مرتفع. والمثير للاهتمام أن أغلب الغرقى تمّ تسجيلهم بعيدا عن شواطئ البحر، أي في السدود والبرك المائية، ما يستدعي اتّخاذ إجراءات استعجالية لوضع حدّ لهذه المأساة المتواصلة التي تتكرّر صيف كلّ سنة بالجزائر. كشف الملازم نسيم برناوي من خلية الاتّصال للمديرية العامّة للحماية المدنية أن تدخّل وحدات الحماية المدنية خلال الفترة الحالية من فصل الصيف تزداد يوميا بمعدل أكثر من 2600 تدخّل يومي في جميع المجالات، سواء حرائق الغابات أو في الشواطئ أو الإجلاءات الصحّية أو حوادث المرور.وأكّد الملازم نسيم برناوي خلال استضافته في برنامج (حوار اليوم) الذي يبثّ على القناة الأولى للإذاعة الوطنية أن الحماية المدنية تقوم بعمل جواري تحسيسي متواصل، مشيرا الى قافلة الوقاية والتحسيس التي انطلقت منذ شهر ماي إلى يومنا هذا تجوب الولايات من أجل أخطار البحر والسباحة، وكذا حرائق الغابات وحوادث الطرقات تزامنا مع فصل الصيف، مضيفا أن الإذاعات الجهوية تساهم بقدر كبير في العمل الجواري. 55 غريقا في الشواطئ وأكثر من 30 ألف تدخّل كشف برناوي أنه سجّل توافد كبير على البحر من طرف المصطافين والسياح خلال فترة شهر، حيث تمّ إحصاء أكثر من 47 مليون مصطاف وسجّلت مصالح حراسة البحر والاستجمام 30 ألف و462 تدخّل على مستوى الشواطئ والحصيلة منذ الفاتح جوان تقدّر ب 55 حالة وفاة غريق، منها 39 على مستوى الشواطئ غير المحروسة والممنوعة من السباحة و16 في الشواطئ المسموحة 10 منهم خارج أوقات الحراسة قبل الثامنة صباحا أو بعد السابعة مساء وأغلبهم في الليل. ومن جانب الولايات التي سجّلت فيها أكبر نسبة الوفيات تتصدّر ولاية جيجل 09 وفيات 05 في الشواطئ الممنوعة، ثمّ ولاية مستغانم 08 وفيات وبومرداس 05 وفيات وسلمت ولاية الطارف من وفيات الغرقى. مأساة في الأماكن المائية المغلقة كما أفاد الملازم نسيم برناوي بأنه منذ الفاتح جوان تمّ إحصاء غرقى الأماكن المائية المغلقة ب 57 حالة وفاة، 15 منها على مستوى السدود، 14 في الأودية، 13 في المجمعات المائية، 06 في البرك المائية و09 في الأحواض المائية. وحسب الولايات تتصدّر الولايات الداخلية نظرا لبعدها عن البحر وارتفاع درجة الحرارة والفئة المتضرّرة هي فئة الأطفال من 06 سنوات إلى 18 سنة. ورغم العمل التحسيسي والجواري الذي قامت به الحماية المدنية تبقى المسؤولية يتحمّلها الأولياء لعدم تتبّع تحرّكات أبنائهم. 214 حريق في 15 يوما قال الملازم برناوي إنه سجّل ارتفاع للحرائق خلال 15 يوما الأولى من شهر جويلية مقارنة بشهر جوان بعدد 214 حريق للغابات، حيث تسبّبت في إتلاف مساحة مقدّرة ب 1171 هكتار. وموازاة مع ذلك التدخّلات سمحت بإنقاذ أكثر من 13 ألف 608 هكتار من الغابة بالتنسيق مع مصالح الغابات، فإن العوامل المتسبّبة في حرائق الغابات منها الطبيعية والبشرية في غياب الثقافة الوقائية. وأبرز برناوي أن أكثر الولايات المتضرّرة تأتي في المقدّمة ولاية تيزي وزو ب 29 حريقا وخسارة 82 هكتار، ولاية عين الدفلى ب 27 حريقا تسبّب في إتلاف 157 هكتار، ولاية جيجل ب 16 حريقا و120 هكتار، ثمّ ولاية أم البواقي ب 03 حرائق والخسائر مقدّرة ب 176 هكتار. ومن جانب الأدغال سجّل 126 حريق تسبّب في إتلاف مساحة مقدّرة ب 1070 هكتار من مجمل مساحة محمية مقدّرة ب 1288 هكتار. 1000 قتيل على الطرقات في 5 أشهر كما أشار الملازم برناوي إلى أن حصيلة حوادث الطرقات في ارتفاع، خاصّة في شهر جوان ومنتصف شهر جويلية في ظلّ تزايد حركة المرور مع العطلة الصيفية. ففي حصيلة من 12 إلى 15 جويلية سجّل 31 حادثا مروريا مميتا خلّف 31 حالة وفاة وأكثر من 100 جريح على مستوى مختلف الطرقات الوطنية. وفيما يخص الخماسي الأوّل سجّلت الحماية المدنية تقريبا 1000 قتيل و20 ألف جريح بمعدل 10 حوادث مرور و10 وفيات يوميا، والعامل البشري يتصدّر حوادث المرور في عدم احترام قانون المرور والسرعة المفرطة والتجاوزات غير القانونية والمناورات ونجمت عنها نسبة من المعاقين.