ساعات قبيل دخول شهر الصيام، انتشرت طاولات التجار الفوضويين بمدينة المسيلة بشكل كبير، حيث أخذ أصحابها في استغلال بعض الساحات الشاغرة والمساحات الخضراء، الأمر الذي أزعج السكان وجعلهم يغادرون المشي في الأرصفة ويزاحمون السيارات في الطرقات، وقد أحدث هذا النوع من التجارة اختناقا كبيرا على مستوى الأحياء الضيقة والشعبية وحتى بعض الأحياء الكبيرة التي تقصد بسبب انتشار التجار الفوضويين كحي (لاسيتي واشبيليا وساحة الشهداء وغيرها)، وأصبح المواطنون وزائرو المدينة يرون في هذا الاختناق المروري هاجسا حقيقيا يتسبب في عرقلتهم وتعطيل مختلف مصالحهم، بغض النظر عن الفوضى والغبار المتطاير والدخان الذي تخلفه السيارات، وكذا بقايا السلع التي شوهت وجه الأحياء، وقد زاد الطين بلة العدد الكبير الذي أصبحت تحصيه حظيرة الولاية من المركبات بمختلف أنواعها، وبقاء شبكة الطرقات الداخلية على حالها منذ سنوات عديدة رغم الحديث المتكرر عن مخطط مروري يحل مشكلة الازدحام وحتى غلق بعض الشوارع، ولعل الشارع الذي يتسبب وبصفة أساسية في إحداث هذه الزحمة، ذلك الذي يربط حي لاروكاد (المخرج الشرقي لمدينة المسيلة)، مع حي إشبيليا و5 جويلية على مستوى المخرج الغربي للمدينة، حيث يعتبر هذا المسلك النقطة السوداء في جميع محاولات السلطات الولائية للتخفيف من هذا الضغط المروري، نتيجة ضيق الشوارع من جهة، وانتشار تجار الأرصفة وباعة الطاولات في أجزاء عديدة منه، كساحة الشهداء، وترقية بن طبي ..، ويقول المواطنون إن السلطات مجبرة أكثر من أي وقت مضى على اتخاذ تدابير وحلول جذرية لهذا الإشكال الآخذ في التعقيد، لكن الأمر بقي على حاله بسبب عدم التحكم في الحد من مثل هذه السلوكيات وغياب الرقابة بشتى أنواعها على الأسواق والتجار والسلع، وخوفا من جهة أخرى من نشوب أعمال عنف قد تقع بسبب منع مثل هذه التجارة التي تعتبر مصدر رزق الكثير من العائلات.