اعتاد الكل على مشاهدة أفواج المتسولين مع بداية حلول الشهر الكريم، هم فئات من مختلف الأعمار رجال، نساء، شبان وشابات بل حتى عائلات تمارس الحرفة طيلة الشهر بالنظر إلى تيقنهم من منحهم الصدقات، كون أن كل الناس يصبون إلى فعل الخير في أيام رمضان أين تكون الحسنة بسبعين من أمثالها، لذلك عرفت أغلب الشوارع إنزالا قويا من طرف المتسولين بمختلف فئاتهم وأعمارهم. نسيمة خباجة اتسعت رقعة المتسولين عبر العاصمة وضواحيها وهي الآفة التي تشتكي منها العاصمة على غرار الولايات الأخرى خلال كامل أيام الشهر الكريم، فلا تكاد أي رقعة تخلو منهم ونشاهدهم أمام مختلف المحلات والمخابز والمتاجر الكبرى وبمحطات النقل وبالأسواق يمدون يدهم ويطلبون التصدق عليهم بل حتى منهم من يلح على المواطنين لإعطائه صدقة. وعلى الرغم من عزوف المواطنين على التصدق عليهم في غير رمضان خاصة وأن الكثير منهم انتهجها ومارسها كحرفة تدر عليه بالأموال، إلا أنهم وجدوا أنه ليس باستطاعتهم صدهم في أعز أيام الشهر الفضيل الذي يتطلب الإكثار من أفعال الخير من أجل التقرب إلى الله سبحانه وتعالى. ومع أن الجزائريين يضاعفون الصدقات في رمضان، إلا أن بعضهم لم يخف غضبه من بعض المتسولين الانتهازيين أو الموسميين الذين يتحينون المناسبات الدينية من أجل ممارسة حرفتهم المعهودة ويذهبون حتى إلى الإلحاح على العابرين منحهم الصدقات وبذلك يزعجونهم وهم يقضون مشاغلهم ويقتنون حاجياتهم، ما عبر به السيد عبد القادر الذي قال إنه يحتار لامتلاء الشوارع عن آخرها بالمتسولين منذ الأيام الأولى من رمضان المعظم ويذهبون إلى مزاحمة المواطنين في المخابز والأسواق ومختلف المتاجر ويجبرون العابرين على منحهم الصدقات، ناهيك عن هؤلاء الذين يحومون عبر الأحياء ويجرؤون حتى على طرق الأبواب وإزعاج الصائمين، ورأى حسب رأيه أن المحتاج الحقيقي لا يظهر وسط هؤلاء، حتى أنهم أذهبوا بانتهازيتهم ثقة الناس في الكل، وقال إنه شخصيا لا يتصدق على الأغراب ويختار المعوزين من الحي ومن معارفه لمنحهم الصدقات.