اعتدنا في مجتمعنا على انتشار المتسولين مع اقتراب المواسم الدينية على غرار عاشوراء وما هو حاصل في هذه الآونة ومنذ أواخر الأسبوع الماضي، بحيث استأنف المتسولون نشاطهم تزامنا مع حلول عاشوراء التي لم تعد تفصلنا عنها إلا أيام قلائل، مما أدى إلى تدفق العشرات من المتسولين والمعوزين على الأحياء الشعبية من مختلف الفئات والشرائح العمرية بحثا عن الصدقات التي يلهث خلفها البعض في عاشوراء كمناسبة لتزكية المال الذي بلغ النصاب ودار عليه حول كامل، مما أتاح الفرصة لهؤلاء من اجل جمع نصيب من الزكاة. ألفنا مشاهدة هؤلاء المعوزين وكذا المتسولين - فوجب التفرقة كون أن هناك العديدين ممن لبسوا ثوب الاحتياج وانتحلوا شخصية المحتاج الحقيقي- وهم ينتشرون عبر الأزقة والشوارع ويدورون حول الأحياء من احل جمع الصدقات مغتنمين في ذلك مناسبة عاشوراء كمناسبة عظيمة اقترنت بالزكاة وإخراج الصدقات من المال الذي توفرت فيه الشروط وبلغ النصاب. ذلك ما اغتنمه البعض لدق الأبواب في هذه الأيام بغرض الحصول على بعض ما تجود به أيادي المزكين، فهناك من ينهرونهم بعد انعدام ثقة الكل فيهم، وهناك من يأخذون بيدهم ويتصدقون عليهم بعد قراءة عوزهم من ملامح وجوههم ولا ننفي أن هناك الكثيرين ممن اتخذوا عاشوراء كمطية لكسب شفقة المحسنين، ذلك ما يؤكده اصطفاف العشرات منهم عبر الأزقة في هذه الأيام وهم محملون بالوصفات الطبية وبصور الأشعة لجلب عطف العابرين. وهذه الظاهرة تتزايد مع اقتراب المواسم الدينية على غرار عاشوراء ورمضان والعيدين المباركين، وينفرد كل موسم بنوع خاص من الصدقات ففيما تقترن عاشوراء بالأموال خاصة، ينفرد عيد الأضحى المبارك بالتصدق باللحم، وزكاة الفطر عادة ما تكون نقدا. آراء المواطنين حول هذه المسألة كانت مختلفة، ففيما عارض البعض منهم التصدق على بعضهم من المحتالين تجاوب البعض الآخر مع المعوزين الحقيقيين خاصة وأنهم لا يجدون سبيلا آخر للتصدق فيتسارعون إلى مد العون إلى أول من يطرق أبوابهم تزامنا مع عاشوراء. تقول الحاجة مريم أنها لا تعارض التصدق على من يطرقون بابها من المحتاجين لاسيما مع اقتراب عاشوراء فتقسم بينهم المال الذي توفرت فيه شروط الزكاة بعد أن يبلغ النصاب ويمر عليه حول كامل، خاصة وأنها عاجزة ولا يسعها البحث عمن تتصدق عليهم، ومن ثمة فهي لا تتوانى عن التصدق على من يطرق بابها في هذه الأيام، وقالت أن المحتاج الحقيقي يظهر من ملامح وجهه العوز والحاجة على خلاف المتسولين المحتالين الذي يظهر المكر والخداع على وجوههم لاسيما وأنهم ملحاحون جدا مما يؤدي إلى صدّهم. رؤوف كان له رأي آخر بحيث قال إن أغلبيتهم انتهازيون ويتحينون المواسم لإزعاج الكل في البيوت وبالشوارع، وقال إن ما هو حاصل عبر الأرصفة في هذه الأيام هو اكبر دليل على انتهازيتهم بحيث تضاعف عدد المتسولين الذين تحملوا بشتى أنواع الوسائل على غرار الوصفات والضمادات والأشعة الطبية خاصة وأنهم اصبحون يعدون الأيام والليالي قبل حلول الموسم بكثير، لاسيما وانه الصفقة المربحة التي تعود عليهم بأرباح طائلة ممن يقعون في فخ تلاعباتهم ومكرهم.