أبدت العديد من العائلات الجلفاوية خاصة ذوي الدخل المحدود والمتوسط استغرابها من تواصل مسلسل الارتفاع الفاحش لأسعار الخضر واللحوم بالرغم من مرور أسبوع كامل على هذا الشهر الكريم، حتى أنّ الأسعار ارتفعت على غير عادتها و هو ما جعل المتسوقين يُعرِبون عن استيائهم مما وصفوه بجشع التجار وسعيهم لكسب ثروة من المال في هذا الشهر العظيم على حساب (الغلابة). أصبح ارتفاع الأسعار والتهابها هاجسا يطارد ويؤرق المستهلك الجلفاوي رغم تصريحات الوزارات الوصية، في الوقت الذي يواصل فيه مسلسل القفز العالي لأسعار اللحوم والخضر عبر مختلف أسواق ولاية الجلفة سواء اليومية منها أو الأسبوعية خلال هذه الأيام لتصل إلى مستويات قياسية لم تعهدها من قبل هذه الولاية، وحسب ما رصدته (أخبار اليوم) من آراء المتسوقين فقد أجمعوا على أنّ الأسعار باتت تلهب الجيوب وتحد من القدرة الشرائية وتتحكم في نمط ومستوى المعيشة الذي ما فتئ ينحط ويتدهور. واشتكى مواطنو ولاية الجلفة أول أمس خلال جولة قامت بها جريدة (أخبار اليوم) والتي كانت وجهتها الأولى بالسوق الأسبوعي ببلدية حاسي بحبح من تواصل مسلسل الارتفاع والذي أرجعه الكثيرون إلى حركة السوق في العرض والطلب، حيث أكدوا في تصريحات متطابقة ل (أخبار اليوم) أنّ أسعار الخضر واللحوم بعد أسبوع من الشهر الكريم لم تتغير مطلقا، بل إنها واصلت ارتفاعها بشكل مفاجئ، واستنزفت جيوب (الغلابة) منهم، وهو الأمر الذي وجد فيه المواطنون استغلالا حقيقيا ترشح بين مطرقة الغلاء الفاحش من موقع وسندان التجار والمضاربين من موقع آخر، حيث أكد في ذات السياق أحد المواطنين الذين التقيناهم بالسوق المغطاة بعاصمة الولاية أنّ ثقافة الجشع وتطلعات الربح السريع أضحت مجالا خصبا لهؤلاء أشباه التجار الذي أكد في شأنهم أنّ قيم القناعة غابت عنهم، كما أنّ الرقابة الصارمة أصبحت منعدمة تماما بمختلف الأسواق، وقال في هذا الشأن البعض من الزبائن ل (أخبار اليوم) أنّ سعر البطاطا قفز إلى مستويات قياسية حيث وصل سعر الكيلوغرام بين 55 دينارا و 60 دينارا بعد أن كان لا يتجاوز 40 دينارا في أسوأ الأحوال، ولم ينجو المواطن من هذا الارتفاع الفاحش لأسعار البطاطا فقط، بل امتد الحال إلى باقي السلع، حيث وصل سعر (السلطة) من النوع الرديء ب 70 دينارا للحزمة، أما سعر الطماطم فقد تراوح ما بين 40 و 50 دينارا، في حين بلغ سعر الفلفل الحلو 100 دينار والجزر 55 دينارا، والواقع ذاته انطبق على أسعار اللحوم التي تستهلك كثيرا خلال رمضان، فقد وصل سعر اللحم إلى 800 دينار بالنسبة للماعز (الجدي) الذي كان سعره قبل رمضان يتراوح ما بين 650 و750 دينار، وما يفوق الألف دينار بالنسبة للحم الغنم، في حين بقي لحم الدجاج في مستوى 350 دينار، وعرف سعر اللحم المرحي المجمد ارتفاعا من 550 دينار إلى 600 دينار في بعض الحالات. من جهتهم أكد لنا بعض المواطنين الذين تحدثنا إليهم بأنّ هذه الأسعار ارتفعت مقارنة بالأسبوع الفارط، متسائلين عن التصريحات التي تم إعلانها بشأن ذلك والحديث عن مراقبة الأسعار وجعلها في متناول المواطن البسيط، يأتي هذا في الوقت الذي استبشر فيه مواطنو الولاية خيرا بعد سماعهم بانخفاض الأسعار من طرف المسؤولين والتطمينات بشأن استقرارها بعد انقضاء الأسبوع الأول من شهر رمضان، غير أنه ما هو موجود على أرض الواقع يثبت أنّ تصريحات الوزارات الوصية يعكس صورة مغايرة على ما هو موجود حاليا. هذا الواقع رمى بثقله عبر مختلف ولايات الوطن، وأثّر على كافة المواطنين في وقت لم تحرّك فيه وزارة التجارة وكافة هياكلها التي تتولى مراقبة الأسواق أي ساكن، ولم تستطع التحكم في هذا الارتفاع الفاحش في مختلف الأسعار الذي افتك بجيوب المواطنين والتجاوزات التي يمارسها التجار الموسميون في الأسواق اليومية وخارجها، بل باتت حتى الأنشطة الموازية تنشط في كل مكان وتحدّد الأسعار كما طاب لها دون أيّ رادع يذكر، أو ضابط يمكن أن ينظم نشاطها.