روى عدد من اللاجئين المسلمين الفارين من إقليم أراكان في بورما، تفاصيل مروعة حول ما تعرضوا له من معاناة على أيدي المتطرفين البوذيين، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى أحد مخيمات اللاجئين في بنغلاديش. ويستمر تدفق مسلمي الروهينجا الذي يعانون من التمييز الديني والعرقي في بورما إلى بنغلاديش، حيث يتركون كل ما يمتكلون خلفهم وينطلقون في رحلة شاقة للنجاة بأرواحهم تنتهي بهم في المخيمات داخل حدود بنغلاديش. وتحدثت عبيدة خاتون إحدى اللاجئات التي وصلت بنغلاديش قبل عدة أيام عما تعرضت له في بلادها، موضحةً أن بيتها هوجم وقتل المهاجمون زوجها وأخاها وعذبوها حتى ظنوا أنها ماتت وألقوا بها على ضفة النهر. وأكدت عبيدة خاتون أن مسلمي ميانمار لا تتاح لهم فرصة دفن موتاهم إذ يتم تحميل الجثث على عربات ونقلها لأماكن مجهولة. ولفتت إلى أن البنات هن أكثر من يتعرضن للتعذيب، حيث يتم اغتصابُهن وتعذيبهن حتى الموت، كما يتم القذف بالأطفال مثل الحجارة. وتؤكد عبيدة أنه لم يعد هناك ما يؤكل في أراكان، حيث لجأ المسلمون هناك إلى أكل جذوع أشجار الموز التي نفدت بدورها. وفي السياق ذاته، يحكي عبد الكلام الموجود في المخيم منذ فترة ما تعرض له ويقول إن المسلمين ليس بإمكانهم الذهاب إلى السوق للحصول على احتياجاتهم وليس بإمكانهم العمل، ومن يخرج منهم للعمل يتعرض للضرب كما حدث معه عندما تعرض للطعن بالسكين بسبب عمله، ثم ألقي به في السجن واتهم بالسرقة. ويقول عبد الكلام إنه في الفترة الأخيرة باتت منازل المسلمين تُستهدف بقذائف المولوتوف، إذ لم يعد يُعترف بحق المسلمين في الحياة في بورما. ويتعرض مسلمو خليج أراكان لعمليات عنف وقتل جماعية من قبل الجماعات البوذية المتشددة. وأكدت مصادر حقوقية أن عدد قتلى المسلمين في بورما بالآلاف بسبب الاعتداءات التي بدأت جوان الماضي ضدهم من قبل المتطرفين البوذيين بتواطؤ مع السلطات. واعترفت منظمة العفو الدولية بأن مسلمي بورما يتعرضون لانتهاكات على أيدي جماعات بوذية متطرفة وتحت سمع وبصر الحكومة.