عادت أسعار الخضر والفواكه بمختلف أسواق ولاية بومرداس، وخلال انقضاء الأسبوع الأول من شهر رمضان الفضيل إلى مستوياتها العادية، حيث عرفت انخفاضا نسبيا مقارنة مع الأسابيع الماضية، أين شهدت التهابا فاق كل التوقعات لاسيما فيما يتعلق بالمواد واسعة الاستهلاك، مثل البطاطا والجزر والطماطم التي كانت أسعارها ليست في متناول الجميع خاصة محدودي الدخل الذين لا حول ولا قوة لهم خلال شهر رمضان. هذا ما وقفنا عليه من خلال جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا إلى عدد من أسواق بومرداس على غرار دلس وبودواو وبرج منايل وغيرها من الأسواق المعروفة بكثرة الإقبال من المواطنين، أين لاحظنا عدم وجود تفاوت كبير في الأسعار لا يزيد عن 10 دنانير خاصة فيما يخص الخضر، فعلى سبيل المثال وجدنا أن البطاطا التي عرف سعرها تراجعا كبيرا مقارنة بالأسابيع الماضية، وهو ما كان جليا من خلال اللوحات الموضحة لسعرها والتي كانت تشير إلى 40 دج للكيلوغرام بعد أن وصلت خلال بداية الشهر الفضيل إلى 55 دج، أما فيما يخص الطماطم فقدر سعرها ب 70 دينارا بعد أن كانت تتعدى ال 90 دج لينخفض سعر الجزر إلى 60 دينارا بعد أن كانت 95 دج ووصلت في بعض الأسواق إلى 100 دج وبلغ سعر البصل 40 دينارا.. وعن أسباب هذا الانخفاض الذي مس بالدرجة الأولى محصول البطاطا واسعة الاستهلاك، كشف لنا بعض التجار الذين التقيناتهم في هذه الاسواق أن السبب الرئيسي يعود إلى وفرة الإنتاج هذه الأيام، وعن أسباب ارتفاع الأسعار فيما مضى فقد أعادها أحد الباعة إلى المضاربين الذين يحكمون قبضتهم على سوق الخضر في كل مناسبة دينية مستغلين فرصة في ذلك قلة المنتوج من جهة ونقص الرقابة من جهة أخرى. في حين حمل تاجر آخر المسؤولية للفلاح الذي يستفد من مزايا مسح الديون العالقة عليه دون أن يحظى المستهلك بالآثار الإيجابية لهذه المزايا التي منحتها الدولة لدعم الإنتاج الفلاحي الوطني. ومن جهتهم أبدى المواطنون ارتياحا لهذا الانخفاض، بعد أن أرهقتهم الأسعار الجنونية للخضر خلال الأسابيع القليلة الماضية، أين بلغت مستويات قياسية لم تشهدها من قبل، وهو ما عبر عليه أحد المواطنين الذين التقينا به بسوق بودواو بقوله (ارتفاع أسعار بعض الخضروات جعلني أعزف عن اقتنائها لمدة فاقت الثلاثة أسابيع)، مضيفا (نتمنى أن تبسط الجهات المعنية قبضتها على المضاربين الذين أصبحوا يتحكمون في الأسعار كيفما شاءوا دون أن يراعوا القدرة الشرائية للمواطن المغلوب على أمره). مواطنة أخرى قالت لنا إن واقع الأسعار عندنا لا تحكمه أية ضوابط بدليل أن الأسعار بين عشية وضحاها تشهد تقلبات، والشيء المؤكد أن هناك بارونات يتحكمون في حركية الأسعار التي لم يعد ارتفاعها مناسباتيا مثل شهر رمضان الذي يستغله التجار في رفع الأسعار، أو بسبب ما يصطلح عليه العرض والطلب، أو عدم وفرة المنتوج بل هو منطق الأيادي الخفية)، ولقد عبر لنا أغلب هؤلاء المستهلكين بأسواق بومرداس في هذا الخصوص عن أملهم في انخفاض أكبر في الأسعار حتى يتمكن المواطن البسيط من توفير متطلبات أسرته الغذائية.