عرفت مقاهي الأنترنت إقبالا واسعا من طرف الجمهور خلال السهرات الرمضانية ولكل غرض في زيارتها، فمنهم من يكون غرضه الاتصال بالأهل المغتربين بالنظر إلى الحنين إليهم في شهر رمضان ومنهم من تكون زيارته لها بغرض سد الفراغ واللهو ببعض المواقع، حتى أن منهم من واصل تصفح المواقع الإباحية ورؤية تلك المناظر المخزية حتى ونحن في أفضل الشهور، ناهيك عن هواة المحادثة والتواصل الاجتماعي وعقد علاقات مشبوهة عبر مواقع الدردشة وكذا (الفايس بوك). نسيمة خباجة القائم بجولة عبر كبريات مدن العاصمة يلاحظ ذلك الإقبال المتزايد على مقاهي الأنترنت ولكل غرض في ذلك، فمنهم من يكون قصده التواصل مع الأهل والأقارب، وفئات تختار تصفح المواقع العلمية وكذا الدينية وجمع بعض الفتاوى التي تنفع إلا أن فئات أخرى يكون قصدها دنيء وبعيد كل البعد عن الأخلاق ولا يهمها في ذلك نقض صيامها وضرب أحكام شهر رمضان الفضيل في العمق، فإضافة إلى زيارة بعض المواقع الإباحية لا تخلو تلك المقاهي من الدردشات المشبوهة والمليئة بالكلام الماجن مع هواة المحادثة عن بُعد والعيش في عالم الأوهام التي تبعد عن الواقع بكثير. وانعدام الرقابة من طرف أصحاب المقاهي أدى إلى اتساع فجوة الآفة، بحيث يسخر للكل تصفح العديد من المواقع المشبوهة دون حسيب أو رقيب حتى ونحن في شهر الرحمة والعبادة والتكثيف من الحسنات. وواصل هؤلاء في أفعالهم تلك دون أدنى مسؤولية أو حرج، بحيث يسدون فراغ السهرة بتلك الأفعال في الوقت الذي يكون فيه الكثير من الناس يؤدون صلاة التراويح، وتعلو مكبرات صوت الأذان وتلاوة القرآن الكريم والتكثيف من النوافل، بحيث لا تأخذ تلك الفئات من الصوم إلا الجوع والعطش من جراء تلك الأفعال الممارسة والتي لا تمت الصلة بروحانية الشهر وأحكامه الفاضلة. وتكثر تلك الآفات خاصة في مقاهي الأنترنت المزودة بعوازل بين حواسيبها مما يمهد للكل ممارسة ما يحلو لهم دون رقابة من حولهم أو من طرف صاحب المحل، وطالت سهرات هؤلاء إلى ساعات متأخرة حتى بزوغ الفجر بعد أن فتحت تلك المقاهي أبوابها وكثفت من نشاطها خلال الشهر الكريم لاستقبال زبائن من نوع خاص اختاروا تلك الفضاءات لإشاعة الرذيلة في أفضل الشهور. تحدثنا إلى صاحب مقهى بباب الوادي فقال إنه فعلا هناك من يواصلون تلك الأفعال المخزية حتى في رمضان المعظم لكنه يقف لهم بالمرصاد كونه لا يغفل عن رقابة زبائنه أثناء استعمالهم للأنترنت وفي ذلك دفع للإثم عنه وعنهم باعتباره المسؤول الأول عن المحل وعن أي أفعال تؤدي إلى حوم الشبهات حول محله، وقال إن تلك الأفعال تصدر من بعض المتهورين والمنحرفين وبعض المراهقين من هواة اكتشاف خبايا ذلك العالم المغمور بالشبهات، ليضيف في الأخير أن المسؤولية لا يتحملها فقط صاحب مقهى الأنترنت الذي ليس مجبرا على فتح أعينه على الزبائن لاسيما المراهقين وإنما يتحمل الأولياء جزءا من المسؤولية خاصة وأنهم يزودون أبناءهم بمصاريف الأنترنت التي باتت جزءا من الميزانية وتدفع بالأبناء إلى الهاوية وتساهم في اعوجاج سلوكاتهم، وقال إنه لا يتوانى عن إحباط أي محاولة لاختراق تلك المواقع كما لا يتأخر على طرد الزبون المشبوه في الحال.