مع تزامن شهر رمضان المعظم في هذا العام مع أوج فترة موسم الصيف احتار الجميع في كيفية تمضية الوقت وتنظيمه بطريقة تضمن راحتهم بين العمل والتبضع أو حتى البحث عن البديل لسد الفراغ القاتل بالنظر إلى طول ساعات اليوم في شهر أوت، وراح البعض إلى اختصارها في النوم لساعات طوال هروبا من حرارة الجو أو الجلوس المطول أمام التلفزيون للاستمتاع بالشبكات البرامجية المميزة التي تبثها مختلف القنوات التلفزيونية في هذا الشهر. نسيمة خباجة ومع اختلاف وسائل تمضية الوقت خلال رمضان راح العديد من الشباب إلى ابتداع طرق أخرى واستبدالها بما يتوافق مع حراراة الجو في هذا الموسم والتي اجمع الكل على أنها لا تشجع البتة على البقاء في المنزل أو النوم لساعات طوال في الفترة الصباحية أو الجلوس أمام التلفزيون أو مع الأصدقاء مما دفعهم إلى التوجه إلى مختلف مقاهي الأنترنت التي تشهد إقبالا منقطع النظير في أوائل الشهر الكريم. بحيث شهدت مقاهي الأنترنت عبر اغلب المقاطعات العاصمية إقبالا معتبرا من الشباب الذين يسعون بكامل جهدهم إلى تمضية الوقت في انتظار أن يمر يوم كامل من الصيام، كما أنها طريقة للهروب من الروتين وحرارة الجو، ما أكده لنا اغلب أصحاب مقاهي الانترنت عبر العاصمة لاسيما وان الانترنت صارت المتنفس الوحيد الذي يستقطب عددا هائلا من الشباب الذين يترددون يوميا خصوصا خلال فترة الظهيرة وبعد الإفطار· ذلك ما أكده لنا صاحب مقهى للأنترنت بباب الوادي الذي قال أنها تستهوي فئة كبيرة من المراهقين والشباب الذين يتوافدون يوميا من أجل الاستمتاع بخدماتها، ومن الأشياء التي يقبل عليها الشباب الألعاب الإلكترونية، كما يقبل الكثير منهم على مواقع الموسيقى بمختلف طبوعها من أجل تمضية الوقت من منتصف النهار وإلى غاية الدقائق الأخيرة التي تسبق آذان المغرب. وفي نفس السياق أوضح صاحب المقهى أن أهم ما يستقطب الشباب في هذه المقاهي هو خدمات "الشات" من "مسنجر" و"فايس بوك" و"تويتر" وغيرها من الخدمات التي تتيح للشباب الإبحار في الشبكة العنكبوتية والاتصال بمختلف الأصدقاء من مختلف البلدان بأقل الأسعار وبأكثر الطرق اختصارا، ولهذا يمضي البعض منهم وقته وهو يتبادل أطراف الحديث مع أصدقاء من مختلف القارات من أجل تناسي الجوع والعطش والملل· و ما وقفنا عليه أن الكثير من أصحاب مقاهي الأنترنت صاروا يتنافسون من اجل استقطاب أكبر عدد ممكن من هواة الأنترنت من خلال تهيئة جميع الظروف الضرورية التي تتطلبها حراراة الفصل و لضمان راحة الزبون من مكيفات الهواء وتوفير السماعات وأجهزة "الواب كام" التي تسهل على الزبون الاتصال بأصدقائه بسهولة عبر مختلف خدمات الدردشة، وغيرها من الخدمات التي تجعل الشباب يتهافتون ويتدافعون لأجل الظفر بمكان في المقهى· وفيما راح بعض الشباب كذلك إلى استعمال الكمبيوتر من أجل تحميل مختلف المسلسلات والأفلام، خصوصا الدينية منها والبوليسية والتاريخية، إلى جانب تحميل الأغاني والمدائح الدينية والسور القرآنية حسب ما أوضحه صاحب أحد مقاهي الأنترنت بالعاصمة، يفضل البعض الآخر تصفح مختلف مواقع الأنترنت من أجل الإطلاع على مختلف المعلومات في مختلف الفروع العلمية لأجل توسيع معارفه وثقافته في مختلف المجالات بدلا من هدر وقته في الألعاب السخيفة التي يعتبرها الكثيرون مضيعة للوقت· وأصبحت مقاهي الأنترنت فضاءً يستقطب الكثير من الشباب خلال السهرات الرمضانية، حيث تختلف وجهات الأفراد والعائلات في الجزائر، فهناك من يفضل زيارة العائلة والأقارب، وهناك من يفضل الذهاب للمقاهي المنتشرة عبر الأحياء العريقة التي تفوح بعبق رمضان، وهناك من يفضل تمضية فترة ما بعد الإفطار في المسجد، لتكون وجهة فئة واسعة من الشباب خلال السهرة مقاهي الأنترنت وحتى قبل الإفطار لتمضية الوقت وسد فراغ الساعات الطويلة من اليوم.