بعد أن أصبحت الأنترنت وسيلة إلكترونية في متناول جميع المواطنين من مختلف الأعمار والطبقات والمستويات العلمية والتوجهات العقائدية والدينية والفكرية، لكون هذه الوسيلة التكنولوجية تتيح لكل راغب في استعمالها الحصول على كل مرغوب خطر على البال، وبعد أن سجّل في الجزائر أكثر من حادثة غريبة في مجالات مختلفة كانت قاعة الأنترنت نقطة بداية لها، أعطت المؤسسات الأمنية المتخصصة في الجزائر أهمية بالغة لهذه الشبكة العنكبوتية التي قد تمتد خيوطها المسمومة إلى المساس بعمق معتقدات واستقرار مجتمعنا الإسلامي، وقصد استطلاع رأي المواطنين من مدمني الإبحار في الأنترنت وكذا أصحاب مقاهي هذه الخدمة وجس نبض الجهات الأمنية، نزلت ''النهار''، إلى مختلف شوارع وأحياء الجزائر وعادت بهذا الموضوع. مقاهي الأنترنت أماكن مفضلة لشبكات دعم الإرهابيين والإشادة بجرائمهم باتنة التي ورغم أن الحالات بها قليلة مقارنة ببعض ولايات الوطن في قضية استعمال جهاز الكومبيوتر المربوط بخدمة الأنترنت، بهدف خدمة مشروع الإرهابيين عن طريق الإشادة بأعمالهم والترويج لها وحتى الإتصال بين العناصر الإرهابية، وربما الإلتقاء وتنظيم الإجتماعات، إلا أن مصالح الأمن تمكنت في أكثر من مرة من القبض على عناصر دعم في عدة مناطق من ولاية باتنة، على غرار تفكيك شبكة من هذا النوع قبل أشهر من الآن في منطقة نڤاوس، عندما تم القبض على أحد عناصرها متلبسا بالدخول إلى مواقع إلكترونية تشيد بالإرهاب، قبل أن يعثر بحوزته على بعض الأقراص المضغوطة والمناشير التحريضية، مثل هذه القضية لم يستبعد حدوثها بعض أصحاب مقاهي الأنترنت الذين تحدثنا إليهم، بالقول إنه في بعض الأحيان يزورهم أشخاص غير عاديين، ورغم أنهم يقومون بمسح المواقع التي يدخلون إليها، إلا أن ذلك لا يمنع من كشف أنّ هؤلاء يدخلون مواقع مشبوهة تحت غطاء المواقع الإسلامية يجهل الغرض الحقيقي من وراء ذلك وما هي حقيقة هؤلاء الغرباء، ولا يعني ذلك طبعا أن كل من يدخل موقعا إسلاميا هو مشكوك فيه، وهي الحالات التي أشار إليها القليل فقط ممن تحدثنا إليهم، إلا أنها حقيقة متواجدة في مقاهي الأنترنت، وما القضايا المعالجة من طرف مصالح الأمن والجهات القضائية لدليل على ذلك، حيث لا تكاد تخلو دورة جنائية من تسجيل قضية دعم وإسناد وإشادة بأعمال الجماعات الإرهابية بطريقة أو بأخرى، ومعظم هذه القضايا يكون المتورطون فيها قد استعملوا الأنترنت أو الكومبيوتر أو الأقراص المضغوطة كطريقة أساسية ومباشرة في تنفيذ جرائمهم. التشّات...وسيلة للدعوة إلى النصرانية والإسلام وطريقة ثراء لأفارقة على حساب جزائريين ولأن عددا كبيرا جدا من مستعملي الأنترنت يقبلون بشكل لافت للإنتباه على خدمة الشاب المضمونة بطريقة حديثة وغاية في الدقة بالصوت والصورة، حسب ما أكده كل من تحدثنا إليه من زبائن وأصحاب المقاهي، وإذا كان عدد من عشاق هذه الخدمة يفضلونها للتعرف على حياة أشخاص ومجتمعات تبعد عنا بآلاف الأميال، بهدف كسب صداقات جديدة خاصة من الجنس اللطيف، حتّمت على بعض شباب ولاية باتنة تعلم أكثر من ثلاث لغات خاصة منها الإنجليزية لضمان ذلك، على غرار شاب من حي 1200 مسكن تمكن من تعلم أربع لغات عالمية هي الإسبانية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية، مما مكنه من كسب صديقات من صاحبات الشعر الأشقر والعيون الزرقاء والقوام الرشيق من ليتوانيا وروسيا وغيرهما من دول العالم، ولأن الأمر كذلك نجد بعض الشباب قد صنعوا من هذه الوسيلة حربا دينية وعقائدية حقيقية غير معلن عنها اشتعل لهيبها منذ سنوات بين النصرانية والإسلام، حيث نجد شبابا جزائريين اعتنقوا النصرانية بدعوة من النصرانيين من غير المستبعد أن يكونوا منخرطين في شبكات أنشئت خصيصا لذلك، كما أنه من غير المستبعد أن يكون أفراد هذه الشبكات قد استعملوا إغراءات مادية وحتى جنسية للإيقاع بضحاياهم، وما حادثة منطقة عين الحمام بولاية تيزي وزو الأخيرة إلادليل على ذلك، بعد معلومات شاعت عن تحول مقهى أنترنت إلى مكان لتعليمالنصرانية وتسجيل أناشيد دينية تدعوا إلى النصرانية . ومن جهة أخرى تمكن عدد من شباب ولاية باتنة في كثير من المناسبات من إقناع شباب وشابات من مختلف الدول الأجنبية من الدخول إلى الدين الإسلامي، آخرها إشهار كندية إسلامها قبل أيام في مسجد خالد بن الوليد بمروانة، بعد أن تعرفت على شاب من هذه المدينة عن طريق التشّات قبل أن يتعلق قلبها بتعاليم ديننا الحنيف، وهي حالة واحدة فقط من مجموع 37 حالة مشابهة من مختلف الدول الأوروبية والآسيوية التي سجلتها مديرية الشؤون الدينية لولاية باتنة خلال السنوات الأربع الأخيرة، كلهم شباب وشابات فضلوا الدخول في دين الإسلام معظمهم تعرفوا على باتنيين عن طريق التشّات.من جانب آخر نجد أن عددا لا بأس به من الشباب وقعوا ضحايا ربط علاقات مع أفارقة من مالي والنيجر وتشاد وبوركينافاسو على وجه خاص، وذهبت أموالهم نظير طمع في ثروات وهمية، حيث نجد في هذا الجانب سقوط بعض الشباب في فخاخ محكمة النصب، نسجها إفريقيون يتظاهرون بأنهم رجال أعمال ويريدون استثمار أموالهم في الجزائر، وعند كسب ثقة الضحية يتم الإستيلاء على كل ما يملكه من مال، مثال على ذلك شاب من دائرة رأس العيون دخل السجن بدلا من دخول عالم الثراء عندما تعرف على محتال مالي عبر التشّات، واستمرت اللقاءات المتكررة بين الطرفين وعلم الضحية أن المالي رجل أعمال ثري، هذا الأخير تعمد قطع العلاقة بينه وبين صديقه المتربص به مدة طويلة، قبل أن يتلقى الشاب رسالة من امرأة ادّعت أنها القائمة بأعمال الثري، وأن هذا الأخير توفي تاركا كل تركته له بوصية موثقة قانونا، وما عليه سوى ملء بعض الوثائق وإرسال مبلغ من المال لاستكمال الإجراءات القانونية لتحويل تركته له إلى الجزائر، وهو الأمر الذي صدّقه الضحية وراح بمختلف الطرق والسبل يحاول جمع حوالي 15 مليون سنتيم المطلوبة كمقابل إنجاز ملف تحويل الأموال والتركة، ولما تعذّر عليه ذلك بالنظر إلى وضعيته الإجتماعية، فكر في تزوير الأوراق النقدية وهو ما شرع فيه حقا، إلا أن أعين مصالح الأمن كانت له بالمرصاد وتمكنت من القبض عليه متلبسا في أحد محلات مدينة رأس العيون، وحجزت حوالي خمسة ملايين سنتيم مزورة كانت بحوزته، قبل أن يحال على العدالة ويصدر في حقه حكما بالسجن، قبل أشهر من الآن، وليست هذه الحادثة الأولى إذ سجلت العديد منها في كثير من المناسبات. سعيد حريقة المختصون يدقون ناقوس الخطر.. والجريمة تنتعش في العالم الإفتراضي المواقع الإباحية تتصدّر قائمة التصفّح الإلكتروني لدى شباب بومرداس اعتمدنا ونحن نتناول هذا الملف على تقنية المراقبة المركزية لأجهزة الكمبيوتر على مستوى مقاهي الإنترنيت بمساعدة مسيريها، لمعرفة أهم المواقع التي يزورها الشباب. وهي تقنية تعتمد في الأساس على الكمبيوتر الرئيسي لصاحب مقهى الإنترنيت، الذي يراقب كل الأجهزة الأخرى بشكل سري ويعطي معلومات دقيقة على المواقع التي يلج إليها الزبون. خومن خلال الجولة الإستطلاعية التي قادت ''النهار'' إلى عدد من مقاهي الإنترنيت بمختلف مدن ولاية بومرداس، خاصة في الفترة المسائية باعتبارها الفترة التي تشهد حركية كبيرة هناك من قبل الشباب، تبيّن أن 68 من المائة من الزبائن المراقبين زاروا مواقع إباحية، تتمثل في مواقع تبثّ صورا، وأخرى على شكل مقاطع فيديو. في حين فضّل 15 من المائة منهم الدردشة، و10 من المائة اختاروا الألعاب الإلكترونية. فيما توزعت النسبة المتبقية منها في مواقع مختلفة. وما يثير الإنتباه أن هؤلاء المتصفحين للمواقع الأكثر زيارة وهي المواقع الإباحية، هم أطفال وشباب تتراوح أعمارهم من 15 إلى 35 سنة، مما يؤكد غياب الرقابة على الفضاءات العمومية لاستخدام شبكة الإنترنيت، والتي كثيرا ما تكون محل جرائم ترتكب في حق القصّر والأطفال. مواقع الجنس بين المنع واللا منع في مقاهي الإنترنت في إحدى مقاهي الإنترنت المجهزة بأحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا الإتصال من أجهزة وخدمات بترخيصات من الوصاية والجهات الوصية المسؤولة خلال استطلاعنا، تحدثنا مع منير صاحب مقهى الإنترنت، وقال لنا بأن المكان يعد قبلة لفئة الشباب من الجنسين من مختلف فئات العمر والمستويات التعليمية وهم يلجأون غالبا إما لفتح بريدهم الإلكتروني والتواصل مع الغير من المعرفية أو الدردشة ''التشات''، أما المواقع الإباحية فقال: ''لا أنكر بأنها غير محجوبة ولكن نحن في هذا المقهى نفرض رقابة مستمرة على أجهزتنا فمن خلال الجهاز الموجود أمامي أستطيع مراقبة كل زائر''، وقد عمد صاحب هذا المقهى إلى وضع لافتات ليذكّر الزبائن بالإلتزام والخوف من الله، وإن اقتضى الأمر فسيتم منع الزبون من الدخول، أما سمير صاحب مقهى إنترنت آخر فقال لنا أنه من الصعب فرض رقابة على مستوى مقاهي الإنترنت جميعها مشيرا إلى انتشار ظاهرة تصفح مواقع الجنس بصفة لافتة للإنتباه. وأشار إلى أن الوصاية بعيدة كل البعد عن المواقع وعن المهام المنوطة بها إذ تكتفي بمراقبة المواصفات التجارية وتغفل في الكثير من الأحيان عن مراقبة وسائل الكشف المركزية المستعملة من قبل المسيرين. تسجيل ثلاث جرائم إلكترونية والأمن يكثّف جهوده ويكوّن أعوانه لمحاربة الظاهرة دأبت المصالح الأمنية على مواكبة التطور التكنولوجي من أجل مواكبة الجرائم الإلكترونية التي تعتبر جرائم حديثة، يقودها أشخاص مجهولون في مكان مجهول. مما يصعّب تطبيق أركان الجريمة الكلاسيكية عليها. وبولاية بومرداس، تحاول مصالح الأمن تطوير كفاءاتها للتعامل مع مجرمي الإنترنيت على اختلاف أنواعهم، حيث تم تكوين فريق من المهندسين في الخارج مؤخرا، حسب مصادر أمنية، للسهر على متابعة ومراقبة الأشخاص المتطفلين لمواقع إلكترونية ممنوعة مما قد يهدد أمن وسلامة المواطن وحتى الدولة. وفي الصدد نفسه، سجلت مصالح أمن بومرداس خلال السداسي الجاري ثلاث جرائم إنترنيت، من بينما الرسالة التهديدية التي أرسلها شاب من خميس الخشنة لأحد الأمريكيين الذي كان بصدد مشاهدة مباراة الجزائر أمريكا في جنوب إفريقيا، حيث هدده عبر البريد الإلكتروني بأنه سيزرع قنبلة في الملعب في حال فوز أمريكا، ليأخذ الأمريكي حديثه على محمل الجد، حيث قام بتبليغ المخابرات الأمريكية التي تحركت لدى السلطات الأمنية الجزائرية، ليلقى القبض عليه. إضافة إلى القبض على مجموعة شباب كانوا يصورون العائلات في الشارع ويهددونهم بنشرها على موقع ''الفايس بوك''. كما ألقت نفس المصالح القبض على ثلاثة متهمين بتصوير فتاة وتغيير جسدها بجسد فاضح قبل نشره على الإنترنيت. إستطلاع: س. س مقاهي الأنترنت في الجنوب ..فضاءات للإنحلال وأخرى للتعارف وقليل منها للعلم أجمع محدثونا من رواد وأصحاب مقاهي الأنترنت المنتشرة في ولايات الجنوب الكبير، على أن المواقع الإباحية وتلك الخاصة بالدردشة والتعارف، هي الأكثر إقبالا ومتابعة وبحثا في الشبكة العنكبوتية، فيما تتذيل مواقع العلم والبحث دائرة اهتمامات المتعاملين والمهتمين بهذا الفضاء المفتوح على العالم الخارجي، بعد أن تم التحكم والمراقبة في مواقع التحريض المتعلقة بالإرهاب من طرف أغلب أصحاب المقاهي لدواعٍ أمنية. ومن خلال جولة استطلاعية قادتنا إلى عدد من مقاهي الأنترنت بولايات الجنوب، تبين أن 70 من المائة من المترددين حسب نسب قدمها أصحاب المقاهي يفضلون مواقع الدردشة ومواقع إباحية، فيما تظل المواقع الجادة والعلمية في آخر دائرة الإهتمامات بنسبة لا تتجاوز ال8 من المائة. وفي ولاية الوادي أكد ''غ.ب'' صاحب مقهى انترنت وسط المدينة أن 70 من المائة من الزبائن يفضلون مواقع التشات والبحث عن الصداقات والتعارف من الجنسين، فيما يفضل بعضهم ما يصطلح عليه بالجنس الإلكتروني، الحديث الذي يشبع الغريزة بأسهل الطرق مع كافة الأجناس سواء عربيات أو محليات أو أوروبيات فاتنات من الشقراوات، حيث قال المتحدث إن بعض الأشخاص تجدهم يتصببون عرقا ويقضون ساعات على المقعد في دردشة جنسية مع صديقة تعرّف عليها عن طريق » السكايب أو الفايس بوك« أو »في نادي أو المسنجر «، وأشار المتحدث إلى أن عددا معتبرا تجدهم يختارون المواقع الإباحية في ظاهرة وقف أمامها محدثنا مشدوها ومستغربا، مؤكدا أنه اكتشف 8 حالات قام بقطع الإتصال معها وإخراجها من المقهى باعتبار أنه يضع لوحة تفيد بعدم الدخول لمثل هذه المواقع، التي ضبطها في جهازه الخاص وسرعان ما يكتشف ولوج الزبون على الموقع. وقال المتحدث أيضا إن صنفا آخر من الزبائن قليلي العدد يهتمون بالمواقع الجادة، وعادة هؤلاء لا يقضون أوقاتا طويلة في الأنترنت وهم من صنف الطلبة والباحثين. أما الصنف الثالث فيحاول عبثا الدخول لمواقع تحريضية إلا أن عمليات المراقبة التي ينتهجها تكشف له بسرعة ذلك، فيضطر إلى قطع الإتصال عن الجميع لتفادي الإحتكاك مع الزبون الذي حاول الدخول لمواقع القاعدة، وأكدت جهات أمنية ل''النهار'' أن شبكة الدعم والإسناد المرتبطة بالجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تم تفكيكها قبل عدة أسابيع ببلدية الدبيلة ولاية الوادي وتضم 15 فردا، عثر بحوزتها إضافة إلى فلاش ديسك و''سي.دي'' لأفلام خليعة مستخرجة من الأنترنت توجه للإرهابيين في الجبال للإستمتاع بها. أما ''ك.ن'' صاحب مقهى آخر فقال إنه فقط يمنع الأطفال من استعمال الأنترنت في محله، وكذا الأفارقة لتفادي المشاكل المترتبة عن ذلك، وعن إمكانية حجب المواقع الإباحية، قال نحن لا نتحكم في الزبون ولا نخضعه للمراقبة لأن ذلك من خصوصياته، مشيرا في نفس اتجاه زميله إلى أنه تفاجأ بعدد من المتظاهرين بالتدين يغرقون لساعات في المواقع الماجنة، ويكتشف ذلك عندما يستنجد به الزبون لمعاجلة خلل في الإتصال، مؤكدا أنه اكتشف 10 حالات إضافة إلى شخص آخر مسن. أما منير، الذي وجدناه في المقهى فقال، إن علاقات صداقة تربطه بعديد الأشخاص يتبادل معهم الأفكار والتحيات يوميا، فيما قال فيصل أنه بفضل الأنترنت يقضي وقت الفراغ الرهيب في ظل البطالة التي يعيشها ''فأتعرف على صديقات من كل الدنيا''، محمد طالب متحصل على البكالوريا قال إنه قصد المقهى للبحث عن مقعد في الجامعة. أما ''ياسين'' وهو صاحب صالة الأنترنت ''كوم'' بحي النصر ولاية ورڤلة، فقال إنأغلبية زبائنه من طلبة الجامعة بنسبة 80 من المائة، بحكم المكان الذي يتواجد فيه محله القريب جدا من جامعة ورڤلة، أما عن المواضيع التي يبحثون عنها دوما هي البحوث التي يحتاجونها في دراستهم، كما توجد فئة أخرى من الشباب والتي تقصد المقهى للولوج إلى المواقع الإباحية، فضلا عن عينة أخرى من الشباب السلفي بغية الإستطلاع على المواقع الجديدة الدينية، كما أكد صاحب ذات المقهى بأنه لا يستطيع مراقبة جميع زبائنه ولا يوجد قانون يمنعهم من ذلك وعليه الجميع حر في دخول أي موقع كان. كمال.ع مقاهي الأنترنت في تيزي وزو تتحول إلى أوكار للدعارة و''الجهاد'' دون مراقبة مقاهي الأنترنت بتيزي وزو، تحولت إلى أوكار للدعارة والإنحلال الأخلاقي والمواعيد الغرامية للأزواج غير الشرعيين، كما سجلنا أيضا حسب من التقيناهم من أصحاب هذه المحلات التجارية أن السلطات غائبة والمراقبة منعدمة تماما، والأبواب مفتوحة بصدر رحب للإبحار في المواقع الإباحية الجنسية، والأمر سيان للمواقع التحريضية للجهاد، والتجنيد في صفوف التنظيم الإرهابي والجهاد مفتوح لمن استطاع إليه سبيلا، وهذا الأمر غريب خاصة لو علمنا أن ولاية تيزي وزو، تصنف ضمن المنطقة الثانية في خريطة الجماعة السلفية للدعوة والقتال. لقد نصبت نظاما خاصا لمنع الدخول للمواقع الممنوعة... ومن يومها نقص عدد زبائني البداية كانت من بين أحد أعرق مقاهي الأنترنت على مستوى الولاية، حيث فتح أبوابه منذ عشر سنوات خلت، إنه الكائن في الرصيف المحاذي لمسجد أرزقي الشرفاوي بقلب مدينة تيزي وزو وهو ملك لصاحبه ''مليك''، وجدناه خالٍ من الزبائن باستثناء ابنه الذي كان يلهو بالألعاب.. أخبرنا أنه خلال سنة 2008 قام بتنصيب نظام تقنية أخذها من المؤسسة الأمريكية ''أوبن. د. أن. آس''، حيث أقدم على منع الدخول للمواقع الممنوعة ومنها الإباحية، مضيفا أنه وحين إقدامه على ذلك، أصبح الزبائن يشتكون منه محاولين فهم ما حصل، ''زبائننا كأنهم يأتون فقط لهذه الأشياء المخلة بالحياء والله العظيم شيء مدهش وغريب، بالرغم من أننا نشتغل هنا كعائلة أنا وزوجتي وأولادي بالرغم من هذا لا يحترموننا والله ما يحشمو''، مليك راح يسرد لنا معاناته اليومية قبل وضعه لتلك التقنية وما أكثرها في أحد الأيام، دخل شخص في الثلاثينات من عمره، برفقة طفل صغير لا يتجاوز سنه العاشرة، وبعد مدة قصيرة توجهت لهما حيث خاطبت البالغ قائلا له ما دام أنك مع قاصر فإنني سأقوم بمراقبتكما بين الفينة والأخرى، ومن ثمة نظرت إلى الشاشة، ففوجئت بموقع إباحي جنسي، لم أحدد نوعه فما كان مني سوى أن أطفأت الحاسوب مباشرة وأخرجت ذلك الشاب .. ويواصل محدثنا مليك الذي تميزه لحيته الكثيفة البيضاء اللون، الممزوجة أيضا بالرمادي والقاطن برفقة عائلته هناك داخل محله أسر ل ''النهار'' ببعض المواقف المخزية والغريبة، حيث أنه في أحد الأيام وفي اللحظة التي قام فيها أحد الشباب بمغادرة مركزه دخلت شقيقتان إحداهما ذات عشر سنوات، واللتان تعدان جارته حيث وما إن أخذتا مكانهما حتى تفاجأتا بموقع إباحي فاضح، فما كان منهما سوى الهرولة والهروب، مضيفا أنه كثيرا ما طرد من محله الطلبة الثانويين، وكذا الأزواج غير الشرعيين الذين يتخذون من متجره العائلي موقعا للمواعيد الغرامية والإبحار في المواقع الجنسية الإباحية، إذ كثيرا ما ضبطهم في وضعيات جد مخلة للحياء، ''لكثرة هذه المواقع والمشاهد قررت أن أجد حلا نهائيا، حيث أمضيت ثلاثة أيام وأنا أبحث وأبحر في شبكة الأنترنت إلى أن عثرت على المؤسسة سالفة الذكر، ومن ثم قمت بتشفير عدة مواقع''، مؤكدا أنه وحتى قبل أن ينصب هذه التقنية كان حريصا على المراقبة التي يشددها خاصة على الأطفال والقصّر، إذ وكلما ضبط أحدهم إلا وقام بطرده شر طرد، وردا على استفسارنا إن سبق وأن شهد محله مداهمات لمصالح الأمن والمراقبة رد بالنفي القاطع، لم يسبق وأن حدث هذا الشيء ولا أدري إن كان هذا قد حدث في ولاية تيزي وزو فقط أو على مستوى كامل تراب الوطن، وإن كان يعلم أنه تم تسجيل حالات الغلق لمحلات الأنترنت في الولاية، رد هنا..في المدينة..لكن بلغني أن دائرة الأربعاء ناث يراثن شهدت موجة وسلسلة من الغلق ووقف النشاط لأسباب يجهلها. كاتيا.ع ''التشات'' للفوز بفرصة ''الهدّة'' والفرار من ''الميزيرية'' وهران وعلى غرار الولايات الأخرى تشهد إقبالا كبيرا من طرف الشباب العاطل عن العمل الذي يجد في هذه الأماكن متنفسا له لكسر روتين الفراغ القاتل الذي تعيشه يوميا، حيث غالبا ما يقضي جل أوقاته بها خصوصا في الفترات الليلية أين يكون سعر الدخول عبر الأنتنرت في حدود إمكاناته المادية يستغلها أغلبهم في محاولة البحث عن سبيل يمكنهم من الفرار من الحالة الإجتماعية المزرية التي يتخبطون فيها، في محاولة للهدّة وبمختلف الطرق تقتصر جلها في التوسيع من رقعة علاقاته رفه عبر شتى بقاع العالم خصوصا الأوروبية منها، بما يعرف ب ''التشات''.. لا يهمهم في ذلك أعمار الأشخاص حسب تصريح أحدهم المدعو ''ب.أ'' الذي قال لنا بصريح العمارة ''شيبانية أو شابة لا يهمني المهم الفرار بجلدي من المزيرية''، فيما يعكف البعض الآخر على البحث عن مواقع خاصة بالتوظيف أو الدراسة. أمهات يحوّلن أطفالهم لمقاهي الأنترنت لإنهاء أعمالهن المنزلية فئة أخرى الأكثر توافدا على مقاهي الأنترنت خصوصا خلال فترة العطلة الصيفية، هم الأطفال المتراوحة أعمارهم من 6 إلى 15 سنة والذين تجدهم منذ الصباح بهذه الأماكن من أجل الألعاب الإلكترونية حيث يتوافدون جماعات يحملون معهم كمية من المال تتراوح ما بين 53 دج إلى 100دج في محاولة منهم للترفيه عن أنفسهم في غياب وسائل أخرى بعد موسم دراسي شاق. الطفل ''ح.ف'' البالغ من العمر 10 سنوات أكد لنا أنه يأتي يوميا إلى مقهى الأنترنت بطلب من والدته التي تريد التخلص من شقاوته بإعطائه المال الكافي لقضاء الفترة الصباحية خارج المنزل لتتمكن من إنهاء أعمالها المنزلية براحة. كريمة.س