في الوقت الذي كان الرجال الجزائريون يعانون من مشكلة التدخين في شهر رمضان ومنحصرا على هذه الفئة فقط، أصبحت بعض النساء يعانين من نفس المشكلة لا سيما المدمنات على تناول التدخين والشيشة بشكل خاص، ولما يفرضه عليهن من ضرورة التوقف المؤقت عن التدخين خلال يوم الصيام، بعد أن اعتدن أخذ عدة سجائر يوميا. ويقول أخصائي في الصحة العامة: ليس هناك ما هو أنسب من شهر رمضان للتغلب التدريجي على مشكلة إدمان السجائر، كونه يعطي الإنسان المدخن فرصة للإقلال منها، خصوصا فئة الجنس اللطيف ويمكن لكلا الفئتين استغلال الفرصة بقليل من الإرادة لترتفع درجة هذا الإقلال في نفس المتعاطي إلى أن يحقق الإقلاع النهائي. وأضاف أن جل من يفكرون في التوقف عن التدخين خلال الشهر الفضيل يتعرضون إلى الضعف والشدة، وقد يفكر الشاب بترك التدخين نهائيا ومرة واحدة، بدون حتى الإقلال تدريجياً أو الاستعداد والتهيئة النفسية، لكنه يفاجأ بصداع عنيف أو سعال حاد، إرهاق وتعب، صداع، أرق، إمساك، عصبية، ازدياد الشهية إلى الطعام، إحباط نفسي ورغبة قوية في العودة إلى السجائر، ولذلك، كان لزاما عليهم اتباع منهج التدرج الإقلالي تمهيدا للانقطاع التام عنه، وشهر رمضان هو الفرصة المناسبة لذلك. وحسب محدثنا، فإن التقليل من التدخين في رمضان، أو حتى الصوم ليوم كامل دون سيجارة، يساعد على التقليل ولو بنسبة قليلة من كمية النيكوتين التي يمتصها الجسم، ويستمر هذا التقليل تدريجيا حتى يصير الشخص في مرحلة تؤهله للإقلاع نهائيا عن التدخين، أو على الأقل: تقليص عدد السجائر إلى ما دون النصف بعد انتهاء الشهر الكريم ، ولكن على المدخن أن يتحلى بالإرادة والعزيمة الكافية بعد رمضان حتى لا يعود إلى المعدل الذي كان عليه. واستغلال الشباب والشابات على وجه الخصوص- رمضان للتقليل التدريجي لعدد السجائر يساعدهم على تخفيض مستوى غاز أول أكسيد الكربون الموجود بنسبة عالية في دم المدخن، والمؤدي إلى ضيق التنفس ثم إلى فشل تنفسي، إلى معدله الطبيعي بعد 16 ساعة من التوقف عن التدخين، أي من السحور إلى وقت الفطور، وهذا من أنجح الطرق التي اعتمدها تاركو التدخين وتمت تجربتها من قبل أناس كثيرين لتقليل استخدام التبغ أو تركه نهائياً، كما أنها أقل في التكلفة بدلاً من استخدام العقاقير الطبية، إذ أنها تخلص المدخن من احتياجه المستمر للاعتماد على عقار يعطى نفس التأثير الإدماني للنيكوتين عند التوقف النهائي عنه. وهكذا، يعد رمضان فرصة سانحة للإقلال من التدخين ولو بصفة تدريجية حفاظا على الصحة والجيب معا.