أسهم مخطط الخمسة أيام للإقلاع عن التدخين من طرف جمعية رعاية الشباب في تحقيق 50 بالمائة من نسبة النجاح لدى الجنسين، وهو ما كشف عنه رئيس المنظمة الوطنية لرعاية الشباب عبد الكريم عبيدات، مؤكدا بأن المخطط حقق ما لم تستطع تحقيقه أرقى الوسائل الموفرة للإقلاع عن التدخين، وكشف عن تجنيد 12 عشبة لمحاربة عشبة واحدة وهي النيكوتين متمثلة في منقوع سمي ''تيزانة أنتيك'' والتي وزعت في المقاهي هدفا في إعطاء فرصة للتخلص من التدخين. الأرقام والإحصاءات المخيفة للتدخين في الجزائر والمتمثلة في وجود 7 ملايين مدخن و15000 ضحية سرطان الرئة، إضافة إلى غياب الوسائل الناجعة والمساعدة على الإقلاع عن التدخين بطريقة نهائية حتى وإن توفرت الإرادة القوية عند المدخنين، هو ما دفع برئيس جمعية رعاية الشباب ''عبد الكريم عبيدات'' إلى التفكير في خلق فرصة وفضاء يمكن من خلاله مكافحة التدخين والمساعدة على الإقلاع عنه بصورة نهائية، هذا الفضاء يتمثل في مخطط يدوم خمسة أيام ويشارك فيه أخصائيون نفسايون ومرشدون يقدمون التقنيات والأساليب اللازمة والمختلفة التي تساعد الأشخاص بمختلف أجناسهم ولو أن العنصر النسوي أصبح يحتل الصدارة في السنوات الأخيرة، يقول عبد الكريم عبيدات، من مثقفات وعاملات وحتى طالبات جامعيات وهذا يعكس تزايد عدد المدخنات وذلك لتزايد الوافدات للعلاج من دورة لأخرى. وكشف عبيدات عن التقنيات والأساليب المتبعة في الدورة والمساعدة على التخلص من بقايا وآثار النيكوتين في الجسم، ففي اليوم الأول يعرض على المعَالجين فيلما مصورا مدته 10د حول مخاطر التدخين يتناول وقائع مخيفة عن نتائج التدخين على صحة الفرد ومحيطه، أما في اليوم الثاني فيطلب منهم إحضار علبة السجائر المفضلة لديهم من أجل إحداث القطيعة النهائية بين الشخص وعلبة السجائر وهنا تظهر قدرة الشخص ومدى إرادته والشجاعة التي يملكها للتخلص من العلبة نهائيا، ولو أن الأمر جد صعب إلا أن ذلك أعطى نتائج إيجابية على الكثير من المدخنين الذين شاركوا في الدورة. وتستمر العملية بعدها بالتركيز على الجانب النفسي للمدخن خاصة لأنه يلعب دورا كبيرا في إقلاعه وفي مساعدته على إكمال مشواره، حيث تقدم له النصائح حول كيفية التنفس العميق وكذلك الإكثار من شرب الماء لأنه العدو الأول للنيكوتين، إضافة إلى أساليب أخرى كانت كلها ناجحة، يقول عبد الكريم عبيدات. كل هاته التقنيات أصبح لها وزنا أو بالأحرى أصبح مخطط الخمسة أيام الصديق المقرب أو المتنفس الوحيدة الذي يجد فيه المدخن راحته وهذا ما لوحظ من خلال جلسات العلاج وكل الدورات التي أقيمت على مم هاته السنوات يقول عبد الكريم عبيدات. أحسن هدية تقدم للمدخن هي منقوع ''أنتيك'' بما أن أول كلمة ينطق بها المدخن عندما يسأل عن مدى رغبته في الإقلاع عن التدخين هي عبارة ''لا أستطيع'' بمعنى أن التوتر النفسي والاضطرابات وجدت طريقا سهلا للتحكم في نفسيته وحتى شخصيته، وجب البحث عن ما يهدئ وينقص من التوتر والقلق ويساعد على التحكم في النفس عندما يريد المدخن إشعال سيجارة، ولهذا كان منقوع ''أنتيك'' الحل الوحيد والأفضل -يقول عبد الكريم عبيدات- وهو عبارة عن منقوع متكون من 12 عشبة يعدها أخصائيون وفي مخابر معتمدة تساعد على محاربة عشبة واحدة وهي النيكوتين وتساهم في تخفيف التعب والإرهاق وتقليل النرفزة والضغط النفسي الذي يساهم في دفع المدخن إلى إشعال السيجارة دون أن يحس أو يشعر بذلك. ولهذا يقول عبيدات إن هذا المنقوع لاقى استحسان الجميع وجاء بفوائده المرجوة والمنتظرة، حيث وزع على شكل قصاصات صغيرة تحتوي على الأعشاب للمقاهي حتى يسهل اقتناؤها، وبالتالي -يقول عبيدات- ساهمنا في التخفيف من النرفزة اليومية التي يعيشها الأشخاص بطريقة بسيطة وفي متناول الجميع، ستساهم في حل جميع التوترات النفسية التي عجز عنها أحيانا الطب في التقليل من نسبة الإقلاع عن التدخين، إلا أن هاته الأعشاب البسيطة ستصاحب المدخن اليوم وهو يدخن لكن تصاحبه غدا وهو مقلع عن التدخين. مخطط الخمسة أيام للإقلاع عن التدخين حقق نجاحات باهرة وأكد عبد الكريم عبيدات، رئيس المنظمة الوطنية لرعاية الشباب، أن مخطط الخمسة أيام للإقلاع عن التدخين حقق نتائج جد إيجابية ومرضية بالنسبة للأشخاص المعالجين، حيث كانت نسب الإقلاع جد عالية وصلت إلى 50٪ من نسبة النجاح لدى النساء والرجال على حد سواء، كما أن جميع الدورات المقامة على مدار السنة والمقدرة بثلاث دورات كان لها وزن ثقيل خرج منها رجال ونساء صنفوا التدخين في خانة النسيان واستطاعوا أن يعيدوا البسمة إلى وجوههم بعد أن افتك المرض والإدمان على التدخين ببعضهم. إضافة إلى ذلك نوه عبد الكريم عبيدات بوجود الرغبة والإرادة لدى الكثير من المدخنين في التخلص من هذا السم القاتل، حيث لوحظ ذلك من خلال السؤال عن زمن الدورات وكذا الاستفسار عن المنقوع المساعد عن طريق الاتصالات واللجوء إلى الجمعية أحيانا، وبطبيعة الحال -يقول عبيدات- هذا الإقبال وهذا النجاح في الإقلاع يعطي دفعا للجمعية لمواصلة المشوار وتكثيف الدورات حتى نساهم على الأقل في التخفيف من نسبة ضحايا سرطان الرئة.