ساعات قليلة فقط تفصلنا عن شهر رمضان الكريم، كثير من الجزائريين ينتظرون اليوم الأول منه بفارغ الصبر، لتجريب الصوم صيفا، خاصة بالنسبة لمن لم يعايشوا الصوم في هذه الفترة من قبل، وبما انه سيكون طيلة شهر أوت لهذه السنة، فستمتد فترة الصوم لنحو 16 ساعة تقريبا، وعليه فتبدو الفرصة مناسبة هذه المرة لبعض الفئات لاستغلال الفرصة في الإقلاع عن بعض العادات السيئة وعلى رأسها التدخين. ولذلك نجد أن كثيرا من المدخنين ينظرون إلى الشهر الفضيل، كفرصة حقيقية للتخلص من إدمانهم، خاصة بالنسبة للذين يملكون إرادة قوية لذلك، وعزيمة حقيقية للتخلص منه، فيكون الصوم معينا لهم ومحفزا على التخلص من كافة آثار التدخين والتخلي عنه نهائيا بانتهاء الشهر الكريم، حتى وان وجدوا بعض الصعوبات في ذلك، وبعض المتاعب الصحية وهي أمور طبيعية بالنظر إلى تعود الجسم على السيجارة بشكل مستمر على مدار اليوم، فيما أن الصوم ولثلاثين يوما متتالية مع جهود حقيقية للابتعاد عن التدخين بإمكانه أن يعود الجسم أيضا على الاستغناء عن التدخين بشكل نهائي. وقد أثبتت الدراسات الطبية في هذا المجال أن نسبة النيكوتين في جسم المدخن تصل إلى الصفر إذا لم يدخن 12 ساعة، وعليه فإن تعوده على عدم التدخين خلال فترة الصيام تمكنه من الإقلاع عنه نهائيا إذا قاوم رغبة التدخين بعد الإفطار، ومنه استنتجت الدراسة أن 30 يوما كافية لجعل المدخن يقلع نهائيا عن التدخين و تسمح بخروج كل النيكوتين السام الموجود في جسمه، خاصة وان الكثيرين يدركون تماما حجم المخاطر والأمراض التي تتهددهم بفعل التدخين، الذي يحصد أرواح أكثر من 15ألف جزائري سنويا. ويؤكد الأخصائيون أن أهم عاملين يساعدان المدخن على الإقلاع عن التدخين هما الرغبة ومن ثم الإرادة، ولذلك فان شهر رمضان فرصة جيدة تساعد المدخنين على ترك التدخين أو التقليل منه تدريجيا، وهي فرصة قد لا تتكرر كثيرا لهم في الأيام العادية الأخرى. أما بالنسبة لمن جربوا تركه خلال شهر الصوم ثم عادوا إليه بشكل اكبر بعد انتهاء الشهر، فان السبب يكمن في الطريقة الخاطئة التي كانوا يتبعونها حيث أن نسبة كبيرة منهم كانوا يفطرون على السجائر ويكثفون كميات التدخين ليدخنوا سيجارة تلو الأخرى حتى موعد السحور وهم بهذه الطريقة يكونوا قد قاموا بطريقة عكسية حيث أن تكثيفهم للتدخين ازداد بدل أن يقل. وعليه ينصح كل المدخنين الراغبين بترك الدخان خلال شهر رمضان أولا بتقليل كمية السجائر التي يدخنوها بالتدريج يوما بعد يوم إلى جانب عدم تواجدهم في بيئة يوجد بها مدخنين حتى لا يتأثروا بمن حولهم ويرجعوا له. كما انه على كل مدخن أن يتبع نظاما سلوكيا خاص به كأن يقوم بتأجيل تدخينه إلى ساعة أو نصف ساعة كلما قرر أن يدخن حيث أن هذه الطريقة تساعده في تباعد الوقت لتدخينه وبالتالي التوقف عنه بالتدريج.