يبدو أن الحوادث والحرائق تأبى مفارقة المعتمرين هذه السنة، فبعد أيّام قليلة من حادث المرور المأساوي الذي أودى بحياة خمسة جزائريين، تغمّدهم اللّه بواسع رحمته، شهدت البقاع المقدّسة سلسلة من الحرائق، آخرها ذلك الذي شبّ في فندق وكاد يتسبّب في كارثة حقيقية لولا لطف اللّه. عادت صور المجزرة المرورية التي راح ضحّيتها عدد من الجزائريين، أمس، بعد أن أخلت فرق الدفاع المدني السعودي بمكّة المكرّمة 600 معتمر مصري إثر حريق شبّ في فندق بالقرب من الحرم المكّي الشريف دون وقوع أيّ إصابات بشرية. وصرّح مدير التحقيق والنّاطق الإعلامي بإدارة الدفاع المدني بمكّة المكرّمة العقيد علي المنتشري أمس الأحد بأن تسع فرق دفاع مدني متنوّعة الاختصاص بمنطقة مكّة المكرّمة تمكّنت من إخماد حريق شبّ في الدور الثامن في فندق يقع بالقرب من المسجد الحرام بجبل الكعبة مكوّن من 13 دورًا وصاحب الحريق دخان كثيف، وقال (إنه تمّ على الفور إخلاء الفندق من كافّة النّزلاء المعتمرين، وجميعهم من مصر، كما تمّت السيطرة على الحريق واقتصرت الخسائر على بعض الأضرار المادية)، وأضاف أن التحقيق جاري لمعرفة ملابسات وأسباب الحادث من أجل تجنّب تكراره، مؤكّدًا أن جميع المعتمرين المصريين بصحّة جيّدة. وكان الديوان الوطني للحجّ والعمرة قد أعلن يوم الثلاثاء الماضي عن وفاة خمسة معتمرين جزائريين، منهم رجل وأربع نساء إثر حادث مرور تعرّضت له حافلة كانت تقلّ معتمرين جزائريين تابعين لوكالة الحضنة. وأوضح الديوان في بيان له أن هذا الحادث أوقع أيضا عددا من الجرحى تتفاوت درجة إصابتهم تمّ نقلهم إلى المستشفيات القريبة من مكّة المكرّمة ومدينة جدّة ويتلقّون حاليا العلاج والإسعافات الأوّلية، حيث تمّت مغادرة أغلبهم. وقد وقع الحادث على 30ر9سا صباحا عندما كانت الحافلة قادمة من المدينة المنوّرة باتجاه مكّة المكرّمة على مستوى الطريق السريع بمنطقة خليص التي تبعد ب 90 كلم عن مكّة المكرّمة.