شن صحافي مصري معروف بعدائه للإسلام هجومًا غير مسبوق على الحجاب، منكرًا وجود كلمة الحجاب في القرآن والسنة، وزاعمًا أن تعبير الحجاب حديثٌ ولم يكن يعرفه الصحابة. وقال إبراهيم عيسى: (الآية التي تتكلم عن الحجاب في القرآن المقصود منها دورة المياه، وهي المكان الذي يحتجب فيه الإنسان ليقضي حاجته). وأضاف إبراهيم عيسى عبر برنامجه (إبراهيم والناس): (الحجاب ليس قضية جوهرية في الإسلام، وأركان الإسلام خمسة ليس من بينها الحجاب، وأوامر الله لابد من تنفيذها ما دامت واضحة). وأردف: (ما قيل عليه الحجاب ليس المقصود منه (الطرحة) أي اللباس الفضفاض، وإن الرافضين لمنع فرنسا للحجاب، عليهم أن يغادروها أو يحترموا قوانينها). وأثار ما قاله عيسى سخط الكثيرين على موقع اليوتيوب، واتهموه بأنه لا يعلم شيئًا عن الدين، وطالبوه بعدم الإفتاء في الدين، وذكَّروه بقوله: (إنه لا يجب تدخل رجال الدين في السياسة)، ومن باب أولى ألا يفتي هو في الدين. ودعا البعض له بالهداية، وقال أحد المعلِّقين: (لا علاقة لابراهيم بالدين، أحكام الدين تأخذوها من العلماء والفقهاء فقط، ولا يصح لكل من هب ودب أن يفتي فيه، ولو طلب من إبراهيم عيسى تفسير القرآن لما استطاع لأنه لم يدرس أصوله). وقد رفض عدد من علماء الدين ما قاله الكاتب الصحافي إبراهيم عيسى، وأكدوا أنه لا يفهم في الدين، وكلامه شاذ لم يقل به أحد من قبل. وقال الشيخ يوسف البدري الداعية الإسلامي: إن الرد على ما قاله إبراهيم عيسى إضاعة للوقت، مشددًا على أن مسألة الحجاب قد حسمت قبل انتقال الرسول للرفيق الأعلى، حتى أن القرآن وصف الحجاب في آياته، متسائلاً: (كيف له أن يقول هذا؟!). وأضاف البدري أن الحجاب وارد فى القرآن الكريم بالتفصيل، وقال الله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) في سورة النور. وفي سورة الأحزاب؛ (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) ومعناه لا يتشبهن بالإماء في لباسهن إذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن فيكشفن شعورهن ووجوههن، ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهن; لئلا يعرض لهن فاسق، إذا علم أنهن حرائر، بأذى من قول. ثم اختلف أهل التأويل في صفة الإدناء التي أمرهن الله بها فقال بعضهم: هو أن يغطين وجوههن ورءوسهن فلا يُبدين منها إلا عينًا واحدة. من جهته، رفض الدكتور جمال قطب رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا التعليق على ما قاله إبراهيم عيسى قائلاً: يجب أن لا نرد على أمثاله لأن ما يقوله جهل وشيء مرفوض، مؤكدًا أن عيسى لا يفهم في الدين ولا حتى في السياسة، وظهرت حقيقته للكافة. وأشار قطب إلى أن مثل هؤلاء تجنُّب الحديث عنهم أفضل؛ لأنهم يبحثون عن الشهرة بهذه الفتاوى الشاذة؛ ولذلك يجب عدم الرد على مثل هذه التفاهات وترك أصحابها حتى لا نجعل لهم قيمة.