لا ينطق بكلمة واحدة، ويعاني إعاقات متعددة ذهنية، وضعف حركة، بالإضافة إلى أن إعاقته الذهنية في حد ذاتها متعددة، بسبب إصابته بأعلى درجات التوحد، وهذا ما يعرف ب(أوتيزم). كما أنه يحتاج إلى مساعدة أسرته لارتداء ملابسه، ولا يعرف عنوان منزله ولا يستطيع الوصول إليه بمفرده، على الرغم من أنه بلغ من العمر 21 عاماً. كل هذا لم يمنع أو يحرم رؤوف محمد عبد الرؤوف، بحسب (الاتحاد)، من أن يحفظ القرآن عن طريق الكمبيوتر، مع أنه لا يعرف حروف (اللاب توب)، ولكنه يستخدم الماوس فقط، فعندما تسأله عن آية من القرآن الكريم يُحضر السورة التي بها الآية نفسها باستخدام (الماوس)، حيث يعرف شكل الصورة حسب ترتيبها على (اللاب توب). ورؤوف تستضيفه جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، ضيف شرف ضمن مجموعة من المعاقين ذهنياً، وأقامت له الجائزة، فقرة خاصة على هامش فعاليات اليوم الرابع من المسابقة. وقام الشيخ شيرزاد عبد الرحمن، رئيس لجنة التحكيم لأفضل الأصوات بالمسابقة، بتوجيه 6 أسئلة إلى رؤوف، حيث يتلو الشيخ شيرزاد عليه الآية، ثم يطلب منه أن يأتي بالسورة التي تضم هذه الآية من خلال المصحف الموجود على (الكمبيوتر)، وهو ما نجح فيه رؤوف. وقد أثار رؤوف إعجاب الحاضرين بغرفة تجارة وصناعة دبي، الذين أكدوا أن ما رأوه هو دليل إعجاز الخالق سبحانه وتعالى، ويجسد قول الحق تعالى: (إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون)، مشيراً إلى أن حفظ الله لكتابه له أوجهٌ عديدة، منها حفظه في صدور المعاقين أيضاً. وقال إسماعيل طنطاوي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أبرار مصر لذوي الإعاقة الذهنية، الذي تستضيفه أيضاً مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، إن (المعاق رؤوف نسبة ذكائه ضعيفة جداً، حيث أظهرت نسبة قياس ذكائه أنه أقل من 50، بينما المعدل المتوسط للبشر 90. بدورها، قالت نادية رؤوف، أم المعاق رؤوف، (إن رؤوف ابني الوحيد ولم أرزق غيره، لذلك فرحت به كثيراً، إلا أنني بعد ولادته بفترة فوجئت بأنه غير طبيعي، فأخذت أعرضه على الأطباء، فعرفت أنه يعاني (الزواتية) وهي أعلى درجات التوحد). وأضافت الأم التي تعمل مدرِّسة لغة فرنسية: (دفعتني إعاقة ابني، إلى إنشاء جمعية خيرية لمن يعانون إعاقة رؤوف نفسها، وهي تخدم الآن 120 طفل. وأشارت الأم، إلى أنها بدأت تأخذ دورات تدريبية متخصصة حول كيفية التعامل مع إعاقات ابنها المختلفة، وكذلك دورات في كيفية معايشته وتوفير مختلف احتياجاته. وذكرت رؤوف، أن ابنها في فترة من العمر بدأ يتعلق بألعاب الأطفال، فكان من بين الألعاب التي أحضرتها له (لعبة كمبيوتر) تضم بضع سور قصيرة من القرآن الكريم وسورة الكعبة، فإذا به يفضل تلك اللعبة عن غيرها من الألعاب وبدأ يتعلق بها بشكل كبير. ونبَّهت الأم، إلى أن ابنها الأبكم بدأ يزداد ارتباطه بالأذان ووقت الصلاة، بشكل كبير، على الرغم من أنه في المقابل لا يبدي معرفة مشابهة في الكثير من أمور حياته الشخصية. وذكرت، أن ابنها منذ سنوات عدة أخذ يشاهد قناة القرآن الكريم لفترات طويلة من اليوم، ووقتها أحضرنا له (لاب توب)، فإذا به يأتي بحاسبه الآلي، ويفتح عليه السورة المقروءة نفسها على التلفاز، وكرر ذلك مرات عدة. وقالت والدة رؤوف، (منذ أكثر من عام، نظمت مسابقة قرآنية للمعاقين، وقررنا أن ندخل فيها رؤوف على أنه يحفظ جزأين من القرآن عن طريق (اللاب توب)، ولكننا اكتشفنا خلال المسابقة أنه يحفظ القرآن كاملاً بهذه الطريقة). وأشارت الأم، إلى أن ابنها يتعايش مع القرآن وقتاً طويلاً يومياً عن طريق (الكمبيوتر)، فالقرآن هو حياته وصديقه الدائم.