أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوم الإثنين بياناً طالب فيه الحكومة الأثيوبية بحماية حقوق المسلمين والحوار مع قادتهم، وحذرها من عواقب إحداث الفتنة بينهم، كما طالب العالم الاسلامي بحماية إخوانهم المضطهدين في كل مكان، وهذا نص البيان الذي وقعه رئيس الاتحاد الشيخ الدكتور علي القرة داغي وأمينه العام الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي: الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد: يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أوضاع المسلمين بحبشة أرض الهجرة الأولى، والملك الصالح النجاشي الذي لم يكن يُظلم عنده أحد، والذي وقف مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المظلومين وقفة الشهامة والقيم والأخلاق العالية، وما آلت إليه أوضاع المسلمين اليوم بدءاً من الإمبراطور هيلاسيلاسي الذي عاث في الأرض فساداً، وجار على المسلمين فضيّق عليهم الخناق وسامهم سوء العذاب. واليوم في ظل الحكومة الحالية التي بدأت بنوع من الانفتاح على المسلمين _ وإن لم يصلوا الى جميع حقوقهم _ حدثت في الآونة الأخيرة مشاكل كبيرة حيث شنت الحكومة هجمة ضد الدعاة والشباب الملتزمين بتهمة الإرهاب والقاعدة، وزجت بمئات منهم في السجون مع ممارسة التعذيب، وأقتحمت بعض مساجدهم وأغلقت معظم صحفهم ومجلاتهم، وأكبرُ من ذلك محاولة الحكومة لإحداث فتنة الأحباش التابعين للضال عبد الله الهرري، حيث تحاول أن تجعل الأحباش ذوي أغلبية في المجلس الأعلى للمسلمين وهذا ما يراه المسلمون تدخلاً صارخاً في الشؤون الدينية، وزرعاً للفتنة بينهم لتحقيق أهداف سياسية للحكومة، ولذلك نتجت عنه موجة احتجاجات عارمة من المسلمين. وأمام هذه المشاكل والمصائب التي حلت بإخواننا المسلمين في اثيوبيا (الحبشة) يرى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ويؤكد ما يلي: 1- يطالب الاتحاد الحكومة الأثيوبية برفع الظلم والحيف عن المسلمين في اثيوبيا، ومنحهم الحرية الدينية، وحق اختيار ممثليهم، وبتحقيق مساواتهم مع النصارى في الحقوق والواجبات، فهم أيضاً أهل الأرض بل هم يشكلون نسبة كبيرة من السكان، فلماذا تُهضم حقوقهم وهو يقومون بواجب المواطنة؟ ولماذا يُراد لمناطقهم التخلف والجهل والفقر؟ وظل المسلمون في اثيوبيا عنصر خير وتسامح على مر التاريخ. ومن دون شك أن تحقيق هذه الشراكة الحقيقية والمساواة في الحقوق والواجبات هو الذي يقوي اثيوبيا حكومة وشعباً. 2- يحذر الاتحاد الحكومة الأثيوبية من أن المضيَّ في سياسة العنف والبطش والسجن والاتهامات الباطلة لعموم المسلمين وإحداث الفتنة بينهم قد ثبُت فشلها في العالم أجمع، وأنها وسائل لتدمير الشعب والحكومة معاً كما رأينا في الصومال وغيرها. ولذلك نطالب الحكومة بالحوار مع ممثلي المسلمين من العلماء ورؤساء القبائل والمصلين للوصول إلى صيغة تعايش سلمي دائم يحمي الحقوق والحدود. 3- يطالب الاتحاد منظمة التعاون الإسلامي وقادة العالم الاسلامي وعلماءه وشعوبه بالوقوف مع إخوانهم المضطهدين في أثيوبيا، ودعمهم مادياً ومعنوياً، والضغط على الحكومة لتحقيق العدالة الشاملة والمساواة الكاملة، ورفع الحيف والظلم عنهم. 4- يطالب الاتحاد المنظمات الخيرية والإنسانية بالعناية بأهلنا بأثيوبيا (أرض الهجرة الأولى) لتحقيق التنمية الشاملة لهم. 5- يبدي الاتحاد استعداده للقيام بزيارة اثيوبيا من خلال وفد رفيع المستوى برئاسة أمينه العام للاطلاع على أوضاع المسلمين على كثب، والحوار مع الحكومة ومع العلماء فيها لتحقيق الأمن والاستقرار والتعايش السلمي القائم على العدل والمساواة في هذا البلد العزيز الذي يحمل عبق التاريخ والشهامة والكرامة، حيث لا يريد الاتحاد لهذا البلد إلا الخير والتعايش السلمي على أساس التسامح وحقوق المواطنة الكاملة للجميع، والتنمية الشاملة والازدهار. (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون) [التوبة: 105].