شدَّد د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين على أنَّ الأمة الإسلامية فشلت في أن تستفيد من شهر رمضان المبارك للخروج من مرحلة الضعف والهوان التي تمر بها حاليا لأن صيامها كان شكلياً ولم يكن جوهريا، مشيرا إلى أن صيام المسلمين لم ينفذ إلى داخلهم بالتأثير والتغيير والتفعيل. وطالب د. القره داغي المسلمين بأن يصوموا كما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابتُه وحينئذ فقط ستسترد الأمة مجدها المسلوب، مشدِّدا على ضرورة أن يغيِّر المسلمون من سلوكهم نحو الأحسن، وأكد أن الأمة الإسلامية كانت تنطلق في شهر رمضان نحو الخير والانتصارات والوحدة والتكافل الاجتماعي. وقال: رمضان شهر الخير والعبادة والصيام، والخير والبركة، والهدى والفرقان، فقال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ). ولكن لا يقصد من هذا الشهر أن نصوم ونتعبد الله تعالى دون أن يكون له تأثير على نفوسنا وعقولنا، وقلوبنا وعلى سلوكنا. وأكد أن أهم مقاصد الشريعة في الصيام تتمثل في تحقيق التقوى والتقوية والترويض بترك المباحات طوال شهر رمضان المبارك، والتعويد على ترك المحرمات والتغييرالداخلي من خلال تهذيب النفس، وتعويدها على ترك الشهوات. والجميع يعلم أن سنة الله قاضية في أن الخير والعزة والكرامة والنصر لن يتحقق إلاّ بتغيير الداخل وما في النفس فقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ). وأشار إلى أن هذه الأمة قادرة على توفير أكثر من 50 % من المواد الغذائية بالصيام طوال أكثر من 12 ساعة من اليوم، بل هي مستعدة لأكثر من ذلك. ومع الأسف الشديد غيّر الكثيرون مسار هذا المقصد المهم إلى العكس، وتحول الشهر إلى شهر أكل وشرب وتبذير.