جاءت تصريحات وزير الطاقة والمناجم التي وعد فيها بحلّ مشكل انقطاعات الكهرباء قريبا لتخفّف من حدّة الأثر الذي خلّفته تصريحات مدير سونلغاز الذي (توّعد) بمزيد من الانقطاعات إلى أجل غير قريب، وبين تصريحات الرجلين مسافة كبيرة تجعل من الصّعب التكهّن بوشوك نهاية كابوس انقطاعات الكهرباء أو استمرارها، ليبقى الموعد المحتمل لنهاية الكابوس لغزا يبحث الجزائريون عن حلّه. يوسف يوسفي وزير الطاقة والمناجم أكّد أوّل أمس الثلاثاء أنه سيتمّ العمل من أجل التخفيف من مشكل الانقطاع التناوبي للكهرباء على المناطق الجنوبية الشرقية للبلاد وذلك من خلال تشغيل خطّ التوتّر العالي بين المسيلةوبريكة قبل نهاية شهر أوت الجاري. ويأتي تصريح يوسفي بعد يوم من التصريحات التي أدلى بها المدير العام لشركة سونلغاز نور الدين بوطرفة، والتي أكّد فيها استمرار الانقطاعات الكهربائية طوال فترة الصيف. وخفّف يوسف يوسفي وزير الطاقة والمناجم في تصريح له على هامش زيارته للمسيلة من شدّة تصريحات الرئيس المدير العام لسونلغاز فيما يتعلّق بالانقطاع المتكرّر للتيّار الكهربائي على ولايات الجنوب الشرقي للبلاد، حيث أكّد أنه سيتمّ التخفيف من هذا المشكل قبل نهاية شهر أوت الجاري من خلال انطلاق تشغيل خطّ التوتّر العالي المسيلة - بريكة، وأضاف لدى زيارته لولاية المسيلة والتي خصّصها لمعاينة الصعوبات التي تواجه وضع أعمدة حمل كوابل التوتّر العالي على مسافة 51 كلم عبر إقليم الولاية، أنه حتى وإن كان خطّ نقل الكهرباء ذي التوتّر العالي بطول 106 كلم فإن ذلك لن يحلّ المشكل بصفة نهائية (لكن من شأنه أن يساهم في التخفيف منه بشكل ملحوظ). أمّا فيما يتعلّق باعتراض بعض مواطني الولاية، لا سيّما سكان منطقتي بو خضرة وأولاد ماضي على وضع الأعمدة الحاملة للكوابل، مانعين بذلك نقل الكهرباء من غرب البلاد إلى المنطقة، فقد أكّد الوزير في ذات التصريح أنه تمّ التوصّل إلى حلّ مع المواطنين المعنيين، مشيرا إلى أن أشغال هذا الخطّ للتوتّر العالي (المسيلة - بريكة) ستستكمل قبل نهاية شهر أوت الجاري، وأضاف في سياق آخر أن الطلب الحالي على الطاقة الكهربائية وصل إلى مستوى يتوافق بعض الشيء مع القدرات المتوفّرة في البلاد، وهو ما يؤدّي إلى عواقب وخيمة في حال وقوع أيّ حادث أو عطب تقني، لذلك تعمد سونلغاز إلى قطع التيّار الكهربائي بالتناوب تفاديا (للأعطاب العامّة عبر بعض مناطق البلاد). وللإشارة، فقد اعترض مجموعة من سكان الولاية، خاصّة في منطقتي بوخضرة وأولاد ماضي على وضع الأعمدة الحاملة لكوابل التوتّر العالي، وهو ما عرقل نقل الكهرباء من غرب البلاد إلى هذه المناطق، وهي الأشغال التي كان من المترض إنهاؤها قبل شهر رمضان. هذا، وكان نور الدين بوطرفة الرئيس المدير العام لسونلغاز قد صرّح بحر هذا الأسبوع بأن الانقطاعات الكهربائية ستستمرّ في المناطق الجنوبية الشرقية للبلاد حتى نهاية فصل الصيف، مشيرا إلى أنه سيتمّ تسيير الطاقات الكهربائية المتوفّرة (تحت الضغط) بسبب تسجيل ارتفاع استثنائي لدرجات الحرارة. وأكّد بوطرفة في ذات التصريح أن النّظام الكهربائي الوطني فيما عدا المناطق الجنوبية الشرقية لم يعرف منذ حلول فصل الصيف إلاّ ثلاثة أيّام صعبة فقط. وللتذكير، فقد عرفت العديد من ولايات الشرق، على غرار باتنة، قسنطينة، وادي سوف وبسكرة مؤخّرا غضبا شعبيا واسعا قاد السكان إلى تنظيم الاحتجاجات وغلق الطرقات مطالبين بوقف الانقطاعات المتكرّرة للتيّار الكهربائي، والتي تكون عادة في الأوقات التي تصل فيها درجات الحرارة إلى ذروتها كوقت الوزال مثلا ، ممّا يشكّل خطرا على حياة المرضى، بالإضافة إلى ما يحدثه من خسائر لا سيّما لدى تجّار اللّحوم والمواد السريعة التلف.